رياضة

اليوم ظهراً… لقاء الهم والاهتمام مع أستراليا … الروح المعنوية عالية ولاعبونا مصممون على الفوز

| ناصر النجار

يخوض ظهر اليوم منتخبنا الوطني المباراة الفاصلة والحاسمة بضيافة المنتخب الأسترالي لتسدل الستارة على التصفيات الآسيوية تماماً، فمنتخب سيرحل، والآخر سيلحق بالملحق العالمي أمام رابع الكونكاكاف في مرحلة جديدة ستكون أكثر شدة وضراوة من كل المراحل التي سبقتها.
ومنتخبنا اليوم في أقوى حالاته رغم النقص المؤثر في صفوفه، فغياب خمسة لاعبين من صفوفه يعتبر كارثة عند أي منتخب، ورغم أن هذا النقص نخشى منه إلا أننا نتسلح بالروح المعنوية العالية التي تعيشها كرتنا ومنتخبنا على وجه الخصوص، وبهمة البدلاء الذين لن يبخلوا ببذل المزيد من الجهد لرأب الصدع سواء في الدفاع، أم في خط الوسط.
والقضية التي وصلت إليها كرتنا هي إثبات الذات، فلاعبونا أرادوا ويريدون أن يؤكدوا أنهم الأفضل، وأنهم ليسوا أقل من نظرائهم في القارة الصفراء.
هذا الحماس سيكون وقودنا في المباراة ليشعل منتخبنا المدرجات الأسترالية فرحاً وطرباً بانتصار سوري ننتظره ونأمل أن يتحقق بإذن الله وبهمة لاعبينا وكوادرهم الوطنية المخلصة.
ولا أجد أن هنالك الفوارق الكبيرة بين منتخبنا والمنتخب الأسترالي استناداً إلى مباراة الذهاب، وما كان يمتاز المنتخب الأسترالي على منتخبنا إلا بخبرة المباريات الكبيرة والثقيلة، وستقوى حظوظه أكثر بفعل عاملي الأرض والجمهور، وهما يجب ألا نغفل عنهما، لكن ذلك لن يكون له التأثير الكبير في منتخبنا لكونه لعب 19 مباراة في رحلة التصفيات التمهيدية والنهائية خارج أرضه، وواجه الجماهير الغفيرة سواء في كوريا الجنوبية أم أوزبكستان أم الصين أم إيران بثبات من دون أن يتأثر في هذه الأجواء وتسهم في هز كيانه وتمزيق صفوفه.
في مباراة الذهاب كان الأداء متكافئاً على عموم المباراة فسجلوا وسجلنا وأضاعوا وأضعنا وسيطروا وسيطرنا، وأخطؤوا وأخطأنا، وفي مباراة الإياب تعترضنا ثلاث عقبات، الأولى: غياب خمسة لاعبين، ونأمل أن يجد مدربنا الحلول لذلك، وأن يكون البدلاء على قدر المسؤولية.
العقبة الثانية: هي الحظ، فلم يخدمنا الحظ في مباراة الذهاب وإلا لخرجنا فائزين ولو بفارق هدف.
العقبة الثالثة: هي التحكيم، فلم يكن التحكيم سنداً لنا في المباراة، لا نقول إنه ظلمنا، ولكن لو استعمل بطاقاته كما يجب لخرج لاعبان من المنتخب الأسترالي في الشوط الثاني بالحمراء، وهذا قد يؤثر في مباراة الذهاب، ولكنه سيكون مؤثراً فعلاً في مباراة الإياب لذلك نتمنى من كل قلبنا أن نجد الحظ معنا في مباراة الإياب ما دامت الأرض والجمهور مع الفريق الخصم، وذلك بأن يوفق منتخبنا باستغلال الفرص المتاحة ليحقق الفوز المنشود، ونأمل أن يكون الحكم الأوزبكي رافشان أكثر عدالة ونظرة منطقية للمباراة، فالحكم الإيراني لم يسلم من انتقادات من خبراء التحكيم.

الملاحظات

ملاحظات عديدة وواضحة دونها المراقبون على أداء منتخبنا في مباراة الذهاب ونعتقد أن هذه الملاحظات البينة ستكون موضع اهتمام الجهاز الفني للمنتخب الذي سيعمل على إيجاد الحلول لها حتى لا يقع بها منتخبنا مرة أخرى في مباراة الإياب، وأهمها وقوع منتخبنا في مصيدة التسلل مراراً، وربما كان مهاجمونا يبحثون عن نجاح حالة أو عن غفلة من حكم الخط، وهذا لم يحدث عشر مرات.
الملاحظة الثانية المهمة كانت تتعلق بخط الوسط ودوره في الربط بين الدفاع والهجوم، هذه الملاحظة وضحت في شوط المباراة الأول وتلاشت تماماً في النصف الثاني من الشوط الثاني، ونأمل أن يكون هذا الظهور المميز هو العلامة الفارقة لمنتخبنا في مباراة الإياب.
شكل مباراة الإياب سيكون مغايراً لمباراة الذهاب، وحتماً هذا ما سيفعله المنتخب الأسترالي الذي سيبذل جهده لحسم المباراة في شوطها الأول على أقل تقدير.
إزاء ذلك يجب على منتخبنا أن يملك زمام المباغتة بمفاجأة خصمه سواء بتشكيلته أم بتغيير أسلوب اللعب، والنمط الذي سار عليه في مباراة الذهاب.
الشيء الوحيد الذي نحن متأكدون منه هو الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها منتخبنا وهي وحدها تصنع نصف انتصار، والنصف الآخر قادرون على تحقيقه إن خدمتنا الظروف المحيطة بالمباراة.
الأهم بالمباراة ألا نقع بفواحش الأخطاء التي قد تكون سبباً بتغيير مجرى المباراة بأن يرتكب لاعب خطأ يلزمه البطاقة الحمراء فنلعب المباراة ناقصي الصفوف، أو خطأ آخر يكلفنا ركلة جزاء أو هدفاً مجانياً، لذلك فالحذر مطلوب طوال دقائق المباراة وتفاصيلها.
في عموم القول فإن أوراق المنتخبين باتت مكشوفة، وكل مدرب قرأ الآخر تماماً، الثغرة المهمة التي وجدناها في المنتخب الأسترالي هي لياقته البدنية المنخفضة وخصوصاً أنها تتضح في أواخر المباراة، منتخبنا إن أبقى شباكه نظيفة فهو قادر على حسم المباراة في النصف الثاني من الشوط الثاني وهذا يتطلب تنظيماً دفاعياً متميزاً، ووسطاً يعرف مهامه الدفاعية والهجومية متى وأين، ولا خوف على مهاجمينا بإذن الله.
لا نجد أن الفوز على أستراليا يحتاج إلى معجزة أو هو مستحيل بل بحاجة إلى تصميم وروح معنوية عالية وضبط في خطوط الفريق.

ثقافة الثقة

الأمر الإيجابي أن منتخبنا تجاوز مرحلة الثقة وبات يعرف إمكانياته ومكانته، فلم يخضع لأي منتخب آخر، لذلك استطاع أن يصل إلى ما وصل إليه من قوة ومنافسة.
لكن هذه الثقافة لم يصلها الكثير من الفنيين الذين انتقدوا منتخبنا وغيرهم، فلم يكونوا السند الحقيقي لمنتخبنا في وصفهم وتحليلاتهم، ولم أجد أسوأ ممن اعتبر أن تعادلنا مع أستراليا في الذهاب جاء بسبب ضعفهم وانحدار مستواهم، بل الأغرب من ذلك أنه وصفهم بالمنتخب العجوز، وبخل على منتخبنا بكلمة تليق به وبتطوره بينما سمعنا المديح من المحللين الغرباء عرباً وأجانب.
البعض للأسف لا يعتبر أن ما وصلنا إليه كان بفضل تطور منتخبنا مباراة بعد أخرى، بل بفضل تراجع الكرة الآسيوية، ولو فزنا على البرازيل فسيعمد هؤلاء إلى كشف مواقع الخلل في البرازيل من دون كشف التطور الذي طرأ على منتخبنا.
أحد المحللين وهو مدرب محلي يعمل بدوري الفئات العمرية منذ زمن في إحدى الدول العربية قام بتوصيف لاعبي منتخبنا وأظن أنه منحهم علامة الصفر باستثناء العالمة والسومة، ومن يقرأ التوصيف ولا يعرف النتيجة يظن أن منتخبنا خسر المباراة بالخمسة أو الستة!
والأمر يتعدى هذه الثقافة، لأن البعض رمى بسهامه تجاه المدرب ونسي هؤلاء أن المدرب جزء لا يتجزأ مما وصل إليه المنتخب، فليس من المعقول أن ما حققه منتخبنا كان بمعزل عن المدرب، وفي ذلك أهواء شخصية بعيدة كل البعد عن مصلحة منتخبنا.
ولن نزيد على ذلك وخصوصاً أن البعض وضع نفسه موضع المدرب فاقترح لاعبين لسد غياب المدافعين، وبعضهم اقترح أسلوب لعب معيناً، والغريب أن هؤلاء هاجموا المدرب لأنه لم يأخذ بطرحهم! الفكرة من هذه الأمثلة التي طرحناها أن نكتسب ثقافة الثقة وأن نتطور كما تطور منتخبنا، فليس من المنطق أن نمارس النقد بغير موضعه وخصوصاً أن الفارق بين المباراتين خمسة أيام، والمفترض أن نشحن منتخبنا إيجابياً ليستمر في تطوره وألقه، فالباب ما زال أمامنا مفتوحاً لدخول المرحلة الثانية وهي الأصعب بكل تأكيد.
منتخبنا بذل كل ما بوسعه الغالي والرخيص ووصل إلى مرحلة متقدمة لم نكن نحلم بها، علينا استثمار هذه الفرصة لنبني عليها للمستقبل، فكرة القدم السورية لن تنتهي بمباراة اليوم مع أستراليا، بل ستعلن ميلادها بغض النظر عن النتيجة النهائية.

استقبال مميز

حظي منتخبنا الوطني لحظة وصوله إلى أستراليا باستقبال مميز من الجاليتين السورية والعربية، وكانت جموع المواطنين محتشدة وغفيرة في مطار سيدني مرحبة بالمنتخب الوطني ومعلنة مؤازرتها الكاملة له في مباراة الهم والاهتمام، وكان في مقدمة المستقبلين أعضاء السفارة السورية والاتحاد الوطني لطلبة سورية في أستراليا.
وعلمت «الوطن» أن حشوداً بالآلاف من الجالية السورية والجالية العربية ستحضر المباراة في الملعب وستدعم منتخبنا وتؤازره.
وأجرى مدربنا الوطني حصصاً تدريبية للمنتخب بواقع حصتين صباحية للياقة البدنية ومسائية تكتيكية، وأجرى أمس آخر تمرين له بوقت المباراة وعلى ملعبها.
وتسود أجواء من التفاؤل بين صفوف منتخبنا الذين وعدوا ببذل كل ما يلزم من الجهد والتعب في سبيل الحصول على النهاية التي يتمناها كل سوري في كل أرجاء المعمورة. في سورية، كما في مباراة الذهاب تم تجهيز الساحات العامة والأندية الرياضية والمقاهي لنقل المباراة مباشرة إلى جماهيرنا الرياضية التي ستتجمع دعماً ومؤازرة لمنتخبها، كما سيتم ذلك في العديد من البلدان العربية التي تملك جالية سورية واسعة كلبنان والأردن والعراق ومصر والسودان والجزائر وغيرها.
وتحظى مباراتنا المصيرية مع أستراليا باهتمام العديد من النجوم العالميين الذين أشادوا في تغريدات لهم على الشات كما زين الدين زيدان، فضلاً عن اهتمام واسع من الصحافة العربية والعالمية والقنوات الفضائية، والحدث الكروي الأبرز الذي تتناقله وكالات الأنباء هذه الأيام هو صعود سورية وعدم تأهل الأرجنتين فهل يتحقق هذا؟

بطاقة المباراة

الزمان: 10/10/2017.
التوقيت: الساعة 12 ظهراً.
المكان: ملعب أستراليا في سيدني الذي يتسع لـ83500 متفرج.
المنتخبان: أستراليا × سورية.
المناسبة: إياب الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم.
نتيجة الذهاب: 1/1.
الحكم: الأوزبكي رافشان أراماتوف.
المساعدان: راسولوف وسايدوف من أوزبكستان أيضاً.

 

18 مباراة للعالمة

شارك إبراهيم عالمة في المباريات الثماني عشرة الأخيرة لمنتخبنا بشكل متتال خلال رحلة التصفيات المونديالية وهذا رقم قياسي سوري، ولم يكتف بالظهور المتتالي بل كان بحق صمام أمان في معظم المباريات وحتى عندما تلقى ثمانية أهداف من اليابان ذهاباً وإياباً كان نجماً.
عالمة حارس فريق الاتحاد والمطلوب في أكثر من ناد ارتفعت أسهمه بين نخبة حراس الكرة السورية عبر التاريخ وذاع صيته محلياً من خلال فوزه بلقب أفضل لاعب سوري عن عام 2016 وفق استفتاء لجنة الصحفيين الرياضيين.
العالمة تلقى في المباريات التي شارك بها خلال التصفيات المونديالية الحالية عشرين هدفاً ويعد سبباً مباشراً في ما وصلنا إليه خلال التصفيات ويبقى مفتاح التأهل في مباراة اليوم.

 

غيابات كثيرة

سيغيب عن منتخبنا خمسة لاعبين أساسيين وهذا تحد جديد لبدلاء نسور قاسيون المطالبين بأن يكونوا على الموعد واستثمار فرصة العمر.
والغائبون للإيقاف هم المهاجم عمر خريبين الذي لعب في سبع عشرة مباراة خلال التصفيات وهو هداف منتخبنا في رحلة التصفيات برصيد عشرة أهداف، والمدافع هادي المصري الذي شارك في خمس مباريات، ولاعب الوسط خالد المبيض الذي شارك في عشر مباريات.
ويغيب للإصابة المدافع أحمد الصالح الذي شارك في ثلاث عشرة مباراة، وشريكه في عمق الدفاع عمرو ميداني الذي شارك في ثلاث عشرة مباراة أيضاً، ومنطقياً لا خوف على الخطوط الأمامية لتوافر البدلاء ولكن هناك مشكلة حقيقية في الخط الخلفي من وجهة نظر الكثير من المتابعين.

 

أهداف قاتلة

تميزت رحلة منتخبنا خلال رحلة التصفيات بتسجيل العديد من الأهداف القاتلة منذ الدقيقة 85 وأكثر، وحدث ذلك عندما سجل عمر خريبين بمرمى أفغانستان في المباراة الأولى في الدقيقة الأخيرة كما سجل المواس في مباراة الرد أمام أفغانستان في الدقيقة الأخيرة، وسجل خريبين في الوقت بدل الضائع هدف الفوز على سنغافورا وعلى أوزبكستان أيضاً، وأدرك أحمد الصالح هدف التعادل بمرمى الصين في الوقت بدل الضائع، كما سجل محمود المواس هدف تثبيت الفوز على قطر في الوقت بدل الضائع على الأراضي الماليزية، وسجل عمر السومة هدف التأهل بمرمى إيران في التعادل المطلوب خلال الوقت بدل الضائع، وفي المباراة الفائتة أمام أستراليا سجل السومة نفسه من علامة الجزاء قبل خمس دقائق من النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن