ثقافة وفن

تعزيز دور الثقافة في مواجهة الإرهاب

| الوطن

المثقفون المتحررون المتنورون هم من يستهدفهم الفكر التكفيري الإرهابي، أليس حاملو هذا الفكر هم من قتل المفكر العربي فرج فوده، وحاولوا اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وأرغموا نصر حامد أبو زيد على مغادرة وطنه؟ وكانوا قبل ذلك بكثير قد صلبوا وأحرقوا كتب ابن رشد، وقتلوا العشرات غيرهم من العلماء والمفكرين؟ حيث صدر عن وزارة الثقافة- الهيئة السورية للكتاب، كتاب من إعداد وتوثيق نزيه الخوري، يضم ما جاء من كلمات في الندوة الوطنية بعنوان «الثقافة في مواجهة الإرهاب»، التي عقدت في دار الأسد للثقافة والفنون.

مسؤوليتنا في الإيضاح
ومما جاء في كلمة وزير الثقافة محمد الأحمد: «إنه لتعبير دقيق هذا الذي اخترتموه عنواناً لندوتكم الثقافية في مواجهة الإرهاب لأنه في واقع الحال المثقفون المتحررون المتنورون هم من يستهدفهم الفكر الإرهابي، أليس حاملو هذا الفكر هم من قتل المفكر العربي فرج فوده، وحاولوا اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وأرغموا نصر حامد أبو زيد على مغادرة وطنه؟ وكانوا قبل ذلك بكثير قد صلبوا الحلاج وأحرقوا كتب ابن رشد، وقتلوا العشرات غيرهم من العلماء والمفكرين؟ أليست العصابات الإرهابية المسلحة هي من يذبح الناس كباراً وصغاراً في بلدنا بدعوة الدفاع عن الدين؟ ولكنني أؤكد لكم أن الدين الإسلامي بريء من هؤلاء، بريء من الدماء التي يريقونها بزعم حماية الشريعة السمحاء، وبريء من فتاواهم السوداء التي يريدون بها إخضاع الناس لهلوساتهم وأفكارهم المريضة».
وأضاف الأحمد: «أيها الإخوة المفكرون المشاركون في هذه الندوة، على كاهلكم وكاهل كل مفكري ومثقفي الأمة يقع عبء ثقيل، ألا وهو التصدي لكل الخرافات والأضاليل التي يحاول البعض دسها في عقول الناس للاستحواذ على أرواحهم وأفئدتهم، وعلى كاهلكم وكاهل علماء الدين الحقيقيين تقع مهمة الإيضاح الطبيعية الرحيمة والمتسامحة لديننا الحنيف، وإعادة الألق للشريعة الإسلامية الحقة التي يريد هؤلاء تحويلها إلى منصة لتكفير الناس وقطع أعناقهم».

هدف واحد بحجر واحد
وتحت عنوان «الإرهاب أداة مشروع الهيمنة الصهيو- أميركية أكد المحامي جوزيف أبو فاضل: «تجتاح القوات الروسية أفعانستان قبل أربعة عقود من اليوم، وتبدل نظام الحكم هناك من نظام متخلف قبلي جائر إلى نظام يحاول تطوير وتحديث البلاد، وأن يكون في الوقت عينه مؤيداً للاتحاد السوفييتي، هنا، هنا كانت البداية في استعادة وإحياء الفكر التكفيري الإرهابي الذي شهده العالم الإسلامي في حقبات تاريخية ماضية، فتجندت كل القوى وأجهزة المخابرات الغربية والأميركية والإسرائيلية لتحيك المؤامرة الكبرى التي تستهدف في آن معاً الاتحاد السوفييتي نصير القضايا العربية والإسلامية المحقة، وأيضاً الشعوب الإسلامية، عندها تحول الحلفاء الطبيعيون إلى أعداء وأخصام، فبات الاتحاد السوفييتي والشعوب الإسلامية هدف واحد بحجر واحد، فاستعيدت مقولة الإسلام في مواجهة الشيوعية والإلحاد، وأصبحت أميركا والصهيونية وإسرائيلهما دول الإيمان بالله ورسله!».

أهمية الفعل الثقافي
ومن جانبه قال الدكتور نضال الصالح في ملف «المواجهة الثقافية والمواجهة المسلحة»: إن «هذه الندوة أعدت لها ونظمتها وزارة الثقافة، وما دمنا نتحدث عن المواجهة الثقافية التي كان على الوزارة والمؤسسات الثقافية الأخرى أن تبادر إليها منذ بدء ما يسمى زيفاً الربيع العربي الذي سبب تخريباً وتدميراً في الجسد العربي منذ ست سنوات أو تزيد، فالمؤسسات الثقافية العربية غائبة بإرادتها عما يجري في الشارع العربي، ولو كانت هذه المؤسسات قد نهضت بدورها على النحو الذي يجب أن تنهض به لما كان بالضرورة حجم الخسائر في الجسد العربي هكذا، عنيت أنها ستكون أقل من ذلك بكثير لذلك أود أن أحيي وزارة الثقافة في بلادنا التي تنبهت إلى أهمية الفعل الثقافي ليس من خلال الفعل الوظيفي وحده بل من خلال الفعل الثقافي القادر على أن يحدث تحولاً في الوعي أو تغييراً فيه أو مواجهة الوعي الزائف».

واقع إعلامي مأزوم
وعن دور وسائل الإعلام في صناعة الرأي العام ومواجهة الإرهاب قالت فيرا يمين: إنه «في البداية يكمن السؤال الأساس الذي يطرح هو: هل نملك فعلاً إعلاماً عربياً؟ والسؤال الأكثر إيلاماً هو هل لا يزال هناك عرب لنسأل عن إعلامهم؟ هذه البداية قد تبدو تشاؤمية ولكنها الأصح قراءة واقعية لواقع إعلامي مأزوم لناحية المؤسسات الإعلامية أو للإدارات الإعلامية أكثر منه لناحية الإعلاميين كأفراد، فنحن نمتلك الطاقات الإعلامية أكثر منه لناحية الإعلاميين كأفرد، ونمتلك الطاقات الإعلامية لكننا في المقابل نفتقر إلى الوسائل الإعلامية، ولدينا إعلاميون ونفتقد وسائل الإعلام، حتى عند الذين يدعون الديمقراطية لأن الأخيرة وكأي أمر آخر، نسبية وهم يدعونها لأنهم لا يملكون الموضوعية، ولو كان لدينا إعلام بقوة الميدان لاستطعنا ربما خلق ميدان إعلامي سيفه أمضى أحياناً من الرصاص لأن المواجهة المقبلة، وهي التحدي، هي في مواجهة الغزو الفكري الذي تحدث عنه أكثر من مرة الإعلاميّ الأول في سورية الرئيس الدكتور بشار الأسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن