رياضة

أضعف الحلقات!

| مالك حمود

آثرت عدم الدخول في تقييم أداء منتخبنا الوطني للرجال بكرة السلة الأسبوع الفائت مادامت مشاركته لم تنته، فالتأهل للدور الثاني كان الهدف الأساسي، وإن تأخر إلى المباراة الأخيرة بالدور الأول ليكون العبور من بوابة الهند، وإن كان الأجدر الحسم المبكر من مباراة الأردن بعدما صارت باليد، وبالطبع فالحديث عن المنتخب يقودنا للدخول في مسألة المدرب الأجنبي الذي عمل براحة تامة وأعطي كل الصلاحيات في الإبعاد والاستبعاد والاعتماد، وهذه حالة صحية في المبدأ العام للتعامل مع المدرب، وإن كانت غير متاحة بالمساحة نفسها للمدرب المحلي، رغم أن المدرب السوري هو الذي أوصل المنتخب إلى البطولة الآسيوية، ولكن الدنيا حظوظ، وهكذا هي رياضتنا (تدلل) المدرب الأجنبي وتمنحه المستحقات وبالعملة الصعبة، وتوفر له كل المتطلبات، وتستكثر الكلام ذاته على ابن البلد.!
الكلام عن المدربين يقودني إلى عالم كرة القدم المحلية، فالمدرب هناك ليس بأفضل حالاً، بل على العكس هو أضعف الحلقات في معادلة الدوري المحلي، وإلا فهل يعقل بأن الأغلبية العظمى لفرق الدوري قامت بتبديل مدربيها.! ومنهم من بدل مدربين أو ثلاثة أو أكثر.! ومنهم من لم يصمد لأكثر من مباراة.!!!
أعتقد أننا لو أجرينا جردة حساب على عدد المدربين الذين تمت إقالتهم أو استقالتهم في أنديتنا المحلية للموسم الحالي لدخلنا كتاب غينيس للأرقام القياسية، والمصيبة الكبرى أن التبديل لم يكن محصوراً بالأندية المهددة بالهبوط، وإنما في الأندية المتنافسة على بطولة الدوري أيضاً.!
والأكثر غرابة أن المدرب الذي يقود الفريق إلى الانتصارات والمواقع المتقدمة في الترتيب نراهم فجأة يكتشفون بأنه لا يصلح للاستمرار بقيادة الفريق ويسارعون لاستبداله.!
ما يحدث في كرتنا أبعد ما يكون عن المفهوم الفني الحقيقي، والتقييم بجوهره العلمي، ثم لنسأل من هو الذي يقيم عمل المدربين بعلم وفهم وفكر؟!
هل هناك في الأندية لجان فنية أو فنيون مختصون وأكفاء للتقييم وتقديم الرؤية الفنية الصحيحة والدقيقة وبتجرد؟
أم التقييمات تصدر من المكاتب وأحياناً من المدرجات، ليبقى مدربنا الوطني مغلوباً على أمره في الدار، وناجحا خارج الأسوار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن