الأولى

كردستان العراق يصوت لـ«استقلاله».. والإجراءات العقابية تستبق إعلان النتائج … المعلم: المعارك شارفت على الانتهاء ونكتب الفصل الأخير من الأزمة

| الوطن – وكالات

بينما انشغل العالم بتغطية الحدث الأبرز في العراق عبر استفتاء الأكراد على استقلال شماله وتحديهم كل التحذيرات الدولية والإقليمية والتداعيات الخطيرة المحتملة، خرجت مواقف سورية لافتة على لسان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم إزاء مجمل الملفات المتداولة في أروقة السياسة.
المعلم وفي حديث خاص أجراه لمصلحة قناة «روسيا اليوم»، أكد أن المعارك الرئيسية في سورية شارفت على الانتهاء، مضيفاً: «إننا نكتب الفصل الأخير من الأزمة»، ومشدداً في الوقت ذاته على أن الوجود الأميركي على الأراضي السورية غير شرعي، وقال: «سنطرق كل الأبواب، وعندما تعجز الدبلوماسية سننظر في الحلول الأخرى».
وفي رده على تساؤل بخصوص آفاق تحسن العلاقات السورية التركية، أكد المعلم أن الخطوة الأولى، التي يجب على تركيا اتخاذها من أجل ذلك، تكمن في وقف دعم وتمويل المجموعات الإرهابية، وقال: «بعد ذلك سننظر في أي عرض تركي لتحسين العلاقات (…) نحن وافقنا على منطقة خفض التوتر في إدلب واعتبرنا ذلك اختباراً للنيات التركية».
وبخصوص الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، اعتبر وزير الخارجية أن الأولوية تتمثل حالياً بمكافحة تنظيمي داعش وجبهة النصرة، مشدداً على أن سورية سترد على الغارات الإسرائيلية في حال استمرارها.
كما تطرق المعلم خلال المقابلة إلى قضية علاقات سورية مع الاتحاد الأوروبي، مشيراً في هذا السياق إلى أن «التعاون الأمني مع الدول الأوروبية يستوجب وقف دعم الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر، ورفع العقوبات الاقتصادية الأحادية» ضد سورية.
وفي لقاء آخر له أمس مع قناة «الميادين» أكد المعلم أن «دور الاتحاد الأوروبي غير بارز، وإذا أراد الأوربيون المشاركة في إعادة الأعمار فعليهم رفع العقوبات عن سورية»، وتابع: «السوريون وشركاؤهم والدول التي لم تتآمر على سورية سيساهمون في بنائها».
وأشار المعلم إلى أن «الاتحاد الروسي يقوم بترسيخ مبادئ الأمم المتحدة ومبادئ المساواة في العلاقات الدولية، ومن يريد أن يتعاطى مع الأزمة السورية فعليه أن يذهب إلى موسكو»، لافتاً إلى أن قواعد الولايات المتحدة في سورية مؤقتة والدليل ما حصل في قاعدة التنف».
والتقى المعلم أمس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنظيره اللبناني، ونقلت «الميادين» عنه قوله: «كنت سعيداً بلقاء أخينا وشقيقنا جبران باسيل وبحثت معه عدة مواضيع تهم البلدين، واللقاء مع وزير خارجية لبنان طبيعي وتفرضه حقيقة التاريخ والجغرافيا، ونترك من عارضنا في لبنان وشارك في سفك دماء السوريين أن يحاسبوا أنفسهم، ونحن لن نحاسب أحداً، وموضوع زيارة من يعارضنا في لبنان إلى سورية يعتمد على الطرفين».
وبخصوص الاستفتاء الذي أجراه أكراد كردستان في العراق جدد المعلم خلال مقابلته مع «روسيا اليوم»، رفض الحكومة السورية بشكل قاطع للاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن الدولة العراقية، مشدداً على أن سورية تدعم وحدة العراق.
وموقف دمشق تجاه استفتاء الأكراد تزامن مع مواقف تحذيرية عقابية كان أبرزها موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي أعلن بوضوح أنه سيتخذ «الخطوات الضرورية» للحفاظ على وحدة البلاد.
لكن وفي إجراء لافت، أعلنت ما تسمى «الإدارة الذاتية» التي يسيطر عليها الأكراد في سورية، عن فتح جميع المعابر مع إقليم كردستان العراق، واستعدادها لمساندة الإقليم لدرء أي خطر، وقالت الرئيسة المشتركة لمجلس «فيدرالية شمال سورية» هدية يوسف، في تغريدة على حسابها الرسمي على «تويتر» إن معبر سيمالكا والمعابر الأخرى ستكون مفتوحة أمام إقليم كردستان، مضيفةً إن «كرد سورية سيكونون السند في حال تعرض الإقليم لأي خطر أو هجوم أو حصار»، وذلك رغم العداوة بين رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسيطر على «فيدرالية شمال سورية».
من جهته أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أنه سيغلق قريباً الحدود البرية مع كردستان وهدد بوقف صادراته النفطية عبر تركيا، كما أغلقت إيران أمس حدودها الجوية مع كردستان العراق، ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الاستفتاء بأنه «غير قانوني وغير مشروع».
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة لانتخابات واستفتاء كردستان العراق أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 76 بالمئة، حيث يتوقع أن تصدر النتائج الذي شاركت فيه أيضاً محافظة كركوك اليوم الثلاثاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن