صحتك في رمضان…استمتعوا بعطلة عيد صحيّة

د. دانة الحموي :

شارف شهر رمضان الكريم على الانتهاء، وهلّت بشائر العيد فأخذ الناس يستعدون لاستقباله بتقاليده الاجتماعية القائمة على الزيارات العائلية والمعايدات بين الأهل والأصدقاء التي تتميز بالعرف الشرقي وبكرم الضيافة وتقديم حلويات العيد المشهورة بمذاقها اللذيذ، إضافة إلى تقديم القهوة العربية والتركية، لكن قد يقبل بعض الناس على تناول هذه الحلويات بشراهة كبيرة، متجاهلين مضار الإفراط في أكلها ومتناسين الفوائد الصحيّة التي حصلوا عليها من صيام شهر رمضان كخسارة لبعض الكيلو غرامات الزائدة من الوزن وتنظيف الجسم من السموم وتحسين أداء الجهاز الهضمي.
لذا فمن المستحسن أن ندرك أهمية المحافظة على فوائد الصيام التي اكتسبناها أثناء هذا الشهر الكريم لنضمن استمرار حياة صحيّة نشيطة ومديدة.

أهم المشكلات الصحيّة الشائعة في عطلة عيد الفطر:

أولاً- المشكلات الهضمية:
يلاحظ خلال العيد كثرة معاناة الناس من المشكلات الهضمية كالحرقة وسوء الهضم وغيرها والسبب في ذلك هو تعوّد الجسم على تناول كميّة محدودة من الطعام بأوقات محدّدة، على حين مع بدء العيد يقبل معظم الناس على التهام الأكل بشراهة كبيرة فيتناولون وجبات طعامية ثقيلة ودسمة بدءاً من وجبة الفطور الصباحية ووصولاً إلى وجبة العشاء، إضافة إلى الإكثار من تناول حلويات العيد بين الوجبات ولا ننسى أيضاً التأثير السلبي للإفراط في شرب القهوة وتدخين السجائر والأراكيل.
أيضاً تناول الطعام بوقتٍ متأخرٍ ليلاً وزيادة شرب القهوة والمشروبات الغازية والتدخين يزيد الأمر سوءاً ويؤثر سلباً على وظيفة وأداء الجهاز الهضمي.
لذا فالحل يكون باتباع عادات غذائية صحيّة من خلال تناول وجبات معتدلة ومتوازنة بأوقات منتظمة، كذلك يعتبر تناول حبة البركة ومغلي النعنع مفيداً في التخفيف من تشنج الجهاز الهضمي والتقليل من الشعور بالامتلاء وسوء الهضم.
أما الشعور بالنفخة والغازات في العيد، فالسبب غالباً هو ابتلاع الهواء أثناء مضغ الطعام بسرعة أو بسبب مضغ العلكة أو تدخين الأراكيل أو قد يكون السبب تناول بعض الأطعمة التي تسبّب النفخة كالمكسرات الموجودة في حلويات العيد.
وهنا أنصح بمضغ الطعام جيداً وببطء، إضافة إلى أهمية التخفيف من تناول المشروبات الغازية، كذلك يفيد تناول مغلي الكمون في التخفيف من أعراض النفخة.
وهذه بعض النصائح المفيدة في الوقاية من المشكلات الهضمية في عطلة عيد الفطر:
• تناول وجبة فطور صباحية خفيفة في أول يوم من أيام عيد الفطر وعدم الإفراط في الأكل، وكمثال على وجبة فطور صحيّة وخفيفة تناول ربع رغيف خبز حبوب كاملة مع قطعة جبنة بيضاء وكوب شاي بالحليب غير محلى بالسكر.
• عدم الإفراط في تناول حلويات العيد بين الوجبات والاكتفاء بتناول قطعة صغيرة مرة في اليوم.
• تناول الطعام على مائدة الطعام.
• التوقف الفوري عن الأكل عند الشعور بالشبع وعدم تناول وجبات كبيرة.
• تجنب ارتداء الملابس أو الأحزمة الضيقة.
• زيادة الحركة والنشاط الفيزيائي اليومي خلال العيد لتنشيط الدورة الدموية وتسريع معدّل الاستقلاب بالجسم.
• إيقاف تدخين السجائر والأراكيل.
• الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.

ثانياً- مشكلة زيادة الوزن والبدانة:
كما نعلم فحلويات العيد غنية بالسكريات والدهون والسعرات الحرارية، لذا فتناول كميات كبيرة منها خلال عطلة عيد الفطر التي غالباً ما يرافقها الكسل والخمول وقلة النشاط الحركي يزيد احتمال زيادة الوزن، وخاصة أن عطلة العيد في بلادنا العربية تتصف بزيارة الأقارب والاجتماعات العائلية حول موائد الطعام التي تتميز بتنوّعها وكرمها، وأما عن الشباب والشابات سواء كانوا طلاباً أم موظفين فمعظمهم يقضي عطلة العيد في بلدته مع أسرته، إضافة طبعاً إلى ازدياد ظاهرة ارتياد الصبايا والشباب للمطاعم التي يرافقها تناولهم للوجبات السريعة وتدخين الأراكيل، وهذا قد يكون من أهم الأسباب التي تساعد على زيادة الوزن واسترجاع الكيلو غرامات الزائدة التي خسرها كلّ من الشاب والصبية خلال رمضان، لذا فمن الأفضل اتباع عادات غذائية سليمة حتى في أوقات العطل الرسمية والدينية وذلك للمحافظة على الرشاقة وللحصول على جسم سليم وجميل ومتناسق.