الخبر الرئيسي

الغضب الشعبي الفلسطيني مستمر.. والموقف الرسمي العربي ضمن حدود التوقعات … المطران حنا لـ«الوطن»: المتآمرون على القدس هم ذاتهم الذين تآمروا على سورية

| مازن جبور – وكالات

وسط حالة من الغضب الفلسطيني الشعبي العارم، تتوالى ردود الأفعال الدولية المستنكرة، للخطوة الأميركية العدائية تجاه القدس المحتلة وقرار الرئيس دونالد ترامب الأخير ضدها، في وقت تراوحت فيه المواقف الرسمية العربية ضمن الحدود المتوقعة، دون تسجيل أي خروقات ترقى إلى خطورة وأبعاد ما يجري الترتيب له أميركياً وإسرائيلياً.
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، اعتبر أن الهدف من القرار الأميركي، هو تصفية القضية الفلسطينية، وأكد أن ذلك لن يحدث، مطالباً الحكومات العربية بطرد السفراء الأميركيين.
وفي اتصال أجرته «الوطن» معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال المطران حنا من القدس: «نقول دوما إن أميركا منحازة بشكل كامل لـ«إسرائيل»، وهذا الانحياز موجود منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم»، وأضاف: «أميركا هي سبب رئيسي وأساسي في الكوارث والأزمات والنكسات التي حلت بمنطقتنا العربية»، ولفت إلى أن الفلسطينيين يراهنون على سورية وقيادتها وشعبها، في الوقوف ضد القرار الأميركي بالاعتراف بفلسطين عاصمة أبدية لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: «أعتقد بأن الأموال النفطية الخليجية التي دمرت في سورية واليمن وفي أماكن أخرى في المشرق العربي، هي ذاتها الأموال التي يستخدمها ترامب لتمويل مشاريعه في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما في فلسطين والقدس بشكل خاص».
وإذ طالب «بطرد السفراء الأميركيين من العواصم العربية وقطع العلاقة الدبلوماسية مع أميركا»، شدد حنا على أن «المتآمرين على القدس والمخططون لابتلاعها هم ذاتهم الذين تآمروا على سورية والعراق وليبيا واليمن وغيرها، فعدونا واحد، ويتطلب أن نكون موحدين».
وكشف حنا أن «الاتصال مع السلطات الكنسية المسيحية في العالم حول فلسطين لم يتوقف يوما، وهناك اليوم مواقف مسيحية عالمية مؤازرة مشرفة تجاه ما يحدث في القدس»، متمنيا أن يتم إبراز البعد الإسلامي المسيحي لها، ومشيراً إلى كنيسة القيامة الموجودة في القدس والتي تعتبر من أهم وأقدم الكنائس، وأردف: «القدس بالنسبة لنا كمسيحيي فلسطين وكمسيحيي القدس وكمشرقيين هي قبلتنا الأولى والوحيدة وحاضنة أهم مقدساتنا».
كلام البطريرك حنا تزامن مع استمرار حالة الغضب الشعبي الفلسطيني، واشتعال الاشتباكات في مناطق عدة بالأراضي المحتلة، كذلك خرجت التظاهرات المنددة في عدد من الدول العربية والأجنبية.
في الأثناء دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، المجتمع الدولي ليقف إلى جانب فلسطين وحقها في تقرير المصير والقدس الشرقية عاصمتها، مؤكداً من القاهرة بحسب موقع «روسيا اليوم»، أن «الوقت حان للاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية بالأمم المتحدة»، وأن واشنطن لن تلعب أي دور في عملية السلام عقب قرار ترامب.
إلى ذلك أفادت وكالة «رويترز» بأن السعودية تمارس ضغوطاً من وراء الكواليس على السلطة الفلسطينية لتدفعها نحو تأييد خطة السلام التي يعدّها ترامب، ونقلت الوكالة عن مصادر فلسطينية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ناقشا الشهر الماضي خلال اجتماعهما في الرياض تفاصيل الخطة المسماة «صفقة القرن».
وأوضح مسؤول فلسطيني لـ«رويترز» أن الخطة، تنص على إقامة كيان فلسطيني في قطاع غزة وثلاث مناطق إدارية في الضفة الغربية، في المنطقتين «أ» و«ب» و10 بالمئة من المنطقة المصنّفة «ج» التي تضم مستوطنات.
وتابع «إن المستوطنات في الضفة ستظل كما هي، على حين لن يحصل الفلسطينيون على حق العودة، وستبقى إسرائيل مسؤولة عن الحدود».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن