عربي ودولي

بغداد تحدد «ثوابتها الوطنية» للحوار مع أربيل وواشنطن تسعى إلى التهدئة

قالت الحكومة العراقية إن على إقليم كردستان القبول بحزمة «ثوابت وطنية» والالتزام بتطبيقها، قبل الدخول في أي حوار معها لحل الأزمة المندلعة بين أربيل وبغداد عقب الاستفتاء. وأفادت وكالة روداوو الكردية، أن موقف الحكومة العراقية جاء رداً على المقترح الذي طرحه المجلس الأعلى السياسي الكردستاني الجمعة لإجراء حوار بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي لشبكة رووداو الإعلامية، إن «الحكومة المركزية ليست لديها شروط بل مجموعة من الأسس والمبادئ الوطنية التي يجب العودة إليها للعمل عليها».
وأضاف المتحدث أن الأسس والمبادئ هي: التزام حكومة إقليم كردستان بوحدة الأراضي العراقية، والاعتراف بالسلطة الوطنية على جميع أراضي العراق، والعودة إلى العمل بالدستور، وتطبيق السلطة السيادية في القضايا الخارجية، تصدير النفط، الأمن وحماية الحدود، المعابر الحدودية والخطوط الجوية، إضافة إلى الاعتراف بالسلطة الفيدرالية في المناطق المتنازع عليها.
وأشارت الوكالة إلى أن المجلس الأعلى السياسي الكردستاني، كان قد طالب بفتح باب حوار مع بغداد من دون شروط مسبقة، ومن دون فرض عقوبات أو حصار، ووفق توقيتات معينة لإنجاحه.
إلا أن وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان العراق، طرحت الجمعة خمسة شروط لحل المشاكل المالية والنفطية بين أربيل وبغداد، أبرزها تخصيص نسبة 17 بالمئة من نفط العراق للإقليم.
من جهتها ذكرت وكالة أنباء الإعلام العراقي الجمعة أن رئيس العراق فؤاد معصوم سلم القادة الأكراد مطالب رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بشأن محافظة كركوك.
ونشرت الوكالة المطالب التي قدمها معصوم إلى القادة الأكراد خلال اجتماعه بهم الجمعة جاء فيها تسليم مطار كركوك للقوات الاتحادية، وتسليم قاعدة (معسكر) كيوان للقوات الاتحادية، وتسليم جميع الآبار والمنشآت النفطية إلى القوات الاتحادية، إضافة إلى تسليم جميع مسلحي داعش الذين سلموا أنفسهم لقوات البيشمركة إلى بغداد، وإعادة الجيش العراقي إلى جميع المناطق التي كان يتمركز فيها قبل سيطرة داعش عليها، وإقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم من منصبه فوراً.
هذا ووصل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، مساء الجمعة، إلى محافظة السليمانية، واجتمع بقيادات الاتحاد الوطني الكردستاني لبحث أزمة كركوك.
وفي ضوء التصعيد جنوب كركوك، اتهم رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان برزاني، الجمعة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بحشد قوات في محافظتي كركوك ونينوى، الأمر الذي نفته قيادة العمليات العراقية المشتركة، موضحة بأنه لا صحة لما تناقلته وسائل الإعلام عن بدء الجيش العراقي عملية عسكرية جنوب كركوك.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الجمعة إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التوتر بين السلطات العراقية والكردية حول كركوك وتعمل لضمان عدم تصاعده.
وأبلغ ماتيس الصحفيين «نعمل من أجل ذلك. وزير الخارجية الأميركي يقود (الجهود) لكن قواتي… تعمل أيضاً على التأكد من منع أي احتمال لنشوب صراع».
وقال ماتيس إنه على الرغم من علمه بتحرك القوات فإنه لم يسمع عن نشوب أي قتال ودعا الطرفين إلى التركيز على محاربة تنظيم داعش، وأضاف «لا يمكن أن ننقلب على بعض الآن. لا نريد أن يصل هذا إلى وضع إطلاق نار».
وتواجه القوات العراقية بعد استفتاء استقلال كردستان تحديات كبيرة، وخاصة في ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها مع الأكراد في محافظة كركوك ومناطق شمال وشمال شرق الموصل.
وعلى الرغم من النفي المتواصل من قيادة العمليات المشتركة لأي احتمالية قريبة لاجتياح القوات العراقية لكركوك، إلا أن التعزيزات المتدفقة على هذه المنطقة، والتقدم الذي نفذته قوات الرد السريع واللواء 26 في الحشد الشعبي بمعسكرات اللواء 102 في قوات البيشمركة بناحيتي قصبة بشير وتازة في منطقة طوزخرماتو جنوبي كركوك، وكذا القصف الذي نفذته قوات الحشد الشعبي على عدة قرى شمالي الحويجة توجد فيها قوات البيشمرجة ومنها قريتا 7 نيسان وتاباي دوسار، تمثل هذه التطورات مقدمة لما يمكن أن نعتبره مواجهة شبه حتمية بين الطرفين بعد انعدام فرص وجود حلول وسطية في ما يتعلق باستفتاء كردستان.
قوات البيشمركة من ناحيتها بررت إخلاء مقر اللواء 102 بأنه كان ضمن خطة عامة لإعادة انتشار قواتها في محيط كركوك شرقاً ودهوك شمالاً، وقد أغلقت لفترة وجيزة معبري الخازر وخورسيباد المتحكمين في طريقي الموصل – أربيل والموصل – دهوك.
روسيا اليوم – رويترز – الميادين

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن