سورية

خبراء غربيون: سورية اقتربت من حسم الحرب لمصلحتها

| وكالات

أكدت مؤسسات بحثية وخبراء غربيون، أن الدولة السورية اقتربت من حسم الحرب ضد الإرهاب الذي راهنت عليه دول عربية وإقليمية وغربية، إضافة إلى أميركا في إسقاطها منذ أكثر من 6 سنوات، معتبرة أن الرئيس بشار الأسد تمكن استراتيجياً من هزم الذين أرادوا الإطاحة به.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن الخبير في الشأن السوري في مؤسسة «سانتشوري فاونديشن» للأبحاث آرون لوند قوله: «يسيطر (الرئيس) الأسد على الجزء الأكبر من الأراضي السورية والأكثر اكتظاظاً بالسكان»، مضيفاً: «أعتقد أنه سيواصل إدارة الجزء الأكبر من سورية».
ورأى لوند أن الحرب ستتواصل، لكن الرئيس «الأسد تمكن استراتيجياً من هزم هؤلاء الذين أرادوا الإطاحة به»، مضيفاً: «باستثناء ظروف غير متوقعة، أعتقد أن الحكومة السورية ستستعيد السيطرة على أراضي البلاد جزءاً بعد الآخر».
وبحسب الوكالة، لعب الدعم الروسي والإيراني دوراً حاسماً في ترجيح كفة الجيش العربي السوري على الأرض، وبعد سلسلة انتصارات ميدانية أبرزها استعادة كامل مدينة حلب والسيطرة على أجزاء واسعة من البادية السورية وأخيراً كسر الحصار عن مدينة دير الزور، بات الجيش العربي السوري يسيطر حالياً على أكثر من نصف الأراضي السورية.
وحسب الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، يقيم في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش أكثر من ثلثي السكان، على حين يسيطر الأكراد على 23 بالمئة من الأراضي السورية.
في المقابل، لم يبق بيد الميليشيات المسلحة وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي سوى 12 بالمئة من الأرض، بينما تقلصت مناطق سيطرة داعش إلى 15 بالمئة، وفق بالانش.
وسبق للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن تساءل الأسبوع الماضي: «هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟».
وأغضبت هذه التصريحات «المعارضة السورية» التي سارعت إلى الرد بلسان رئيس وفدها التفاوضي إلى جنيف نصر الحريري الذي وصفها بـ«الصادمة والمخيبة للآمال»، مجدداً المطالبة بـ«رحيل الرئيس بشار الأسد».
لكن هذا المطلب ووفقاً للوكالة، لم يعد يثير استقطاباً كما في الماضي، ويأتي في وقت تتربع الدولة السورية في موقع قوي جداً، بعد أكثر من ست سنوات من حرب فرضت عليها من الخارج.
ونقلت الـــ«أ ف ب» عن مديرة مركز «كارنيغي» لدراسات الشرق الأوسط مهى يحيى قولها: «لا أعرف إذا كان (الرئيس) الأسد سينتصر أم لا، لكنه بالتأكيد استعاد زخمه».
بينما رأى الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توما بييريه، أن «الرئيس الأسد سيبقى طويلاً في السلطة، لكن مع احتمال كبير بأن تتواصل (ما سماها) حركات التمرد المسلحة»، مضيفاً: إنه «قد لا تشكل الأخيرة تهديداً مباشراً للسلطة المركزية لكن من شأنها أن تحدث زعزعة».
وتسببت الحرب الإرهابية على سورية بدمار هائل في البنى التحتية وباستشهاد آلاف المدنيين والعسكريين، بالإضافة إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بسبب إجرام التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
إلا أن المحلل الاقتصادي ورئيس تحرير النشرة الاقتصادية الالكترونية «سيريا ريبورت» جهاد يازجي توقع، بحسب الوكالة، أن تشهد سورية بعد التقدم الميداني للجيش «انفراجاً اقتصادياً لفترة تتراوح بين 18 شهراً وعامين لكونه سيتم إصلاح الكهرباء في مناطق معينة كما سيكون بالإمكان إعادة استخراج البترول والغاز».
وأضاف قائلاً: «لكن في الوضع الحالي، لا أعتقد أن البلاد يمكن أن تشهد إعادة إعمار نتيجة الخسائر الكبيرة التي منيت بها اقتصادياً».
يذكر أن أغلب دول الخليج وعلى رأسهم السعودية وقطر إضافة إلى تركيا والدول الغربية، دعمت بالسلاح والمال الإرهابيين الذين يقاتلون في سورية منذ بدء الأزمة فيها قبل نحو 6 سنوات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن