رياضة

دوري المحترفين في نصفه الثاني – الحلقة الثانية … المجد مارد الإياب والمحافظة فارسها والحظ وقف مع الوثبة

| ناصر النجار

تناولنا في وقفة ماضية فرق المقدمة واليوم ندخل في وسط اللائحة التي ضمت فريقي حماة النواعير والطليعة وفريقي حمص الكرامة والوثبة إضافة إلى فريقي المجد والمحافظة، هذه الفرق الستة لم تقدم الأداء المرضي في الذهاب ولم تحقق النتائج الجيدة لذلك عاشت صراع الهبوط وخطورته طوال رحلة الإياب، حتى أذن لبعضها الحظ بالتوفيق كالوثبة أو إنها اجتهدت على نفسها فهربت من مواقع الخطر كالمحافظة، وبعضها نجا في آخر الوقت كالنواعير والكرامة.
تتشابه هذه الفرق بأنها ضمت لاعبين جيدين على مستوى الدوري، لكنها لم تضم لاعبين متميزين قادرين على تحقيق الفارق في المباريات، أيضاً عانت هذه الفرق ضعفاً واضحاً في بعض المراكز، بدءاً من حراسة المرمى، وصولاً إلى المهاجم القناص، فبعض الفرق ضمت دفاعاً جيداً لكنها عانت ضعف خط الوسط، والعكس كان حال بعض الفرق، أما مركز حراسة المرمى فكان نقطة ضعفها.
الشيء الأهم أن هذه الفرق افتقدت دكة البدلاء الجيدة، فلم يكن البدلاء قادرين على سد غياب الأساسيين، وكانت هذه نقطة سلبية، جعلت الأوراق الرابحة بيد المدربين ضعيفة.
إذا استثنينا المحافظة، فكل الفرق هذه عانت غياب الاستقرار الفني ولو في مرحلة واحدة، فبدلت مدربيها كالنواعير والطليعة والوثبة وبقيت الخيارات في الكرامة مفتوحة بين الجنرال واللوز، ودخل حسان عباس مرتين من دون فائدة، والمجد حافظ على المعسعس لكنه تلقى دعماً من مهند الفقير، ثم كان الشربيني الخيار الأخير بعد أن انضم المعسعس إلى منتخب الشباب.
ونذكر أخيراً أن أنس السباعي لم يدرب المحافظة طوال الموسم لسفره خارج القطر، فتولى التدريب بغيابه فريق فني بقيادة فجر إبراهيم.
نقاط التشابه هذه هي نفسها نقاط الضعف، وإذا أرادت هذه الفرق تغيير جلدتها في الموسم الجديد فعليها معالجة ثغرات الموسم الماضي وترميم النقص وتدعيم خطوط الفريق، وإلا فإنها ستستمر بالمعاناة نفسها موسماً آخر.
جولتنا اليوم لا تنهي المشوار، لأننا أمام جولة أخيرة سنخوض فيها مع الفرق الهابطة.

اللحظات الأخيرة
نجا فريق النواعير من الهبوط بفضل فوزيه الأخيرين على الوحدة 2/صفر وعلى حطين 3/صفر، وقبلهما كان ضمن الفرق المهددة ويعيش دوامتها، والنواعير بالأصل لم تكن خطواته بالدوري ثابتة فبدأ رحلة الذهاب ضعيفاً حتى حقق فوزه الأول على الفتوة 1/صفر في الأسبوع السابع، وخطف بعدها بعض النتائج ليعتلي بنهاية الذهاب قائمة فرق الصف الثاني بالمركز السابع مع فواصل بسيطة بينه وبين من بعده.
لم يكن في الإياب أفضل والبداية السيئة التي بدأها ذهاباً عاشها إياباً، وبالسيناريو نفسه حقق أول فوز له بالأسبوع السابع وعلى الفتوة أيضاً 3/صفر.
حظ النواعير كان جيداً لأنه واجه آخر الدوري فرقاً لا تهتم للمنافسة على عكس بقية الهابطين، النواعير جاء في المركز 11 إياباً بـ17 نقطة، وعاشراً في الترتيب النهائي بـ37 نقطة.

إمكانيات محدودة
أداء الطليعة في الدوري يدل على أن إمكانيات الفريق محدودة، ولا جود إلا بالموجود، وبعض النتائج الجيدة التي حققها ذهاباً أو إياباً، ليست إلا طفرة ولا تعبر عن أحقية الفريق بدخول الطابق الأول من الدوري ومسيرته ذهاباً مشابهة للإياب فحقق النقاط ذاتها.
فشل الطليعة في مقارعة كبار الدوري، فكان من الطبيعي أن يكون مع النصف المهدد، غاب عنه الهداف، فسجل كل لاعبيه أهدافه حتى ظهر الصلال آخر الدوري فكان هداف الفريق في خمس مباريات.
عانى الفريق الاضطراب الفني فأكثر تبديل المدربين، وهذه مشكلة ساهمت بتردي أوضاع الفريق الفنية، بالدرجة الأولى يجب معالجة مشاكل الفريق الفنية والبحث عن الاستقرار لأنه أساس النجاح.
الطليعة جاء في المركز الثامن إياباً بـ19 نقطة، وبالمركز ذاته في الترتيب النهائي برصيد 38 نقطة.

عودة الروح
المحافظة كان فريق الروح الواحدة، غاب عنه النجم، لكن أسلوب اللعب الجماعي غلب على أدائه، المراقبون امتدحوا أداءه، لكن النتائج لم تكن ملبية لأسباب عديدة، منها عدم التوفيق، وضعف الخبرة عند بعض لاعبيه، استقام وضع الفريق إياباً رغم البداية المهزوزة بخسائر ثلاث، وعلى ما يبدو أن لاعبيه اكتسبوا الخبرة المطلوبة أولاً، وتم تعزيز هجوم الفريق بالغلاب فكانت النهاية سعيدة لكل هجمات الفريق.
المحافظة لم يسع إلى فريق محترف يشرى بالمال، لكنه سعى إلى فريق يحافظ على وجوده بالدوري باقتدار، ويمكن الموسم القادم أن يكون أفضل بعد تجربة هذا الموسم الناجحة.
في الإياب جاء المحافظة بالمركز السادس برصيد 22 نقطة، وفي التريب النهائي جاء سادساً برصيد 39 نقطة.
مارد الإياب
تكامل العمل في نادي المجد إياباً جعله ينتقض من فريق يقع في أسفل القائمة مع المهددين إلى فريق نافس على بطولة الإياب، ولولا هزيمته المفاجئة أمام الحرية لنافس تشرين على صدارة الإياب، والشيء المهم أن عمله صار جماعياً عبر فريق فني بقيادة مهند الفقير والمدربين فراس معسعس وهشام شربيني مع دعم متميز من الإدارة عبر دفع الرواتب والمتأخر منها ومن العقود، فقدم المجد نفسه كما يجب أن يكون، ففاز بأغلب مبارياته وحقق نتائج مشهودة أبعدته عن الخطر.
هو بحاجة إلى تطعيم ببعض اللاعبين المميزين والمواهب الشابة، فهناك العديد منهم قد يكونون غير قادرين على الاستمرار لبلوغهم سن الاعتزال، والأهم من ذلك استمرار دعم الإدارة المالي، حتى لا يغرق المجد مرة أخرى بدوامة قد لا ينجو منها.
المجد جاء رابعاً في الإياب برصيد 27 نقطة، واحتل تاسع اللائحة برصيد 38 نقطة.

قفزة نوعية
قفزة نوعية حققها الكرامة إياباً جعلته ينجو بعد أن ودع الذهاب في مركز متأخر، والعمل الناجح الذي قدمه المدرب تامر اللوز دل على موهبة تدريبية قادمة تحتاج إلى الدعم والمؤازرة، والشيء اللافت للنظر كان بحسن توظيف إمكانيات اللاعبين، لذلك وجدنا هجوم الكرامة مرعباً بانضمام عبيدة السقي إلى أنس بوطة ليشكلا فاعلية ساندت الفريق ووضعته في المكان المفترض.
الكرامة مثله مثل بقية الفرق بحاجة إلى دعم في بعض مراكز اللعب المؤثرة وإلى خط احتياطي جيد، والإدارة بقيادة الجنرال الحموية تدرك ذلك تماماً، وهو نجا في المرحلة الأخيرة وجاء سابع الإياب بـ21 نقطة، واحتل المركز الحادي عشر في المحصلة النهائية بـ34 نقطة.

الحظ والحظ
نجا الوثبة من السقوط لأن غيره وقع به، فكان محظوظاً، فالنتائج آخر الدوري جاءت بمصلحته وعاكست منافسيه، المستوى الفني الذي قدمه ذهاباً لم يتغير في الإياب، والنتائج بقيت على حالها باستثناءات بسيطة.
بالشكل العام فريق الوثبة كغيره من الفرق القريبة منه، خليط من اللاعبين يحتاج إلى دعم وإلى تجديد، فالبقاء على الصورة ذاتها لن ينقذ الفريق من براثن الهبوط مجدداً، البداية يجب أن تكون بفريق تدريبي متمكن، وبلاعبين يدعمون الموجودين، ويعززون مراكز الفريق الضعيفة.
الوثبة جاء عاشراً في الإياب بـ18 نقطة، واحتل المركز الثاني عشر إياباً بـ33 نقطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن