رياضة

مدرّب الجزيرة زوبع اليونس: التكتلات والشللية وراء خراب النادي!

| الحسكة- دحام السلطان

كشف مدرب كرة الرجال بنادي الجزيرة الكابتن زوبع اليونس الذي قاد الفريق في اللقاءات السبعة الأخيرة من الدوري، جوهر الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ضياع الفريق في منافسة الدوري وهبوطه فنياً إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، معتبراً أن سقوط الفريق كان ممنهجاً ومبيّتاً له ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى غياب الاستقرار الإداري عن النادي، الذي تفرّع أيضاً عن ذلك السبب تبعات انعكس مردودها سلباً على الفريق من خلال غياب الاستقرار الفني أيضاً، وحالتا «الفلتان» والفوضى اللتان كانتا مخيّمتين وغير مسبوقتين من ذي قبل على مستوى الطقس العام للاعبين ومن كان قائماً عليهم!
الكابتن اليونس الذي فاز الفريق في عهده على الفتوة والحرية، وتعادل مع النواعير والمحافظة وخسر أمام جبلة والوثبة والوحدة، استطاع أن يكوّن فكرة كاملة ومتكاملة، قد أحاطت بمختلف الجوانب المرتبطة بالنادي وبالفريق في آن معاً، بيّن اليونس فيها أن مجموعة رجاله كانت جيّدة وبغض النظر عن النتائج التي كانت لها وكانت عليها.
وذلك وفق ما استند عليه من دليل اعتبره من دون أدنى شك قطعياً، وأكد أن المشهد الفني لرجاله قد انتهى من حالة الرتابة الدفاعية التي كانت نمطيتها مكشوفة ومطبقة على خطوط اللعب فيه بالمجمل، قبل أن يتحوّل الواجب التكتيكي لديه إلى النزعة الهجومية التي أزعجت الفرق وأقلقتها، وغيرت نظرتها تجاه الجزيرة ولكن بعد ماذا؟ بعد أن فات الأوان!
على الرغم من غياب الاحتياط عن دكة البدلاء وفوق ذلك كله أن من سبقه في التدريب لم يعط الفرصة الكاملة للبدلاء وتحقيق وتعزيز حالة ثقة النفس فيهم، ولاسيما صغار السن منهم من أمثال دجوار ناصو والحـارس نبيل كورو وبشار السالم.
إضافة إلى عدم إشراك كل من عدنان مفرّح وألند ناصو وأحمد العلو ومنصور الطحيمر في مباراة كاملة، وهنا تكمن المشكلة التي تعتبر مشكلة بحد ذاتها ومأخذاً فنياً لا يمكن إغفاله عن الفريق!

خريطة طريق
عن المرحلة القادمة أكد اليونس أنه ينبغي على القائمين على الرياضة بالمحافظة، وضع حد للإدارات التي تأتي للعمل في النادي، ووضع خريطة طريق مناسبة لها ولكل مرحلة بعيداً عن العواطف والإملاءات، لأنها في حقيقة الأمر وبصراحة هي من يقف خلف خراب النادي وضياعه وللأسف الشديد نتيجة لامتهانها الشللية والتكتلات التي تُمعن الإسراف فيها على حساب العمل الأساسي الذي جاءت من أجله! ولأبسط الأسباب ومنها حالة عدم ضبط اللاعبين والتعامل معهم تعاملاً احترافياً، قبل أن تنحرف ميول أولئك اللاعبين نحو التمادي والتمرّد والاتجاه نحو ردات الفعل لغياب المساءلة والمحاسبة للاعب حتى على مستوى التمرين، ما أدى إلى خلق فجوات ونفور بين اللاعبين من جهة وبين الإدارات من جهة أخرى، وغياب لم الشمل لجميع الفنيين والكرويين عن العمل لأسباب غير معلنة، والأهم من ذلك كله محاربة المواهب وغياب الاهتمام بها، التي من المفترض أن تكون الرديف المستمر والدائم للفريق الأول، وبالمحصلة فإن النادي هو الخاسر في النهاية، وهذا ما لمسته وأدركته خلال فترة وجودي في العمل!

ثلاث خطوات
المرحلة المقبلة التي رآها اليونس من الناحية الفنية كمدرّب، سواء استمر أم غادر الفريق لأن المشكلة لا تكمن فيه، بلب الفريق الذي يحتاج أولاً إلى الاحتفاظ باللاعبين ياسر عويّد وعمر عمر وعدم الاستغناء عنهما إطلاقاً كخطوة أولى، إضافة إلى جلب حارس مرمى ذي خبرة عالية وقلب دفاع جيد جداً ولاعب وسط ارتكاز مثله ومهاجم من الطراز الجيد كخطوة ثانية، إضافة إلى لاعبين احتياط بمنزلة رديف للفريق من مواهب النادي الصاعدة لسد نقص هجرة اللاعبين الذين انتهت عقودهم وهنا الخطوة الثالثة، مؤكداً أن هناك مواهب واعدة بالمحافظة ومستوياتهم جيّدة ولا يمكن الاستغناء عنهم، ومشكلتهم الحقيقية كانت تكمن مع الإدارات خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي غفلت عن المحافظة عليهم، من خلال التعاقد مع مدرّبين للحفاظ عليهم ولمّهم تحت سقف النادي، لأن مدرّبي القواعد إذا اجتمعوا كلهم وبرواتب شهرية فإن جميع تلك الرواتب لا تساوي راتب شهر واحد لمدرّب الرجال!ومع الأخذ بعين الاعتبار أولاً وأخيراً جلب ناس للعمل الإداري والفني، وليست نماذج متخصصة في التكتلات والشللية وزرع الضغائن والأحقاد التي مسكتها مسك اليد بكلتا يدي ورأيتها بأم عينيّ خلال الموسم المنصرم!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن