رياضة

منتخبنا يلعب على الأمل الأخير في التصفيات المونديالية … نسورنا بمخالب متجددة لافتراس العنابي

| محمود قرقورا

يتأهب منتخبنا الأول بكرة القدم لتعزيز آماله نحو بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه عندما يلتقي نظيره القطري انطلاقاً من الثالثة عصر اليوم في مدينة مالاكا الماليزية وتحديداً على أرضية ملعب جيبات بصافرة الحكم العراقي علي الصباح، حيث الفوز وحده المطلب وغير ذلك يعني الحسرة على فرصة نادرة ترافقت مع النسخة الأسوأ لعديد المنتخبات التي التقيناها في مرحلة الحسم.
الطريق إلى روسيا بات واضحاً، فأنصاف الحلول لا تروي ظمأ الشارع الرياضي وخاصة بعد اكتمال التشكيل مع انضمام عمر السومة الذي لطالما كان حلماً لمتابعي المنتخب، ولذلك نأمل أن يكون قدومه سبباً مباشراً في صنع الفارق وخصوصاً في الجانب الهجومي الذي افتقر إليه منتخبنا في المباريات الثماني الأخيرة باستثناء بعض دقائق الشوط الثاني أمام الشمشون الكوري بعقر داره.
السومة والخريبين وفراس الخطيب حاضرون وهذه ميزة إيجابية لكن غياب صخرة الدفاع وضابط الإيقاع في الخط الخلفي أحمد الصالح نراه غياباً مؤثراً، ومن هنا سيكون ناخبنا الوطني أيمن حكيم مطالباً بسد الثغرة أمام منتخب يلعب هو الآخر على فرصته الأخيرة حيث النقاط الثلاث وحدها تبقي على أمله، والحقيقة الدامغة التي لا يمكن وضعها على الرف أن آمال منتخبنا وقطر على حد سواء مرتبطة بمواجهة المنتخب الأوزبكي مع نظيره الصيني في الصين اليوم، وكلنا أمل أن يتعثر المنتخب الأوزبكي كي تكون الجولة الأخيرة الثلاثاء القادم على صفيح ساخن، كما أن مباراة كوريا الجنوبية وإيران اليوم على درجة كبيرة من الأهمية.
نبرة التفاؤل علت في شارعنا الكروي وأحلام منتخبنا ارتقت والتطلع إلى المونديال لم يعد حدثاً بعيد المنال كما كان الاعتقاد سائداً، لأننا بإمكانيات قليلة قارعنا حيتان القارة الصفراء ودفاعاتنا كانت حاضرة والقتالية حتى الرمق الأخير بدت ظاهرة ووفق هذه الرؤية لم يعد الأمر مستحيلاً كما ظننا عند نقطة الانطلاق، ونجزم أن الوصول إلى النقطة التاسعة ونحن في هذا التوقيت كان أمراً ساراً، وبناء عليه يجب التعامل بحكمة مع أي نتيجة قد لا توصلنا إلى روسيا سواء في مباراة اليوم أم مباراة الثلاثاء بمواجهة أقوى منتخبات القارة هذه الأيام منتخب إيران الذي طار إلى روسيا قبل مرحلتين كاملتين.

خيارات

لا شك أن غياب الصالح هو الشغل الشاغل حيث تميل التوقعات لمشاركة هادي المصري إلى جوار الميداني على أن يتولى الشبلي الجهة اليمنى والعجان الجهة اليسرى ومن ورائهم الحارس الواثق إبراهيم عالمة، ولا ندري إن كان الحكيم يفكر جدياً بعودة زاهر ميداني إلى الخط الخلفي حسب وجهة نظر البعض.
الخط الأمامي سيشكل صداعاً في رأس أيمن حكيم نظراً لكثرة الخيارات فالخريبين قوة ظاهرة والسومة لا يمكن تجاهل قدراته وفراس الخطيب أثبت جدارته بعد عودته، والمواس خيارنا الوحيد على الجهة اليمنى وخالد المبيض لاعب الارتكاز الأفضل في منتخبنا منذ سنوات وشكل شراكة ناجحة مع تامر حاج محمد، والمصيبة أن المبيض سيغيب للاصابة كما وردنا أمس، وبناء عليه قد يزج الحكيم بفهد اليوسف أو يوسف قلفا، وقد لا يكون لمارديك مردكيان أي دور وأسامة أومري لم يكن له دور أساساً في أكثر من مباراة حاسمة مؤخراً، ولذلك ستكون الخيارات معقدة بيد المدرب هذه المرة ونعتقد جازمين أن مفتاح الفوز إيجاد المخرج لغياب الصالح والمبيض.

تركيز

شاع مؤخراً خبر تعاقد نادي الوحدة مع أيمن حكيم لاستكمال المشوار في مسابقة الكأس المحلية وكأس الاتحاد الآسيوي فسارع الحكيم إلى دحض الخبر مؤكداً أن همه واهتمامه منصب على مباراتي قطر وإيران.
والتحضير لهاتين المباراتين كان من خلال مواجهة ماليزيا والعراق وفاز منتخبنا بهدفين لهدف في المباراة الأولى وسجل له المرمور والمهتدي، وتعادل في المباراة الثانية بهدف لمثله وسجل هدفنا فراس الخطيب.
الحكيم تعامل مع المباراتين وفق ما تقتضيه مصلحة المنتخب والخيارات المتوافرة بين يديه، ذلك أن السواد الأعظم من اللاعبين لم يلتحق في المباراة الأولى، كما غابت مفاتيح مهمة عن المباراة الثانية، لكن المكسب الإيجابي من المباراتين أن المنتخب اعتاد الأجواء المناخية في ماليزيا، حيث الإقامة لمدة اثني عشر يوماً هناك أمر إيجابي.
وأكد المدرب أنه درس المنتخب القطري ومفاتيح القوة لديه والثغرات التي يمكن الاستفادة منها، وبخلاف الحصص التدريبية التي تترافق مع الأجواء القريبة من المباراة كانت هناك دروس نظرية للاستفادة القصوى، والمؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة يؤكد الجاهزية القصوى لإسعاد جماهيرنا الكروية وهذا ما وعد به المدرب أيمن الحكيم.
بمعنى أن إدارة المنتخب لم تترك شيئاً للمصادفة قبل المباراة المصيرية اليوم وكلنا أمل أن يكون نسورنا على الموعد بعدما ارتفع سقف طموحاتنا.

الطبعة 15

سبق للمنتخب السوري أن واجه القطري في 14 مباراة ففاز منتخبنا بأربع مباريات وتعادل مثلها مقابل ست خسارات والأهداف 15/18 لمصلحة قطر وإليكم البيان: فاز منتخبنا 3/2 ببغداد ضمن كأس فلسطين 1972، وردت قطر 2/1 في السعودية ضمن تصفيات مونديال 1982، ثم تعادلا 1/1 في نهائيات أمم آسيا بسنغافورا 1984، وتعادلا سلباً ودياً في قطر 1985، ثم فازت قطر 4/2 ضمن تصفيات أمم آسيا 1992 في قطر، كما فازت ودياً في قطر يوم 22 آذار 1993 بهدفين، ورد منتخبنا على الأرض نفسها 1/صفر بعد يومين، وتقابلا في تصفيات أمم آسيا 1996 وفازت قطر بأرضها 1/صفر ورد منتخبنا 3/1 بدمشق، وتعادل المنتخبان 1/1 ضمن دورة ألعاب غرب آسيا في الكويت 2002، وفاز منتخبنا ودياً في قطر عام 2004 بهدفين لهدف، ثم تقابلا ودياً في دمشق 2008 وتعادلا صفر/صفر، وفي سورية خسرنا ودياً عام 2009 بهدف لاثنين، واللقاء الأخير كان ذهاباً وخسرنا بهدف.

مسيرة منتخبنا

بدأ منتخبنا رحلة التصفيات خلال دور المجموعات الثاني ضمن المجموعة الخامسة بالفوز على أفغانستان بستة أهداف نظيفة ذهاباً وبخمسة أهداف لهدفين إياباً، وعلى سنغافورا بهدف مقابل لا شيء ذهاباً وبهدفين لهدف إياباً، وعلى كمبوديا بستة أهداف مقابل لا شيء ذهاباً وإياباً، وخسر أمام اليابان بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في مباراة الذهاب وبخمسة أهداف نظيفة في لقاء الإياب.
وفي الدور الحاسم «المجموعة الأولى» بدأ منتخبنا بالخسارة أمام مضيفه الأوزبكي بهدف نظيف ورد بالنتيجة ذاتها، وتعادل مع كوريا الجنوبية من دون أهداف وخسر بهدف إياباً وهي خسارة غير مستحقة، وفزنا على التنين الصيني بعقر داره 1/صفر ثم تعادلنا بهدفين لمثلهما في الجولة الفائتة، وخسرنا أمام قطر في مباراة الذهاب واليوم نحن على موعد مع الرد، وتعادلنا مع متصدر المجموعة الذي حجز مكانه في النهائيات المونديالية منتخب إيران من دون أهداف بعد أداء رجولي في أجواء ماطرة.

أهداف وهدافون

سجل منتخبنا في المباريات الست عشرة التي خاضها في التصفيات الأولية والدور الحالي ثلاثين هدفاً وصام عن التسجيل في سبع مباريات أمام اليابان ذهاباً وإياباً وأوزبكستان ذهاباً وكوريا الجنوبية ذهاباً وإياباً وقطر وإيران ذهاباً.
ويتصدر قائمة هدافي منتخبنا المهاجم عمر خريبين بثمانية أهداف مقابل خمسة أهداف لمحمود المواس وأربعة لأسامة أومري وثلاثة لسنحاريب ملكي وهدفين لكل من رجا رافع وعبد الرزاق الحسين.
وسجل هدفاً واحداً كل من مؤيد العجان وعدي جفال وأحمد كلاسي وعمرو الميداني وأحمد الصالح، كما سجل لمنتخبنا لاعب كمبوديا ماكارا بمرماه.
للتذكير فإن رجا رافع هو الهداف التاريخي لسورية باثنين وثلاثين هدفاً معتمداً في الفيفا مقابل 29 هدفاً لماهر السيد و28 لفراس الخطيب الذي بات يمتلك الطموح وهو الذي سجل هدفنا بمرمى العراق في المباراة التحضيرية الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن