الأولى

أسعار عقارات حلب «سقفت»

| حلب خالد زنكلو

«سقفت» أسعار العقارات في حلب ببلوغها حدها الأعظمي بعد نحو سنة من استعادة شطر المدينة الشرقي وخروج الكثير من المضاربين من السوق التي بلغ هامش ربحها نحو 100 بالمئة في سابقة لم تعهدها المدينة قبلاً جعلت حلم تملك شقة سكنية، يراود الشريحة العظمى من الأهالي.
وفيما عزا متاجرون في السوق، لـ«الوطن»، تضاعف أسعار العقارات في الأحياء الشرقية من المدينة، إلى عودة سكانها إليها لإعادة بناء ما دمرته الحرب فيها بغية السكن فيها مجدداً، فسر هؤلاء صعود أسهم شقق غرب المدينة إلى عودة الأمن والاستقرار إلى أحيائها على الرغم من تراجع الطلب على استئجارها بسبب عزوف المهجرين عنها، ويؤثر معظم الحلبيين الاحتفاظ بعقاراتهم ولو من دون تأجيرها حيث أثبتت التجارب أنها أفضل طريقة لاستثمار الأموال بربحها السريع مقارنة بباقي أصناف التجارة الكاسدة.
والحال أن الكثير من أبناء حلب الذين آثروا السكن في طرطوس واللاذقية خلال الأزمة، عادوا إلى مدينتهم إثر استتباب الأمن، واشتروا عقارات فيها بعد أن باعوا عقاراتهم التي اشتروها في الساحل، ما أدى إلى حركة بيوع عقارية نشطة جعلت سوق العقارات أفضل مطرح للاستثمار.
وسارع تجار العقارات والكثير ممن استطاعوا الاحتفاظ بمدخرات، إلى المتاجرة بشقق الأحياء الشرقية التي شهدت عودة سريعة لسكانها مثل صلاح الدين والمشهد والسكري وبستان القصر والشعار، وحققوا أرباحاً جيدة قبل أن تتراوح ضمن هامش ضيق أخيراً.
وارتفعت أسعار الشقق في الأحياء التي تحوي أسواقاً تجارية مثل الفرقان وشارع النيل والموكامبو، بنسبة أعلى من غيرها ليتضاعف ثمن بعضها عشرة أضعاف مقارنة بسعرها قبل الحرب وثلاث مرات منذ تحرير المدينة من الإرهاب، إلا أن شقق الأحياء التي تقع على خطوط التماس مثل الزهراء وحلب الجديدة والحمدانية، لم تشهد ارتفاعات كبيرة لضعف حركتها التجارية.
أسعار المحال التجارية التي عادت الحياة إليها كما في التلل والعزيزية والقوتلي، استمر صعودها مسجلة أرقاماً قياسية منذ مطلع العام الجاري حتى بات رقم 3 مليارات ليرة سورية متداولاً في السوق بالنسبة للمخازن والمستودعات التجارية، وطلب صاحب خان عائد للأوقاف في محلة باب النصر، مبلغ مليار ليرة للفروغ مع أنه مهدم ويحتاج لترميم!
يقول مستثمرون لـ«الوطن»: إن سوق العقارات استقطبت معظم أموال الحلبيين في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي سينعكس سلباً في المستقبل على النشاط التجاري والصناعي الذي تتميز به مدينة جمدت رؤوس أموالها في العقارات ولفترة غير معلومة قبل أن تبدأ مرحلة إعادة الإعمار، بمشاريعها الضخمة ومنها السكنية، بشكل جدي، ولاسيما أن حلب تضم 23 منطقة مخالفات ستعيش نهضة عمرانية غير مسبوقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن