عربي ودولي

احتشاد الآلاف في شوارع مدريد وبرشلونة مع تزايد التوتر بشأن كتالونيا

تجمع الآلاف في شوارع مدريد وبرشلونة أمس السبت في وقت تستعد فيه كتالونيا لإعلان الاستقلال، وارتدى كثيرون ثياباً بيضاء ودعوا لإجراء محادثات لنزع فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ عقود.
ولسكان منطقة كتالونيا الراقية بشمال شرق إسبانيا لغة وثقافة مختلفة، وهم يطالبون منذ فترة طويلة بأن يكون لهم وضع متفرد عن بقية البلاد، وأجروا يوم الأحد الماضي استفتاء على الانفصال عن إسبانيا وهو تصويت حظرته المحكمة الدستورية.
وتقول سلطات كتالونيا إن معظم من أدلوا بأصواتهم أيدوا الانفصال وهو أمر تقول مدريد إنه غير قانوني بموجب دستور البلاد لعام 1978.
وأحدثت الأزمة السياسية انقساماً ودفعت البنوك والشركات لنقل مقارها خارج كتالونيا كما هزت ثقة الأسواق في الاقتصاد الإسباني وأثارت دعوات من المفوضية الأوروبية لأن يجد زعماء كتالونيا وإسبانيا حلاً سياسياً.
ومن بين المحتشدين في وسط مدريد وقفت روزا بوراس وهي سكرتيرة عمرها 47 عاماً لا تعمل حالياً، وقالت لرويترز: «جئت لأنني أشعر بانتماء جارف لإسبانيا ويحزنني جداً ما يحدث».
كانت بوراس ترتدي قميصاً كتب عليه «كتالونيا.. نحن نحبك» وكانت تقف وسط آلاف يلوحون بالعلم الإسباني. وقالت: «أردت أن أكون هنا من أجل الوحدة.. لأنني أشعر أيضاً بانتماء جارف لكتالونيا. عائلتي تعيش في كتالونيا».
وعلى حين يقول زعيم كتالونيا كارلس بودجمون إنه مستعد لأي وساطة، يصر رئيس الوزراء ماريانو راخوي على أن تكف المنطقة أولاً عن السعي للاستقلال والذي ازداد خلال أزمة اقتصادية امتدت لنحو ست سنوات.
وحشدت حكومة راخوي الآلاف من أفراد الشرطة الوطنية لمنع الاستفتاء ما أدى إلى اشتباكات مع مواطنين أثناء محاولة إغلاق مراكز الاقتراع في المدارس ورفع صناديق الاقتراع.
وأثار عنف الشرطة انتقادات واسعة مما دفع الحكومة لإصدار اعتذار يوم الجمعة، وإن ظل التوتر في ازدياد بعد تردد أنباء بأن خططاً لإعلان الاستقلال من جانب واحد ستقدم إلى برلمان كتالونيا بعد غد الثلاثاء.
كما أشاعت الأزمة عدم ارتياح بين شركاء إسبانيا في الاتحاد الأوروبي، وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي لـ«رويترز» أمس إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بحثا أزمة كتالونيا في اتصال هاتفي في إشارة إلى التوتر المتزايد إزاء الاضطراب المحتمل في أنحاء أوروبا.
وتحدث يونكر مع ميركل هاتفياً من الهند الجمعة على هامش قمة الاتحاد الأوروبي والهند. وقال المسؤول بالاتحاد الأوروبي إنهما «بحثا الوضع في إسبانيا مع أمور أخرى» ولكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
ويتزايد القلق في عواصم دول الاتحاد الأوروبي إزاء الأثر السلبي للأزمة على الاقتصاد الإسباني، رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، واحتمال امتداده إلى اقتصادات أخرى في التكتل.
وقال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي إن وزراء مالية الدول الأعضاء بالاتحاد الذين سيجتمعون في بروكسل غداً الإثنين وبعد غد الثلاثاء في اجتماع معتاد قد يبحثون القضية غير أنها ليست مدرجة بشكل رسمي على جدول الأعمال.
وحثت المفوضية الأوروبية مراراً زعماء كتالونيا وإسبانيا على التوصل لحل سياسي.
وتشعر بعض دول الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن يؤجج الحديث عن استقلال كتالونيا المشاعر الانفصالية في أجزاء أخرى من أوروبا.
رويترز

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن