شؤون محلية

معاصر الزيتون تلوث مياه طرطوس والمعالجة تقتصر على المراسلات حتى الآن!

| طرطوس- الوطن

كالعادة.. يفاجئنا المطر كل سنة رغم أنه يأتي في موعده.. وكالعادة نتباكى على قطراته المسفوحة هباء إلى البحر ونحتار في إلقاء اللوم على من يتحمل مسؤولية تصريف المياه في شوارعنا التي تتحول إلى برك يعوم فيها البط!!
كما يتكرر مسلسل تلوث المياه بنواتج معاصر الزيتون «الجفت» بعد المطر وكأن قدرنا أن نتذوق حلاوة (النعمة) بمرارة (النقمة)!!.. بسبب التقاعس بالاستعداد لاستقبال خير السماء فكان نصيبنا «نقمة» الترهل والإهمال!!
وهذه السنة لم تشذ عن القاعدة ليس لأن موسم الزيتون وافر وإنما لعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المياه الجوفية من مصادر التلوث أو على الأقل لم تتم قراءة محاضر الاجتماعات الكثيرة المخصصة لهذه الغاية وتوصياتها التي تجعل من مياه الجفت سماداً لا مثيل له وتحولت إلى مجرد ورق مصفر في الأدراج لا يتذكرها حتى من حضرها.
وكالعادة أيضاً خرج مشروع مياه تيشور الذي يغذي 6 قرى عن العمل منذ نحو الشهر وحتى الآن والناس مازالت تعاني نتيجة ذلك.. أما السبب فهو تلوثه بمخلفات معاصر الزيتون والصرف الصحي. ونخشى أن تتحول نعمة المطر التي بدأت هذا الأسبوع إلى نقمة فالتدابير المتخذة في أغلب المعاصر واحدة وهي غير مجدية الأمر الذي يعني أن الخطر محدق بمياهنا الجوفية.. وللعلم فقط أنه وأثناء زيارة رئيس الحكومة وفريقه الوزاري ما قبل السابقة لطرطوس قمنا بسؤال وزير الموارد المائية عن هذه المشكلة بالتحديد وكان جوابه أن الاحتياطات والتدابير لعدم حدوث ذلك تم اتخاذها كما قيل له.. ونسأل ما هذه التدابير التي اتخذت؟
المدير العام تكليفاً للشركة العامة للصرف الصحي بطرطوس أحمد بدران أكد إرسال كتاب إلى محافظ طرطوس بتاريخ 30/8/2017 راجياً فيه التوجيه إلى الجهات العامة لإلزام جميع معاصر الزيتون في المحافظة بعدم رمي مخلفاتها من مياه الجفت في شبكات الصرف الصحي وكذلك في المسيلات المطرية والأنهار وبالقرب من الينابيع منعاً لحدوث أي تلوث في مصادر المياه السطحية والجوفية وذلك من خلال تحديد مواقع تكون آمنة على هذه المصادر المائية نظراً لاقتراب موسم قطاف ثمار الزيتون الذي يبشر هذا العام بكميات وفيرة، وبالتالي فإن عمل معاصر الزيتون ينتج عنها «مياه الجفت» وهذه المياه خطيرة من الناحية البيئية على مصادر المياه بأنواعها من ينابيع وأنهار ومياه جوفية ومسيلات شتوية وكذلك التأثير السلبي على محطات المعالجة في خربة المعزة وتعنيتا وخربة الفرس، وسيتسبب بخروج أي محطة عن الخدمة في حال وصول مياه الجفت إليها وقد حدث هذا سابقاً في محطة معالجة تعنيتا حيث خرجت المحطة المذكورة من الخدمة لمدة ستة أشهر بسبب القضاء على البكتيريا التي تقوم بالمعالجة البيولوجية ولإعادة الوضع إلى ما كان عليه يتطلب مدة لا تقل عن ستة أشهر كي تعود المحطة إلى العمل بشكل طبيعي وتعطي النتائج المطلوبة للمعالجة.. ومنعاً لحدوث مثل الحادثة المذكورة أعلاه في هذا الموسم.
وأوضح نزار لـ«الوطن» أن توقف مشروع مياه تيشور عن العمل بسبب التلوث لوجود معصرة في منطقة الفوار إلى الشرق من المشروع تقوم بصب مخلفاتها في جور ترابية وفي جور غير كتيمة بوساطة خراطيم بلاستيكية متشققة في عدة نقاط وتتسرب منها هذه المخلفات على سطح الأرض التي باتت مشبعة بهذه المواد والتي تتسرب بدورها إلى بئر ارتوازي مجاور عائد لصاحب المعصرة، وهناك معصرتان في ضهر مطرو تقومان بإلقاء مخلفات المعاصر في مجرور الصرف الصحي، وتمت مشاهدة هذه المخلفات بالعين المجردة وهي تسيل من المجرور العائد للقرية ضمن المسيل المؤدي الى مكان تواجد مشروع المياه تحت قرية تيشور.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن