سورية

الرئيس الأسد يستقبل بروجردي اليوم.. ومصادر إيرانية: الزيارة للتشديد على مواصلة دعم دمشق حتى النصر … دمشق وطهران تؤكدان على التنسيق السياسي ومكافحة الإرهاب

| الوطن – وكالات

فيما جددت دمشق التأكيد على أنها مستمرة في حربها على الإرهاب حتى يتم القضاء عليه بشكل كامل في كل الأراضي السورية، جددت طهران التأكيد على استمرار وقوفها إلى جانبها ودعمها حتى الاحتفال بتحقيق النصر وعودة السلام والاستقرار الذي بات قريباً.
والتقى أمس كل من رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي.
ووصل بروجردي إلى دمشق مساء الثلاثاء في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها كبار المسؤولين السوريين في مقدمتهم الرئيس بشار الأسد، وتهدف إلى التأكيد على مواصلة طهران دعمها لدمشق وأنها ماضية في ذلك ولن تتخلى عنها.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية والمغتربين بثته وكالة «سانا» للأنباء، فقد بحث المعلم مع بروجردي والوفد المرافق «العلاقات الثنائية المتميزة والجهود التي يبذلها البلدان الشقيقان في محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة إضافة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وخاصة الاستفتاء الذي حصل مؤخراً في شمال العراق».
وقال البيان: «كانت وجهات النظر متفقة على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات بما فيها المجال البرلماني تلبية لتطلعات شعبي وقيادتي البلدين الشقيقين وتعزيز التنسيق السياسي خلال المرحلة المقبلة والاستمرار في مكافحة الإرهاب».
وأكد الجانبان، بحسب البيان على موقفهما المشترك الداعي إلى «الحفاظ على سيادة العراق وعدم السماح بالنيل من وحدته، وحذرا من الانعكاسات السلبية للاستفتاء على الاستقرار في المنطقة وعلى الحرب على الإرهاب».
وقدم المعلم خلال اللقاء عرضاً لآخر التطورات الميدانية والسياسية، مثنيا على الانتصارات العسكرية المهمة التي يحققها الجيش العربي السوري البطل بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء وما أدت إليه من تحولات في المواقف على الساحتين الإقليمية والدولية، وفق ما جاء في البيان.
وأكد المعلم أن سورية «مستمرة في حربها على الإرهاب حتى يتم القضاء عليه بشكل كامل في كل الأراضي السورية»، معربا عن «تقدير سورية لكل أشكال الدعم الذي تستمر الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تقديمه إليها»، بحسب البيان.
وأوضح البيان، أن بروجردي بدوره شدد على «أهمية تعزيز العلاقات بين مجلس الشعب السوري ومجلس الشورى الإيراني التي تعتبر أحد أوجه العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين».
ونقل عن بروجردي تأكيده أن إيران «مستمرة في الوقوف إلى جانب سورية ودعمها في معركتها على الإرهاب ومن يقف وراءه حتى الاحتفال بتحقيق النصر وعودة السلام والاستقرار الذي بات قريبا».
حضر اللقاء نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومستشار الوزير أحمد عرنوس ومدير إدارة آسيا غسان عباس ومدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين محمد العمراني بالإضافة إلى السفير الإيراني في دمشق جواد تركابادي.
وفي السياق بحث رئيس مجلس الشعب مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني والوفد المرافق العلاقات البرلمانية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، وفق ما ذكرت «سانا».
ولفت صباغ خلال اللقاء إلى عمق العلاقات السورية الإيرانية التي تطورت على جميع المستويات ولاسيما خلال الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية.
وأكد ضرورة تفعيل عمل لجنة الصداقة البرلمانية السورية الإيرانية والتنسيق الدائم بين برلمانيي البلدين في المؤتمرات الدولية.
من جانبه أكد بروجردي أن مخططات الولايات المتحدة والغرب لاستهداف سورية ووحدتها وقرارها السياسي المستقل باءت بالفشل، لافتاً إلى أن أحد أهداف هذه المخططات تصفية القضية الفلسطينية التي تعد من أهم أولويات إيران وسورية.
وأشار إلى أنه يجب البناء على الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء في المجال السياسي والاستفادة من الفرص المتاحة بما يصب في مصلحة سورية.
ودعا بروجردي إلى تعزيز التعاون بين مجلس الشورى الإسلامي الإيراني ومجلس الشعب، مجدداً التأكيد على استعداد بلاده للوقوف إلى جانب سورية في مرحلة إعادة الإعمار كما كانت معها في مواجهة الحرب الإرهابية التي تعرضت لها.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قالت مصادر إيرانية في دمشق: إنه من المتوقع أن يستقبل الرئيس الأسد اليوم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني ثم يجري بروجردي مؤتمراً صحفياً يجمل خلاله نتائج زيارته إلى سورية على أن يغادر دمشق بعده.
وأوضحت المصادر، أن زيارة بروجردي تهدف إلى تهنئة رئيس مجلس الشعب بمنصبه الجديد، وأيضاً تهنئة القيادة السورية بالانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الحرب ضد الإرهاب، وتجديد التأكيد على مواصلة طهران دعمها لدمشق وأنها ماضية في ذلك ولن تتخلى عنها.
تأتي زيارة بروجردي إلى دمشق وسط تحولات كبيرة تعيشها المنطقة، فرضت على إيران وتركيا التقارب فيما بينهما، وخصوصاً منها تطورات الأزمة السورية والاستفتاء في كردستان العراق. ورجحت المصادر الإيرانية، أن تكون محادثات بروجردي مع المسؤولين السوريين تطرقت لاستفتاء إقليم كردستان العراق وأكراد شمال سورية.
كما تأتي زيارة بروجردي بعد اتفاق الدول الضامنة لعملية أستانا روسيا، إيران وتركيا على إقامة منطقة تخفيف توتر في محافظة إدلب، تبعها قمة عقدت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان ذكرت تقارير صحفية، أن نتائجها «أسفرت عن حسم مصير إدلب، وأن إقرار هذا في انتظار قمة أردوغان ونظيره الإيراني» محمد حسن روحاني التي عقدت أمس في طهران.
وقام أمس بروجردي بزيارة إلى مدينة حلب التقى خلالها محافظ حلب حسين دياب ولفت إلى أن بلاده ستقدم الدعم المطلوب لسورية والمساعدة لإعادة إعمارها، منوها بحالة الأمن والأمان التي تعيشها مدينة حلب بفضل التضحيات التي قدمها أبطال الجيش العربي السوري والقوى الرديفة.
ولفت إلى أن سورية ستخرج من الأزمة أقوى مما كانت عليه بفضل تضحيات الشعب السوري والتفافه حول قيادته.
بدوره قدم دياب عرضاً عن أهمية حلب التاريخية والأثرية والاقتصادية، لافتاً إلى الوحدة الوطنية الراسخة التي تجمع أبناءها.
وأكد متانة العلاقات بين محافظة حلب والمدن الإيرانية حيث تأتي ترجمة للعلاقات الأخوية بين البلدين والتي «أرسى دعائمها القائد المؤسس حافظ الأسد والإمام الخميني وتزداد متانة وقوة».
وأشار إلى أن الإرهاب طال البنى التحتية لمدينة حلب ومختلف قطاعاتها، موضحاً أن عجلة الإعمار والبناء تدور بوتائر متسارعة لإعادة الألق للمدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن