رياضة

عندما تغيب الحكمة

| محمود قرقورا

أخذت قضية مدرب منتخبنا الأول بكرة القدم أيمن الحكيم والزميل في الرياضية لطفي الأسطواني حيزاً لا بأس به في وسائل التواصل الاجتماعي، ولأن الأمر لم يعد خافياً على أحد لا بد من وضع الأمور في نصابها، وقد حرصنا بداية على عدم الخوض في جزئياتها إيماناً منا بأن حالة الفرح التي عمت سورية بوصولنا لنقطة بعيدة غير متوقعة في التصفيات المونديالية يجب الاستمتاع بها، والمشكلة ليست بين مدرب ومتابع ما، بل بين مدرب وزميل إعلامي قد نكون مكانه إذا لم تتوافق رؤيتنا مع أفكار وتطلعات زيد أو عمرو من المدربين، وقد ظننا أن إدارة المنتخب ستعمل بالسرعة الممكنة على تسوية الخلاف بينهما ولكن شيئاً من هذا لم يحصل.
توقعنا أن يبادر اتحاد الكرة لتقديم اعتذار علني عما بدا من مدرب ظن نفسه أنه يستحق المنافسة على جائزة مدرب عام 2017 التي توّج بها زين الدين زيدان قبل أسبوع ولكن ذلك بقي سراباً.
جال في خاطرنا أن اتحاد الصحفيين سيتخذ موقفاً، ولجنته المنبثقة عنه لجنة الصحفيين الرياضيين ستصدر بياناً تستنكر ما بدر من مدرب المنتخب أيمن حكيم ولكن ذلك ظلّ تخميناً.
قد لا نتفق مع طروحات الزميل لطفي وطريقته في الحوارات القائمة على الاستفزاز أحياناً، لكن لا نرضى في الآن ذاته منعه من ممارسة عمله ما دام لم يخرج عن إطار اللباقة ولم يرتكب جرماً يعاقب عليه القانون.
إذا كانت هذه طريقتك يا كابتن أيمن في الرد على سطور أزعجتك فأين أنت من كتابات عدنان بوظو عندما طالب صديقه أفاديس بالتنحي عن قيادة المنتخب خلال تصفيات مونديال 1986 بشكل علني مع أن نتائج المنتخب حينها كانت مثالية؟
تذكر أن الانتقاد الذي طالك من وسائل الإعلام يعد نقطة في بحر الانتقاد الذي جابهه سلفك فجر إبراهيم في كل فتراته مع المنتخب، ولم نسمع أنه تجرأ وخرج عن أدبيات التعامل مع الإعلاميين الذين لم يدعوه وشأنه، والزميل لطفي واحد منهم.
كثيراً ما تعرّض ويتعرّض رئيس الاتحاد الرياضي العام موفق جمعة للانتقاد من معظم وسائل الإعلام، لدرجة أن تناوله فنجان القهوة الصباحي يترافق مع علقم ما يكتبه الزملاء سلباً، بيد أنه لم يقم بطرد إعلامي من احتفالية عامة أو مؤتمر صحفي مع أن اللواء جمعة قامة عسكرية قبل أن تكون رياضية.
أعترف بأنك حققت نتائج يعجز مورينيو عن تحقيقها وهذا قلته عبر منبري الوطن والفضائية السورية ومن حقك أن تكون الخيار المفضل لدى اتحاد اللعبة حتى نهائيات آسيا المقبلة، لكن عليك الاعتراف والتذكر بأن الحظ حالفك كثيراً، ولا داعي للرجوع إلى الخلف وتبيان أين وقف الحظ إلى جانبنا لأننا وضعنا النهائيات القارية 2019 هدفنا وعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء.
يقولون: لكل امرئ من اسمه نصيب واعتذارك ينطوي على حكمة ضرورية تجنباً لحرب ضروس مع رجال السلطة الرابعة، لآنك أخطأت بحقهم جميعاً والعودة عن الخطأ فضيلة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن