سورية

في الوقت الضائع.. ترامب يدرس تشديد السياسة الأميركية تجاه إيران

| وكالات

ذكرت مصادر أميركية أن الرئيس دونالد ترامب يدرس إستراتيجية أكثر تشدداً تجاه إيران في سورية والعراق، في حين سخر مراقبون من ذلك واعتبروا أنه جاء في «الوقت الضائع» على اعتبار أن الوقائع الميدانية في سورية تؤكد انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه وإحباط المشاريع التي تخطط لها أميركا وحلفاؤها.
وكشفت وكالة «رويترز» للأنباء، نقلاً عن ستة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن ترامب يدرس إستراتيجية قد تسمح بردود أميركية أشد صرامة تجاه إيران في كل من سورية والعرق.
وأضافت المصادر: إن المقترح أعده وزيرا الدفاع جيمس ماتيس والخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي اتش. آر مكماستر ومسؤولون كبار آخرون وقدم لترامب خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي يوم الجمعة.
وقال مصدران: إن من الممكن الموافقة على الاقتراح وإعلانه قبل نهاية أيلول. والمصادر جميعها مطلعة على المسودة وطلبت عدم الكشف عن أسمائها لأن ترامب لم يتخذ قراراً بشأنها حتى الآن.
وقال مسؤول كبير في الإدارة: إنه على النقيض من التعليمات التفصيلية التي قدمها الرئيس السابق باراك أوباما وبعض الرؤساء السابقين، من المتوقع أن يحدد ترامب أهدافاً إستراتيجية عريضة للسياسة الأميركية ويترك أمر تنفيذ الخطة للقادة العسكريين والدبلوماسيين وغيرهم من المسؤولين الأميركيين.
وأضاف المسؤول: «مهما كان ما سينتهي بنا الأمر إليه.. نريد أن ننفذه مع حلفائنا بأكبر قدر ممكن». وامتنع البيت الأبيض عن التعليق.
وقالت عدة مصادر: إن الهدف من الخطة زيادة الضغط على طهران لكبح برامجها للصواريخ الباليستية ودعمها لمجموعات عبر المنطقة.
وقال مسؤول كبير آخر في إدارة ترامب «سأسميها إستراتيجية شاملة لكل الأنشطة الإيرانية الضارة: الأمور المالية ودعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار بالمنطقة ولاسيما في سورية والعراق واليمن».
ولا تزال إدارة ترامب تناقش موقفاً جديداً بشأن اتفاق وقعه أوباما في 2015 لكبح برنامج الأسلحة النووية الإيراني.
تحث المسودة على دراسة فرض عقوبات اقتصادية أشد صرامة إذا انتهكت إيران الاتفاق.
وعلى الرغم من تشدد الإستراتيجية موضع الدراسة، إلا أنها «لا تتضمن تصعيداً للنشاط العسكري الأميركي في سورية والعراق»، حيث جادل مساعدو ترامب للأمن القومي بأن الرد العسكري الأقوى على حلفاء إيران في سورية من شأنه أن يعقد المعركة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركي ضد تنظيم داعش الإرهابي والتي يقولون إنها ينبغي أن تظل لها الأولوية.
وكشفت المصادر الخمسة أن ماتيس ومكماستر وقادة القيادة المركزية الأميركية وقيادة القوات الخاصة الأميركية عارضوا السماح للقادة الأميركيين في سورية والعراق بالرد بقوة أشد على ما أسمته رويترز «استفزازات الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب اللـه اللبناني وغيره من الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران». وذكرت الوكالة نقلاً عن المصادر: أن المستشارين قلقون من أن يحول تسهيل قواعد الاشتباك تركيز القوات الأميركية بعيداً عن هزيمة ما تبقى من تنظيم داعش الإرهابي. وحذر المسؤول الثاني بالإدارة من أنه علاوة على ذلك فقد يؤدي تسهيل قواعد الاشتباك إلى توريط الولايات المتحدة في صراع مع إيران في وقت ينوء فيه كاهل القوات الأميركية بالأعباء وبينما أجاز ترامب زيادة كبيرة في عدد القوات في أفغانستان.
بل ذهب مسؤول أميركي آخر إلى أن حزب اللـه والجماعات المدعومة من إيران «مفيدة جداً»، في استعادة الأراضي الشاسعة التي أعلن تنظيم داعش الخلافة عليها في سورية والعراق في 2014.
وكانت واشنطن قد تراجعت عن طموحها لإعادة إيران إلى حدودها.
ويبدو أن الخطة الجديدة تستهدف إبقاء طهران تحت الضغط، ومكبلة بالقيود، وذلك بالترافق مع العام 2018 الذي سيكون عاماً مصيرياً من أجل تقرير مصير العراق.
مع ذلك جاءت الإستراتيجية الأميركية المعروضة أمام الرئيس الأميركي متأخرة وفي الوقت الضائع على ما يبدو بحسب مراقبين، إذ نقلت صحيفة لبنانية عن الأمين العام لحزب اللـه إعلانه النصر في الأزمة السورية واصفاً ما تبقى بأنه «معارك متفرقة». ونقلت الصحيفة عن نصر اللـه قوله: إن «المشروع الآخر أخفق ويريد أن يفاوض ليحصّل بعض المكاسب».
ولا تؤكد الوقائع فقط كلام نصر اللـه، بل الهيستريا الإسرائيلية حول مجريات الأوضاع في سورية. وكان وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس حذر قبل يومين من نية الحكومة السورية السماح لإيران بإقامة قواعد عسكرية في سورية، ما سيشكل تهديداً لبلاده على الأمد البعيد. وسيكون من دواعي سرور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سماع الأنباء عن الخطة الأميركية الجديدة خصوصاً أنه ينوي الاجتماع مع الرئيس الأميركي خلال زيارته لمدينة نيويورك حيث سيتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 أيلول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن