رياضة

ضيفان جديدان في السييرا A…فورزينوني وكاربي يحاولان تقليد ساسولو

 خالد عرنوس : 

تبقى بطولة الدوري الإيطالي بكرة القدم إحدى البطولات الأوروبية الكبيرة ومن أكثر البطولات المحلية متابعة في العالم وذلك لشعبية عدد من الأندية الشهيرة في اتجاهات العالم الأربعة وذلك على الرغم من بعض الوهن الذي أصاب بطولة السييراA في الألفية الجديدة وخاصة بعد رحيل الأسماء الكبيرة وبعد تدني مستوى البطولة بشكل عام ولاسيما بعض الأندية الكبيرة واقتصار المنافسة على عدد ضئيل من الأندية حتى إن ثلاثة أبطال توجوا باللقب في المواسم الـ13 الأخيرة وكذلك حسم اللقب (السكوديتو) في وقت مبكر من الموسم.
كل هذه الأمور وغيرها من الأمور الإدارية أثرت كثيراً في مستوى بطولة (الكالشيو) وهو ما أدركه القائمون على الكرة في بلاد المعكرونة ويسعون إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة إعادة الألق للسييراA، ووسط هذا الهمّ وهمّ بعض الأندية المنافسة لليوفي المتمثل بإنزاله عن عرشه تبقى طموحات الصغار في واد آخر وخاصة الصاعدين الجدد إلى الأضواء حيث الأهداف تصغر إلى حدّ حلم البقاء في جنة الدرجة الأولى ونخص هنا الضيفين الجديدين فورزينوني وكاربي اللذين يتنشقان رائحة الأضواء للمرة الأولى..

العراقة لا تكفي

أما نادي بولونيا فهو ليس بغريب عن أضواء الدرجة الممتازة وقد وصل إلى قمة المجد فيها مرات عديدة سواء قبل التصنيف أو بعد، وتأسس نادي بولونيا في المدينة التي تحمل الاسم ذاته التابعة لإقليم إيميليا رومانيا الواقع وسط شمال البلاد عام 1909 وانتظر 6 أشهر (مطلع العام التالي) حتى خاض مباراته الأولى، وعاش النادي الذي اتخذ من لوني علم المدينة (الأحمر والأزرق الغامقين) لوناً لقمصانه.
وعاش النادي ذروة أمجاده بين الحربين العالميتين حيث توج بطلاً للدوري الإيطالي الذي كان يقام بنظام المقاطعات مرتين 1924/1925 و1928/1929 قبل أن يكون أحد المؤسسين للسييراA بنظامه الحالي في الموسم التالي وخلال 12 موسماً فرض اسمه بين الكبار ففاز بالسكوديتو أربع مرات وحل وصيفاً مرتين قبل أن يسجل تراجعاً ملحوظاً في عقدي الخمسينيات والستينيات حيث لم يصل خلالهما أبعد من المركز الرابع.

سنوات التراجع
في موسم 1963/1964 عاد إلى القمة فتوج للمرة السابعة بتاريخه بطلاً للكالشيو ولم يكن يدور بخلد مناصريه أنه اللقب الأخير فقد حل وصيفاً للبطل بعد عامين ثم تراجع في السنوات التالية وغاب عن القمة، وفي السبعينيات توج بلقبيه الوحيدين على صعيد كأس إيطاليا وواجه مواقف محرجة فيما بعد فهبط أوائل الثمانينيات إلى الدرجة الثانية ثم إلى الثالثة إلا أنه عاد سريعاً إلى الدرجة الأولى أواخر ذلك العقد ولم يلبث أن هبط إلى الثانية ثم الثالثة ثم عاد منتصف التسعينيات وبقي بالسييراA حتى 2005، وعانى الفريق خلال العقد الأخير الأمرين للبقاء بين الكبار فنجا غير مرة من الهبوط وآخرها في موسم 2012/2013 لكنه هبط في الموسم التالي وهاهو يعود إلى الأضواء بعد موسم عصيب في السييراB حل في نهايته رابعاً على الجدول ما منحه فرصة خوض الملحق الذي جمع 6 أندية احتلت المراتب بين الثالثة والثامنة ونجح فيه بتخطي إفيلينو بفضل ميزة التسجيل خارج الأرض 1/صفر و2/3 ثم تجاوز بيسكارا بالطريقة ذاتها بعد التعادل سلباً ثم 1/1 خارج ملعبه.

اليد ترتفع أخيراً
فريق كاربي (وترجمتها رسغ اليد) هو أحد أندية إقليم إيميليا رومانيا وقد عوض مع بولونيا سقوط فريقي تشيزينا وبارما اللذين كان يمثلانه بالسييراA إلى جانب ساسولو الفريق المكافح الذي ضمن بقاءه موسماً ثالثاً على التوالي، ويعد فريق كاربي ممثل مدينة مودينا من الأندية العريقة في منطقته فقد تأسس عام 1909 عن طريق مجموعة من الشباب بقيادة السويسري أودلفو فانكوني واستطاع اللعب بين أندية النخبة الإيطالية منذ عام 1919 وبعدها بأربعة أعوام حقق أفضل إنجاز بتاريخه بتتويجه بطلاً للدرجة الثانية لكنه أخفق فيما بعد بولوج الدرجة الأولى ولو مرة واحدة منذ تأسيس السييراA فعاش تاريخه الممتد لأكثر من 100 عام بين الدرجتين الثالثة والرابعة على الرغم من محاولات إدارات النادي المتعاقبة رفعه مادياً ومعنوياً ليصل إلى دوري النخبة.

الصعود التاريخي
ومن هذه المحاولات دمجه مع ناد آخر في مودينا يدعى دوراندو بيتري عام 2002، وفي عام 2009 تعرض النادي لأزمة مالية كادت تعصف به إلا إنها على ما يبدو كانت فأل خير ففي الموسم التالي بدأ طريق الصعود التاريخي بتأهله إلى الدرجة الثالثة وبعد ثلاثة مواسم وجد الفريق الذي يقوده المدرب الخبير فابريسيو كاستوري نفسه ينافس على قمة الدرجة الثانية وخاصة بعدما حصد 43 نقطة في مرحلة الذهاب احتل بها وصافة الترتيب وراء فورزينوني واستطاع حسم تأهله إلى الأضواء للمرة الأولى بتاريخه في وقت مبكر (28 نيسان 2015) وأنهى الموسم بطلاً قبل 3 أسابيع كاملة مسجلاً تاريخاً جديداً يأمل فيه عشاقه تعزيزه من خلال الصمود بين الكبار.
ويعتمد فريق البيانكوروسي (الأحمر والأبيض) على مجموعة من اللاعبين الطليان المغمورين أمثال رومانيولي ولاسانيا والحارس دوسينا الذي اهتزت شباكه 28 مرة في 42 مباراة، إضافة إلى لاعبين أجنبيين هما البولندي كامل ويلشيك والنيجيري جيري مباكوغو هداف الفريق الذي سجل 15 هدفاً بالدوري.

فورزينوني المغمور
هو أيضاً من الأندية التي بلغت من العمر أكثر من 100 عام فقد تأسس عام 1912 في مدينة تحمل ذات الاسم تابعة لمقاطعة لازيو (ومنها العاصمة روما) وعاش الفريق جل رحلته الطويلة بين أندية الدرجتين الثالثة والرابعة وقد اعتمد الهواية سنوات طويلة ولم يصعد إلى الدرجة الثانية إلا قبل عشر سنوات ولعب خلالها 6 مواسم في السييراB، وفي الموسم المنصرم ظهرت بوادر دخوله المنافسة على الصعود إلى الدرجة الأولى بعدما أنهى الذهاب متصدراً للجدول، وفي السادس عشر من أيار حسم الأمر عقب فوزه على كورتوني فتقدم على بولونيا بفارق 6 نقاط مع بقاء مباراة واحدة فضمن الوصافة والتأهل للمرة الأولى بتاريخه إلى أضواء السييراA.
كعادة أندية الدرجة الثانية الإيطالية هذه الأيام يعتمد فورزينوني على اللاعبين المحليين بكثافة ويضم فقط محترفين هما الغاني رامان شيبزاه والنمساوي روبرت غوشر، ويعد المدافع أدريانو روسو ولاعب الوسط باولو ساماركو والمهاجم دانييل كوفاني الأبرز من المحليين.

مهمة صعبة
إذا كان من الصعب بمكان التنبؤ بوصول هذا الثلاثي الجديد إلى المنافسة على المقاعد الأوروبية فإن الحفاظ على مكانهم بين أندية الأضواء لن يكون سهلاً بانتظار موسم إيطالي حار جداً ولاسيما بوجود فريقي فيرونا (هيلاس وكييفو) وإمبولي وأتلانتا وأودينيزي وهي الأندية التي نافست بشدة للبقاء في الدرجة الأولى، وعليه فإن أحلام هؤلاء الصغار تبدأ بقطف النقاط والسعي لإيجاد مكان على خريطة الكالشيو ويبقى التكهن ببقائها من عدمه مجرد ضرب من الجنون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن