رياضة

الفرح المطلوب

| مالك حمود

الفرحة التي عاشتها سورية وأهلها في اللقاء الكروي بين سورية وإيران عادت لتثبت الدور الكبير للرياضة في جمع أبناء الوطن تحت لواء الوطن ودعما لمنتخب الوطن.
هكذا هي الرياضة تجمع ولا تفرق، وتقرب ولا تبعد، وشكراً لرجال سورية الذين أهدونا فرحاً لطالما انتظرناه.
ومبارك لكل سوري عشق منتخب بلده وهتف وصفق وغنى ورقص وبكى فرحاً لإنجاز تحقق في أصعب الظروف التي يمر فيها الوطن، لكنه الانتصار بمختلف أبعاده ومقاييسه.
ولعلها تكون نقطة بداية جديدة لاهتمام أكبر بالجانب الرياضي الذي أثبت دوره الكبير والفاعل في المجتمع، وقدرته على إيصال الرسائل إلى أبعد المسافات.
جمالية الصورة التي رسمها منتخبنا في ملعب آزادي بطهران نجحت لصدقيتها وواقعيتها ومنطقيتها، فالعاطفة وحدها لن تبني سوى صروح الخيال، والعاطفة يفترض ألا تقود البعض إلى أمنيات وتخيلات بعيدة عن جوهر الرياضة ومبدئها ونزاهتها.
فالعاطفة دفعت البعض لمطالبة المنتخب الإيراني بإهداء المباراة لمنتخبنا لمرافقته إلى المونديال وذلك من باب الود والروابط القوية التي تربط البلدين فأين الرياضة مما يتحدثون؟ وأين المصداقية والنزاهة فيما يطالبون؟
ما طالب به البعض ذكرني بأيام زمان عندما طلب رئيس اتحاد لعبة رياضية من حكم محلي أن يساعد منتخبنا في الفوز على منتخب عربي جاء للعب مباراة ودية معنا، على اعتبار أنها مباراة (حبية) وذلك بهدف رفع معنويات لاعبي منتخبنا في طريقهم إلى بطولة قوية، لكن الحكم اعتذر عن المباراة رافضاً إضاعة جهد فريق وإهداء الفوز لمن لا يستحقه، بل إنه قال لرئيس اتحاد اللعبة آنذاك: لو أنني وافقت و(بعت ضميري لمرة واحدة) وسحبت الفوز من هذا الفريق ومنحته لذاك، وبعدها بأيام لو أتاك أحدهم وقال لك إن هذا الحكم باع ضميره في إحدى المباريات فسوف تصدقه بكل تأكيد لأن من يبيع ضميره مرة يمكن أن يبيعه مرات، فلتكن لغة الملعب هي سبيلنا الوحيد إلى المونديال وتحقيق الطموحات والآمال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن