رياضة

منتخبنا الأولمبي بعد معسكري قطر وأندونيسيا … نتائج جيدة والحالة الدفاعية ما زالت مقلقة

| نورس النجار

يتابع منتخبنا الوطني تحت 23 سنة رحلة استعداده للنهائيات الآسيوية الأولمبية التي يلعب فيها منتخبنا الوطني بالمجموعة الرابعة مع منتخبات أستراليا وكوريا الجنوبية وفيتنام، وصنفت مجموعتنا على أنها الحديدية التي تضم أفضل المنتخبات الآسيوية، وعلى الرغم من ذلك فإن تحقيق إنجاز على صعيد البطولة ليس أمراً مستحيلاً ولا صعباً، طالما اجتمعت الجهود من أجل المنتخب ومن أجل تحقيق الطموح في هذه البطولة الآسيوية.
اتحاد كرة القدم استطاع تأمين عدد من المباريات الودية والمعسكرات فلعب منتخبنا مع قطر مرتين وتعادل 2/2 وفاز 3/1 ولعبنا مع أندونيسيا الأولمبي وفزنا 3/2 ومع الرجال فزنا 1/صفر.
وطبعا في المباريات الودية لا تهم النتيجة بقدر ما يهم الأداء لأن الغاية من هذه المباريات هي الوقوف على حالة المنتخب ومتابعة أخطائه ومعالجتها، وعلى الرغم من الانتصارين إلا أن الأداء لم يكن مرضياً وخصوصاً الناحية الدفاعية، حيث تلقى منتخبنا خمسة أهداف في ثلاث مباريات، ما يدل على أن المنتخب يسلك طريق ما عاناه منتخب الشباب قبله، وهذه المشكلة لابد أن تحل وخصوصاً أننا سنلعب مع منتخبات كوريا الجنوبية وأستراليا وهي تتصف بقدرتها على استغلال الهفوات الدفاعية.
وحسب تصريحات الكادر الفني للمنتخب، فقد حقق منتخبنا في هذين المعسكرين الفائدة المرجوة من خلال الاحتكاك مع منتخبات قوية لخلق الانسجام بين اللاعبين المحليين واللاعبين المحترفين في الخارج إضافة إلى النتائج المميزة، وشكر الاتحاد لتأمينه مباريات ودية ومعسكرات لمنتخبنا.
وشارك بمعسكر منتخبنا الأول اللاعبون المحترفون بالخارج وهم: أحمد عليان من الكويت وحمزة محناية من الإمارات وشادي الحموي من الأردن ومحمد مرمور من لبنان وعبد اللـه جنيات من قطر وزيد غرير من ألمانيا، ولم يستطيعوا المشاركة بمعسكر أندونيسيا بسبب التزامهم مع أنديتهم باستثناء زيد غرير وعبد اللـه جنيات.

ملاحظات
المنتخبات الوطنية مهمة جداً والمنتخب الأولمبي يجب أن يكون من الأولويات في أجندة اتحاد كرة القدم وهذا التفكير طبيعي لأي أحد يريد أن يعمل لمصلحة الكرة السورية، ومهما كانت نتائج هذا المنتخب فيجب التأكيد على أن الرعاية والاهتمام له حتى وبعد نهاية النهائيات ضرورة ملحة بحكم أن المنتخب هو رديف المنتخب الأول وسيكون النواة الحقيقية لمنتخبنا خلال السنوات القادمة.
من الحالات التي نشهدها بمنتخباتنا الوطنية والتي أصبحت مرضاً سارياً اختيار كوادر المنتخب بما تقتضي المصلحة الشخصية لاتحاد كرة القدم أو بما تمليه عليه الإمكانات المتاحة، وعدم التفكير بالكفاءة والخبرة والعقلية الاحترافية في قيادة المنتخب، الأمر الذي لا يحقق النتائج المرجوة ولا يحقق التطور المطلوب أيضاً، كما أنه يدعو لاستياء الشارع الرياضي، والمصيبة أن الاستياء يأتي بعد نهاية المشاركة ومهما كانت النتائج كما حصل مع منتخبنا الوطني الأول.
الشعور بالمسؤولية وتحملها أمر صحي فهو السبيل الأول لحل المشاكل والخلل في المنتخبات، وعلى لجنة المنتخبات الوطنية أن تتحلى بمسؤولياتها في اختياراتها للكوادر التي تقود المنتخبات.

رسالة حرص
نحن نخشى على منتخباتنا الوطنية جميعها، والأولمبي هو واحد منها ولا نريد أن يعاني الأولمبي ويضيع كما حدث قبله بمنتخبات الرجال والشباب والناشئين، فسوء الإدارة من اتحاد كرة القدم في التعامل مع المنتخبات الوطنية كان عنوان اتحاد كرة القدم مع البطولات والتصفيات التي شاركت بها منتخباتها ولم نحقق فيها المطلوب، ومما زاد فيها قضية الإمكانات المتاحة التي تبقى عائقاً أمام تحقيق اللا ممكن إلى ممكن، لتتم صناعة إنجاز في ظل الظروف المحيطة.
نعلم أن اتحاد الكرة عمل على إعادة هيكلة الدوري المحلي وحاول به الخروج من جلباب الأزمة إلا أنه حافظ على هذا الجلباب بما يخص المنتخبات الرديفة والقاعدية، فالرعاية والدعم ما زالا غائبين، والدراسة المتأنية كذلك.
في البداية الحالة الدفاعية الهشة واضحة في المنتخب الأولمبي وقبل الدخول بالنهائيات تحت 23 عاماً يجب الانتباه لذلك وحل هذه المشكلة التي على ما يبدو ستصبح مشكلة في منتخباتنا الوطنية، فقد شاهدنا معاناة منتخب الشباب خلال التصفيات وكيف كانت المعاناة بخط الدفاع.
لا بد أن نتحدث وبشكل مبكر أن الوقت فيه متسع لبداية النهائيات ولن يكون العذر مقبولاً من الكادر الفني والإداري للمنتخب أو من اتحاد كرة القدم، المنتخب بدأ استعداده منذ زمن بعيد والوقت أمامه جيد ليصحح كل الأخطاء. الكادر الفني للمنتخب تم اختياره وبدأ عمله ومسؤوليته النتائج ومسؤولية اتحاد كرة القدم العمل على نجاحه وتذليل العقبات أمامه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن