سورية

هاجمت قرار طرد ميليشياتها من البادية باتجاه الأردن .. «المعارضة» ممتعضة من دي ميستورا

| الوطن- وكالات

لم يستسغ أزلام المعارضة دعوة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لهم للتحلي بـ«الواقعية» في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في الميدان فصبوا جام غضبهم عليه واتهموه بالانحياز ومحاولة «جس النبض» لمصلحة المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه هاجموا قرار انسحاب ميليشيا من الجنوب باتجاه الأردن. والأربعاء الماضي تساءل دي ميستورا في تصريح صحفي: «إذا ما كانت المعارضة السورية قادرة على توحيد صفوفها والتحلي بواقعية كافية لتدرك أنها لم تربح الحرب»؟ المعارضة لم تفهم الرسالة الأممية بشكل واضح، فاعتبرت ميليشيا «فيلق الرحمن» أمس أن المبعوث الأممي يسعى للوصول إلى «حالة توافقية تناسب مصالح المجتمع الدولي»، وأن تصريحاته «رسائل لجس النبض بقبول الأجندة الدولية».
وقال الناطق الرسمي باسم «الفيلق» الذي يتحصن في غوطة دمشق الشرقية، وائل علوان، في تصريحات تناقلتها مواقع معارضة: إن «دي ميستورا» يحاول جمع الميليشيات «العسكرية» والحكومة على طاولة واحدة، وفق الأجندة المتوافق عليها بين أميركا وروسيا، «رغم أن تلك المحاولات لم ترفع القصف أو الحصار» على حد قوله.
من جانبه أدان ما يسمى «المجلس العسكري لمدينة دمشق وريفها» تصريحات دي ميستورا واعتبر في بيانٍ أنها «مسيئة بحق ثورة الشعب السوري، واستهتار بتضحياته التي قدَّمها»، داعياً «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إلى «رفض التعامل» مع المبعوث الأممي، كما طالب الأمم المتحدة بـ«إقالته لأنه أصبح وسيطًا غير نزيه وفاقدًا للمصداقية» على حد قوله. وسبق الموقفان السابقان الخميس الماضي إعلان المنسق العام لـ«العليا للمفاوضات» رياض حجاب رفضه تصريحات المبعوث الأممي.
وقال حجاب في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»: إن «تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي». وأردف: «مرة أخرى يورط دي ميستورا نفسه بتصريحات غير مدروسة»، مشيراً إلى أن «الثورة السورية ماضية».
وواصل حجاب مهاجمة دي ميستورا وكتب أمس على «تويتر»: إن الواقعية تكمن في توحيد الجهود والالتفات حول مطالب الثورة، وليس في محاولة استرضاء المزاج الدولي المتقلب».
بدوره هاجم «الائتلاف» المعارض قرار انسحاب ميليشيا «أحمد العبدو» و«أسود الشرقية» من البادية إلى الأردن.
وفي بيان صحفي أصدره الجمعة هاجم الائتلاف الأردن ضمنياً ودولاً إقليمية أخرى لما سماه «دورها في صفقة البادية»، معتبراً أن ميليشيات «أحمد العبدو وأسود الشرقية تميزا بأداء متميز ضد النظام وداعش في مختلف مناطق سورية».
وتساءل البيان: «بدلاً من تعزيز دور الفصيلين تقوم الجهات الإقليمية والدولية بتوجيه رسائل ممتلئة بالشروط التي تخل بدورهما وتأكد ذلك خلال لقاءات عقدت في إحدى دول الجوار وجرى خلالها الإصرار على خروج قوات الفصيلين مع السلاح إلى الأردن وترحيل عائلاتهم إلى مخيم الأزرق رغم أن ذلك يخالف إرادة الفصيلين ويتعارض مع علاقاتهما مع غرفة الدعم والمعارك في المنطقة»، دون أن يقر بأن الميليشيات كانت مضطرة للقبول بالعرض الأردني في ظل الضربات المؤلمة التي وجهها لها الجيش العربي السوري في تلك المناطق وسيطرته المتلاحقة على المخافر الحدودية مع الأردن.
وأعرب «الائتلاف» عن خشيته من أن يكون ذلك جزءاً من صفقة تهدف لإخلاء البادية من «الحر»، موضحاً أن «الائتلاف» التقى مع ممثلي الميليشيتين للتشاور بخصوص الخطوات الواجب اتخاذها لوقف الإجراءات، وذلك عبر الاتصالات مع الجانب الأميركي أو مع الجهات الصديقة الأخرى، وكذلك مع الجانب الأردني، لتوضيح المخاطر المترتبة على ذلك.
وكانت مصادر إعلامية معارضة تحدثت عن أن المرحلة الثانية من «اتفاق البادية» تنص على انسحاب القوات الأميركية من منطقة التنف وتسليم المعبر للجيش العربي السوري.
في الأثناء أعلن «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بزعم مكافحة داعش أنه «ونزولاً عند طلب روسيا أوقف مراقبته عبر الطائرات المسيرة لقافلة حافلات تقل مقاتلين من التنظيم ومدنيين يرافقونهم في الصحراء السورية قرب الحدود العراقية» ممن خرجوا من الحدود السورية اللبنانية بموجب اتفاق مع حزب اللـه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن