شؤون محلية

متى تنتهي الروائح «العطرة» من ساحة العاصي؟

حماة- محمد أحمد خبازي : 

في الوقت الذي كانت فيه (الفضائية السورية) تبث حلقة من أجمل مناطق مدينة حماة الطبيعية والسياحية- من أمام اتحاد الفنانين التشكيليين بساحة العاصي- ويتغنى بها الشعراء والضيوف، كانت الروائح التي تزكم الأنوف وتعل الرواح تفوح من ساحة العاصي، حيث بسطت ومدت القناة العزيزة عدة التصوير والتسجيل، والتقت الضيوف!!.
ولم يفلح صهريج البلدية الكبير الذي سفح مياهه بالساحة، في ترطيب الجو والحد من الروائح النتنة التي تفوح من الصرف الصحي الذي يُرمى في العاصي، ما جعل الأمر برمته أشبه بالكوميديا- ولكنها سوداء بالطبع- المضحكة المبكية!!.
وما جعل العديد من المواطنين الحمويين وغير الحمويين- الذين جذبهم حضور الفضائية السورية بطاقمها ومعداتها في هذا الموقع البديع- يتندَّرون، ويطالبون «الوطن» التي كانت بينهم، بضرورة الكتابة عن هذه المأساة التي لم تستطع الجهات المحلية إيجاد حل لها منذ سنوات طويلة.
وقال عدد من المواطنين: هذا الواقع لا يسر أحداً، فالروائح كريهة، والحشرات هائمة، ونحن نعاني الويلات، ولقد سمعنا كثيراً عن مشروع لتأمين جريان دائم لنهر العاصي، أو فتح مياه سد الرستن لرفع منسوب المياه في سرير العاصي، ولكن حتى الآن لم يتم ذلك، وها هو الصيف الحارق الذي تتكاثر فيه الحشرات المؤذية.
‏المهندس محمود القيسي رئيس مجلس مدينة حماة، قال: واقع سيئ يعيشه أبناء المدينة بسبب انخفاض منسوب المياه في قاع النهر، الأمر الذي يسبب روائح وانتشار الحشرات، وإن المشكلة ليست في مجلس مدينة حماة، بل في تأمين التدفق المائي من أجل التخلص من الروائح المنبعثة من المياه الراكدة في سرير النهر، وليس من صب مياه الصرف الصحي على النهر، لأن مياه الصرف الصحي في المدينة محوّلة إلى محطة المعالجة في قرية أرزة، أي إن الصرف الصحي لا يمر في سرير النهر وقد أنجز مجلس المدينة عند ناعورة الجسرية، وبتوجيه من المحافظ مشروعاً بقيمة 18 مليون ل.س، للقضاء على الروائح المنبعثة من خط مجرى الزيادة، الذي يأتي من بلدة كفر بهم باتجاه نهر العاصي، بالاعتماد على مضخات تدوير للمياه بشكل كامل وبحدود سبع مضخات، وتم وضع المشروع بالاستثمار العام الماضي، وشاهده معظم المواطنين، وكنّا نأمل منهم أن يتحدثوا عن هذه الحالة الحضارية، ونؤكد أن انبعاث الروائح متعلق بتدفق المياه في سرير النهر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن