عربي ودولي

مجلس الأمن يقر بالإجماع الاتفاق النووي وطهران تعتبر أن من يتحدث عن استخدام القوة لا يمتلك الإدارة الدبلوماسية

تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً بالإجماع أمس يصدق الاتفاق النووي التاريخي الموقع بين إيران ومجموعة دول «خمس زائد واحد»، في وقت يسعى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال زيارة قام بها إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى طمأنة الكيان من تبعات الاتفاق مؤكداً أن «إسرائيل» تبقى «حجر الزاوية للإستراتيجية الأميركية» في المنطقة.
وذكرت وكالة «أسوشيتيد برس» أن قرار مجلس الأمن يسمح بسلسلة من التدابير التي تؤدي إلى إنهاء العقوبات ضد إيران.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بعد تبني المجلس القرار أن الاتفاق النووي مع إيران صفحة جديدة في تاريخ مجلس الأمن الدولي.
بدوره قال مندوب الصين الدائم لدى مجلس الأمن إن هذا الاتفاق مثال ولحظة تاريخية في حل المسائل الدولية، مشيراً إلى أن الاتفاق أرسى نظاماً جديداً في العلاقات الدولية يستند إلى وضوح العلاقات وشرعيتها بين جميع الدول.
وكانت إيران ومجموعة خمس زائد واحد وقعتا في الرابع عشر من تموز الجاري الاتفاق النهائي حول الملف النووي في فيينا بعد عدة جولات من المفاوضات المكثفة بينهما التي استمرت نحو 22 شهراً.
وفي تداعيات المواقف الدولية حول توقيع الاتفاق النووي الإيراني، أكد نائب المستشارة الألمانية وزير الاقتصاد سيغمار غابريال في خطاب في العاصمة الإيرانية أمس أن أمن «إسرائيل» يشكل شرطاً لعلاقات جيدة بين إيران وألمانيا وهو ما رفضته طهران على الفور.
وغابريال هو أهم مسؤول أوروبي يزور طهران منذ توقيع الاتفاق.
وقال غابريال الذي كان يتحدث بحضور وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقانة «يجب أن تدركوا أنه بالنسبة لنا نحن الألمان، أمن إسرائيل يكتسب أهمية كبرى. أدرك مدى صعوبة النقاش ونحن في ألمانيا نعتقد أيضاً أن الفلسطينيين لهم الحق في إقامة دولتهم».
وأضاف غابريال إن «علاقات جيدة مع ألمانيا تعني أنه يجب عدم تهديد أمن إسرائيل».
وبعد ذلك أكدت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم مجدداً على المواقف المختلفة للبلدين بخصوص «إسرائيل».
وقالت كما نقلت عنها وكالة الأنباء الطلابية «مواقفنا مختلفة تماما مع ألمانيا حول المسائل الإقليمية، وخلال السنوات الـ35 الماضية عبرنا عدة مرات عن مواقفنا بشكل واضح جداً».
وأضافت: «بالطبع سنعبر عن قلقنا بخصوص التهديدات القائمة بما يشكل تهديدات النظام الصهيوني» خلال المحادثات مع غابريال الذي سيلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني.
في سياق متصل يحاول وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال زيارة قام بها إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي أمس إلى طمأنة الكيان من تبعات الاتفاق المبرم بين إيران والدول الكبرى في جنيف، مؤكداً أن «إسرائيل» تبقى «حجر الزاوية للإستراتيجية الأميركية» في المنطقة. و«إسرائيل» هي المحطة الأولى في الجولة التي يقوم بها كارتر في المنطقة عقب الإعلان الأسبوع الماضي عن التوصل إلى الاتفاق تاريخي بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين).
وكان كارتر أكد في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى إسرائيل أن الاتفاق مع إيران لا يمنع البنتاغون من إبقاء الخيار العسكري على الطاولة لمنع إيران من حيازة القنبلة الذرية.
وقال الوزير الأميركي إن «أحد الأسباب التي تجعل هذا الاتفاق اتفاقاً جيداً هو أنه لا يحول بتاتا دون إبقاء الخيار العسكري» الأميركي على الطاولة إذا ما سعت إيران إلى حيازة السلاح الذري.
في المقابل اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «الذين ما زالوا يتحدثون عن استخدام القوة بعد الاتفاق في فيينا حول الملف النووي الإيراني لا يمتلكون القدرات والطاقات المناسبة لإدارة وتقوية وترسيخ الدبلوماسية».
وقال ظريف لوكالة «إرنا» رداً على سؤال حول تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين باستخدام الخيار العسكري ضد إيران «إنه في الوقت الذي وصف العالم اتفاق الأسبوع الماضي في فيينا بأنه انتصار الدبلوماسية على الحرب والقوة من المؤسف أنه ما زال هناك من يتحدث عن الاستخدام اللامشروع للقوة لتحقيق أغراضه الباطلة ويصر وبشكل عبثي للحفاظ على خيار واحد غير فاعل سلفاً».
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: «إن استخدام القوة للاعتداء على حقوق الآخرين ليس خيارا بل هو وسوسة خطرة وغير حكيمة تثار عادة من قبل أولئك الذين يفتقدون القدرات والطاقات المناسبة لإدارة وتقوية وترسيخ الدبلوماسية».
أ ف ب- رويترز- الميادين- سانا- روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن