سورية

وكالات إغاثة دولية «قلقة جداً» إزاء الوضع الإنساني المتدهور في مخيم «الركبان» .. روسيا تتهم أميركا بمنع وصول المساعدات: «المعتدلة» ستنتهي كداعش

| وكالات

بينما أعربت وكالات إغاثة دولية عن «قلقها الكبير» إزاء الوضع الإنساني المتدهور للنازحين في مخيم «الركبان» بمنطقة التنف، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بمنع وصول المساعدات إلى اللاجئين السوريين، وحذرتها من أن «المعارضة المعتدلة» التي تنشئها في شرق سورية سيتم القضاء عليها.
وقال «المركز الروسي للمصالحة» في قاعدة حميميم في بيان له: إن الوضع الإنساني صعب جداً في منطقة التنف على الحدود بين الأردن وسورية حيث تتمركز قوات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأضاف: إن وجود تلك القوات يحرم عشرات آلاف اللاجئين من تلقي المساعدات الإنسانية.
واعتبر البيان أن «أفعال الجيش الأميركي وما يعرف بـالتحالف الدولي انتهاك سافر للحقوق الإنسانية، ويمكن توصيفها بجريمة حرب».
كما قال نائب رئيس مجلس الدوما لشؤون الدفاع يوري شفيتكن: إنه يتعين مناقشة مسألة منع واشنطن وصول المساعدات للاجئين بمنطقة التنف السورية ضمن محادثات أستانا القادمة، وفي مجلس الأمن الدولي.
واعتبر أن الولايات المتحدة غير مهتمة بتحقيق الاستقرار في سورية ومنع وقوع كارثة إنسانية.
وأول من أمس لفت رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف في تصريحات صحفية إلى أن «المعارضة المعتدلة» التي تقوم أميركا على إنشائها وتضم «أسود الشرقية» وغيرها من الميليشيات ستنتهي كما انتهى سلفها (أي تنظيم داعش الإرهابي)، مؤكداً أن القوات الجوية الروسية «ستساهم بذلك».
وتنتشر «أسود الشرقية» وغيرها من الميليشيات المدعومة من أميركا في منطقة التنف.
وكان بونداريف قائداً لسلاح الجو قبل أن يقال منذ نحو شهر، حيث أصبح رئيساً للجنة الأمن والدفاع بالمجلس الاتحادي الذي يعد المجلس الأعلى في البرلمان.
وكان الجيش الروسي قدم دلائل مطلع الشهر الماضي على قيام الولايات المتحدة بدعم تنظيم داعش الإرهابي انطلاقا من منطقة التنف، في حين تدعي واشنطن أن «المعسكر الذي تستخدمه هناك قواتها الخاصة والبريطانية يستخدم لتدريب فصائل سورية تحارب التنظيم».
جاءت المواقف الروسية السابقة، بالترافق مع تصريح للسكرتير الصحفي للمفوضية السامية للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يينس ليركي نقلته وكالة «نوفوستي» للأنباء، قال فيه: إن «الوضع في مخيم الركبان ما زال فظيعا إذ هناك ما يقارب الـ50 ألف سوري يعيشون في حالة صعبة بالصحراء»، مشيراً إلى أن الوضع في المخيم سيتدهور بحلول الشتاء وهناك ضرورة ملحة لضمان الدخول إلى المخيم لتقديم مساعدات للمدنيين المهجرين.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت الجمعة أن الجنود الأميركيين في قاعدة «الركبان» غير الشرعية يرتكبون جريمة حرب وينتهكون القانون الدولي الإنساني عبر منعهم وصول المساعدات الإنسانية التي تسعى روسيا بالتعاون مع الحكومة السورية إلى تقديمها للمدنيين المهجرين المتضررين من التنظيمات الإرهابية في منطقة التنف.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الحالة الإنسانية «الأشد حدة لا تزال في منطقة التنف» بسبب واشنطن حيث يعمد الأميركيون عبر قاعدتهم «غير الشرعية في الركبان إلى حظر الاقتراب منها لمسافة 55 كم تحت طائلة التدمير والإبادة ما أسفر عن حرمان عشرات الآلاف من المهجرين السوريين من المساعدات الإنسانية في المناطق المتاخمة لمخيم القاعدة هناك».
من جهتها أكدت السكرتيرة الصحفية للجنة الدولية للصليب الأحمر يولاندا جاكيمي، وفق وكالة «سانا»، تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيم الركبان في حين أوضحت الناطقة باسم مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن «أولغا سارادو ميور» أن الوضع الأمني إلى جانب الأحوال الجوية السائدة أثرت على ترتيب الإيصال المنتظم للمساعدات الإنسانية إلى الركبان.
وكشف مدنيون فروا من منطقة التنف أن جنوداً أميركيين «عمدوا إلى إقامة مخيم جديد مؤخراً قرب قاعدة الركبان لإيواء الجماعات الإرهابية وقطاع الطرق الفارين من شرق القلمون والقريتين والبادية السورية ما جعل الأوضاع المعيشية والإنسانية شبه مستحيلة في المنطقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن