رياضة

هل سيخرج مؤتمر السلة بقرارات وتوصيات مفيدة للعبة؟

| مهند الحسني

ينعقد يوم غد الإثنين عند الحادية عشرة في قاعة الاجتماعات بمبنى الاتحاد الرياضي العام المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة، وفيه يلتئم شمل أهل كرة السلة، وبين المؤتمر والآخر نمني أنفسنا بأحلام كبيرة في مؤتمر جديد مفعم بالأفكار الجيدة، لكننا لا نلمس إلا واقعاً مريراً يغري بمزيد من النكوص، ولا يقدم لبصيص الأمل شيئاً واحداً، هذا المؤتمر من المتوقع الخروج منه بقرارات وتوصيات مهمة تهمّ اللعبة بشكل عام، لذلك لا نعرف إذا كان أعضاء المؤتمر قد أعدوا العدة، ووضعوا مقترحاتهم لتقديمها ومناقشتها بما يهم اللعبة، ولا ندري إذا ما زالوا نائمين في عسل الإجازة الصيفية من دون أن يقدموا ما هو مطلوب منهم لإنجاح هذا المؤتمر، ويبدو أنهم نسوا أن مصيرية سلتنا الوطنية بين أيديهم، وهم مطالبون في هذا المؤتمر بتوحيد آرائهم من أجل استخراج كل مخزونهم السلوي بغية رفع مستوى كرة السلة، ومستوى مسابقاتنا المحلية ومنتخباتنا الوطنية.

يد الموافقة
بصراحة اعتدنا للأسف في كل مؤتمر أن المناقشات كلاسيكية، ومقترحات ذات مناحٍ شخصية همّها المصلحة الذاتية، وليس المصلحة العامة للعبة، وعلى رفع يد الموافقة على نقاط وبنود المؤتمر ثم الاعتراض عليها بعد أشهر قليلة، وما دامت أهواء كل ناد مختلفة عن النادي الآخر، فإن سلتنا لن تشاهد النور، ولن يكتب لها الحياة، وستبقى أسيرة التجاذبات والمناقشات الكلامية الشخصية، أما إذا تنازل المؤتمرون عن مصالحهم الشخصية، واستخدموا خبراتهم التي لا نشك فيها، وسخّروا كل جهدهم لمصلحة اللعبة، فلابد أن تكون الأمور بأحسن حال.

إعادة التصنيف
من المتوقع أن يكون هذا المؤتمر استثنائياً بقراراته ومقترحاته، لكونه يأتي في ظروف صعبة، ولابد فيها من توحيد جميع الآراء والأفكار بغية التوصل لصيغة مشتركة تخص السلة السورية بجميع مفاصلها، وأن تتم مناقشة إعادة تصنيف الأندية لما في ذلك فائدة من الناحية الفنية، وخاصة أن أغلبية المحافظات باتت تشهد أمناً واستقراراً، من أجل إفساح المجال أمام جميع الأندية للعب على أرضها، وبين جمهورها إضافة إلى إجراء بعض التعديلات على نظام الاحتراف بحيث يتماشى مع واقع جميع الأندية من دون وجود استثناءات، ولا مانع من طرح موضوع انتقال اللاعبين، ووضع آلية تضمن حقوق الأندية التي تتعب على أبنائها بغية المساواة بين جميع الأندية، وعدم السماح للكبيرة منها أن تستقطب تحت لغة المال لاعبي الأندية الفقيرة.

واقع الحكام
لابد أن يكون موضوع الحكام ضمن أولويات هذا المؤتمر، وخاصة فيما يتعلق بواقعهم الصعب، ونأمل منه مناقشة الواقع التحكيمي، ووضع هموم وشجون الحكام في أولى مناقشات المؤتمر، والسعي من أجل رفع أجورهم، وتأمين جميع مستلزماتهم في الموسم المقبل، لكون الحكام أهم مفصل في مفاصل اللعبة، ويجب دعمهم وتطويرهم أسوة بالمفاصل الأخرى باللعبة.

اهتمام بدوري السيدات
بعد التراجع المخيف الذي تشهده السلة الأنثوية منذ سنوات، وغياب منتخباتها عن جميع المشاركات، لابد أن يكون هناك اهتمام بسلة السيدات، وخاصة عقود اللاعبات بحيث تكون على مدار العام، وليس فقط لفترة الدوري، وضمان حق اللاعبة عند توقيع العقد بداية كل موسم، بحيث تضمن اللاعبة حقها بزيادة الراتب بشكل يتناسب مع الوضع الراهن، إضافة إلى إبقاء فكرة انضمام لاعبة أو اثنتين إلى أي فريق عند خروجه من النهائيات، واللعب معه لتكون المنافسة أقوى أسوة بدوري الرجال، وأن يكون هناك استراحة مقبولة بين الذهاب والإياب لتكون اللاعبة أكثر جاهزية، والعمل على إعادة تشكيل منتخب أنثوي جديد بعدما ظهر لدينا جيل من اللاعبات المتميزات اللواتي يبشرن في المستقبل القريب.

اختصاص
يجب الاهتمام بدوري الفئات العمرية، والعمل عليها بشكل صحيح لتكون رديفاً مناسباً لفرق الرجال التي من الواجب وضعه في قمة الاهتمام أيضاً، ولا ضير من وضع المدربين المتخصصين والقادرين على العطاء للإشراف وقيادة هذه الفئات، وليس كما يحصل في أغلبية الأندية التي تقوم على تكليف لاعبين لم يحققوا أي نجاح خلال مسيرتهم كلاعبين، وهم لا يفقهون ألف باء التدريب السليم بكرة السلة لقيادة هذه الفئة العمرية المهمة، التي تكتسب من وراء خبرة هؤلاء اللاعبين كرة سلة خاطئة لا يمكن أن يصل اللاعب من خلالها للمستوى الفني المطلوب.
ولذلك يجب الاستفادة من الخبرات لدعم اللاعبين الصاعدين، والعمل على وضع إستراتيجية بعيدة المدى للعبة، وضرورة الاستماع للمدربين والفنيين، ولما يعانون من مشاكل كثيرة، فربما يصلون إلى حلول منطقية ومقبولة تساعد بالنهوض من جديد باللعبة، لأننا نملك بنية بشرية من حيث نوعية اللاعبين.
المنتخبات الوطنية

يجب أن يعمل المؤتمرون يوم غد على المشاركة في وضع تصورات جديدة لإعادة بناء المنتخبات الوطنية، وخاصة أننا أمام مشاركة قوية في تصفيات كأس العالم، لذلك علينا أن نبدأ بخطة طويلة ومدروسة، وأن نضع أهدافاً أمامنا لخمس سنوات وبلاعبين أشبال وناشئين، لكوننا نملك جيلاً من اللاعبين الموهوبين، وهم بحاجة إلى عمل وتحفيز وصقل، ولا يمنع إذا لم يكن لدينا لاعبون من أصحاب القامات الطويلة، أن نستعين باللاعبين الناشئين السوريين في المغترب، وممكن تطوير فكرة التجنيس، مثل بقية الدول المجاورة، وطبعا التجنيس بعد العمل والتحضير للاعبين الناشئين حتى يصلوا لمرحلة الشباب، مع إمكانية تغيير القوانين والأنظمة بشكل جذري، بما يفيد كرة السلة بشكل خاص، وقتها يتمكن اتحاد السلة من رسم خطة لعدة سنوات وفق أجندة معلومة بكل الجوانب، وخصوصاً الجانب المادي، حينها يستطيع اتحاد السلة أن يبني منتخباته الوطنية، والبداية تكون بإيفاد عدة مدربين لإقامة دورات عالية المستوى، وأهمها دورات لتخريج مدربي إعداد بدني، فنحن في سورية نفتقد لهذا الاختصاص المهم، أو فتح أكاديمية مختصة لهذا الجانب، عند إيفاد هذه المجموعة من المدربين، ولفترات طويلة هم ملزمون بالعمل داخل هذه الأكاديمية التي تشرف على اللاعبين منذ نشأتهم، هنا نكون تخلصنا من الفكر والجهل الكبير الذي يعانيه معظم الأندية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن