رياضة

مازال الحلم مستمراً

| خالد عرنوس

كل الاحتمالات كانت قائمة حتى اللحظات الأخيرة من لقاء منتخبنا الكروي أمام إيران في الجولة الختامية للتصفيات المونديالية فالخسارة التي كانت قائمة حتى الوقت البديل ستنهي أحلامنا الوردية وتعيدنا إلى مقولة الراحل الكبير عدنان بوظو: «هذه حدودنا» والتي باتت ترافق كل مشاركاتنا الكروية منذ الخسارة أمام العراق قبل 32 عاماً والتي أطاحت بفرصتنا الأكبر في الظهور في عرس الكرة العالمي.
إذاً الاحتمال الأكبر كان الخروج بخفي حنين، أما التعادل الذي فرضه لاعبونا في الرمق الأخير فقد منحنا فرصة أخرى لنستمر في العيش على حلم روسيا 2018 على الرغم من أن المعطيات المبدئية تقول: إنه سيبقى حلماً وربما تحول إلى كابوس، أما الاحتمال الثالث فهو التأهل المباشر إلى روسيا وتطلب خطف الفوز من ملعب آزادي وقد راودنا حلم تحقيق الفوز الثاني فقط تاريخياً على أسود شيران عندما تقدمنا لمدة نصف ساعة كاملة بهدف مبكر كما حدث قبل 44 عاماً بالتمام والكمال عندما تقدمنا بهدف مبكر أيضاً وظل يتيماً ويومها سجلنا للتاريخ فوزنا اليتيم، إلا أن الأقدار شاءت أن يقلب الإيرانيون النتيجة قبل أن تنقذنا دقائق الوقت بدل الضائع وتبقينا على أحلامنا.
قبل انطلاق التصفيات لم يكن أحد ليجرؤ حتى على التوقع بدخول نسور قاسيون المنافسة على إحدى البطاقات الأربع وخاصة قبل بدء المرحلة الأخيرة التي وصلناها بشق النفس وببعض الحظ، إلا أن القائمين على أمور منتخبنا أطلقوا شعاراً لحملة منتخبنا تحت عنوان «سورية في روسيا 2018» ويومها نالها الكثير من السخرية وشكك الكثيرون بهدف هذه الحملة والقائمين عليها وقللت الأغلبية (ونحن منهم) من حظوظنا معتبرة أن الشعار فضفاض، إلا أن الصورة تبدلت مع نهاية التصفيات وكدنا نصل إلى المونديال فكان منتخبنا مشاكساً وإن لم يحقق الوصول إلى روسيا فإنه على الأقل سجل نتائج جيدة فلم يخسر بفارق أكثر من هدف في مجموعة سيطر على جل مبارياتها الطابع الدفاعي.
من واجبنا تهنئة مفاصل منتخبنا على ما وصل إليه وإن كنا نمني النفس بتأهل تاريخي فإننا نتقدم بالاعتذار عن تقليلنا من حملة (سورية في روسيا) من إدارة المنتخب وطاقمه الفني الذي يستحق الثناء كثيراً وخاصة اللاعبين الذين قدم معظمهم فوق طاقتهم في بعض الأحيان، وفي النهاية مازالت الأماني برؤية نسورنا تحلق فوق الأراضي الروسية قائمة فلا قيمة للإنسان من دون أمل ولكن الأمر يتطلب الكثير من العمل والجهد وحتى إن لم يستطع فريقنا تجاوز هذه الطريق فإنه يستحق الاحترام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن