الخبر الرئيسي

بعد صمود الشعب الإيراني وتصدي الشعب السوري وتضحياته وبطولات حزب اللـه وموقفي روسيا والصين…انتصر محور المقاومة

كتب المحرر السياسي : 

يدخل العالم بدءاً من اليوم حقبة جديدة من الأمن والسلام في منطقتنا تحديداً وفي مختلف أرجاء العالم إذ ثبت لقوى الاحتلال والغطرسة والهيمنة أن التفاوض والحوار بين الدول يثمر نتائج وأن القوة وفرض الشروط واحتلال الدول وتدمير الجيوش واغتيال الشعوب لا يثمر إلا مزيداً من الكراهية والحقد والكوارث.
فيوم أمس أنهت إيران والدول الخمس+١ تفاوضاً استمر نحو ١٢ عاماً للتوصل إلى الاتفاق التاريخي الذي تم التوقيع عليه، ودون شك فإن هذا الاتفاق لم يكن ليوقع لولا صمود الشعب الإيراني والقيادة الإيرانية اللذين تعرضا لكل أنواع العقوبات الدولية، وعلى الرغم منها، استمرا في تطوير بلادهم وفرضا معادلة صعبة في الشرق الأوسط من خلال التحالف الإيراني السوري وحزب الله.
كما لم يكن ليوقع الاتفاق دون تصدي الشعب السوري للحرب العالمية التي شنت عليه بهدف كسر محور المقاومة وإرغام إيران على تقديم تنازلات في ملفها التفاوضي، والأمر كذلك لحزب اللـه الذي خاض حروباً في جنوب لبنان كان هدفها القضاء على المقاومة اللبنانية وبشكل غير مباشر التأثير في الجمهورية الإسلامية التي كانت ولا تزال تدعم كل حركات المقاومة العربية، إضافة إلى موقفي روسيا والصين اللذين صمدا في مواجهة ضغوط وحروب واشنطن وذلك انتصاراً للشعوب والقانون الدولي.
إذاً ما حصل في الأمس هو انتصار لمحور كامل ممتد من طهران مروراً ببغداد وصولاً إلى سورية ولبنان، انتصار يثبت مجدداً أن الشعوب وحدها من يقرر مصيرها وأن الصمود لا بد أن يثمر انتصاراً لكل من عانى وتحمل غطرسة الغرب وعقوباته الجائرة ومحاولاته السيطرة على شعوب العالم.
غداً لن تكون المنطقة كما كانت، صحيح أن الخاسر الأكبر هي إسرائيل لكن كذلك آل سعود ومن لف لفيفهم، الذين عملوا لسنوات لمنع الوصول إلى هذا الاتفاق ودفعوا مليارات من الدولارات لدول مثل فرنسا لتمارس نفوذاً ضمن المفاوضات يفشل ويعرقل أي توقيع، ولمجموعات إرهابية مثل داعش والنصرة بهدف تدمير سورية وإضعاف إيران، إضافة إلى تعاونهم السري مع إسرائيل خلال حرب تموز ٢٠٠٦ أو مؤخراً خلال الحرب على سورية، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل أمام إصرار العالم على إنهاء هذا الملف وصمود شعوب المنطقة التي كانت تضع النصر نصب عينيها وهذا ما حصلت عليه بعد سنوات من التفاوض والحروب.
بدءاً من الغد لن تكون إيران فقط دولة ذات نفوذ في الشرق الأوسط بل ستتحول تباعاً إلى قوة عسكرية واقتصادية واجتماعية إقليمية وعالمية تستقطب عمالقة المستثمرين الدوليين وتطور قدراتها في كل المجالات مستفيدة من سنوات الحصار والدروس التي تعلمتها خلال العقود الثلاثة الماضية من العداء الغربي لها بحيث لن تسمح لأحد مجدداً بفرض شروطه أو بالهيمنة على اقتصادها أو ثقافتها.
إذاً نحن أمام انتصار كبير لكامل المحور، والغد لن يكون مثل الأمس ولا بد لهذا الاتفاق التاريخي أن يكون له الأثر الكبير في مجمل المنطقة بحيث يجتث الإرهاب ويساهم في إعادة الأمن والأمان إلى العراق وسورية واليمن ولبنان ويرسم ملامح مستقبل منطقتنا التي عانت وتعاني محاولات سيطرة الغرب على مقدراتها وثرواتها وشعوبها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن