سورية

رأت أن «قسد» لا تعبر عن الأكراد وأنها تصادر قرارهم … كريدي لـ«الوطن»: أنعى «جنيف» والتفاؤل الوحيد بما يمكن إنجازه داخلياً

| سامر ضاحي

نعت المتحدثة باسم «الجبهة الديمقراطية السورية» ميس كريدي الحوار السوري السوري في جنيف، واعتبرت أنه لا يرتبط بما يحصل داخل سورية، لكنها أبدت تفاؤلاً بما يجري على الأراضي السورية «سياسياً وحتى عسكرياً».
وأعربت عن تطلعها إلى «علاقات حوارية حقيقية بين قوى وطنية متكاتفة وتؤمن بالحفاظ على الوطن السوري سواء كانت في بيت أهلنا الأكراد أم في باقي القوى»، وشددت على أن «قوات سورية الديمقراطية- قسد» لا تعبر عن الأكراد في شمالي سورية إنما تصادر قرارهم.
ومن تونس حيث هي للمشاركة في مؤتمر «المرأة العربية تتحد من أجل السلام» قالت كريدي في تصريح لـ«الوطن» عبر برنامج «واتس آب»: «أنعى جنيف وأعلن إخفاقه وأنه في حال استمراره لن يؤدي إلى أي نتيجة». واعتبرت، أن هذه الأمور التي تحصل في جنيف ليست مرتبطة بالشأن الداخلي السوري لأن الشأن الداخلي السوري خارج الموضوع، وأوضحت، أن خلافي كمعارضة داخلية الآن مع السلطات في سورية، من أجل مزيد من الحقوق والحريات ومسارات ديمقراطية وتعزيز الشراكة السياسية، لم يعد مطروحاً ولم يكن أصلاً مطروحاً في جنيف على حين ما هو مطروح هو اقتسام كعكة دولية ليس له أي علاقة بمصلحة الشعب السوري.
ورأت كريدي، أن مباحثات جنيف مستمرة منذ فترة «دون جدوى وهذه ليست طريقة في الأداء السياسي، فهذه الطريقة تعلن عن صراع مفتوح أما التفاؤل الوحيد اليوم فهو بما يمكن إنجازه على الأراضي السورية ويتعلق بالعمل السوري الداخلي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً وحتى عسكرياً أمام الأداء الدولي ما دامت سورية ليست أكثر من غنيمة، وهذا تم التعبير عنه بلسان صريح من بعض الدول وبلسان غير صريح من دول أخرى».
وأوضحت: «حذرنا سابقاً مراراً وتكراراً من أن جنيف سيفشل وتوقعت في إحدى تصريحاتي أن نصل إلى جنيف 20 وكنا وقتها في جنيف 3 أو 4 والآن أعتقد أن جنيف يدار بأجندة سعودية لحد الآن ودائماً الوفد المفاوض بهوية سعودية وبمطالب سعودية يتبع لمنحى الصراع الكبير في المنطقة الذي تريد السعودية أن تشكل رأس حربة فيه ضد إيران وهذا يجعل الواقع في سورية مرتبط بمخاوف وهواجس السعودية دائماً من إيران ما يعزز طوال الوقت الصراع السني الشيعي».
واعتبرت أنه «إذا كان الصراع السني الشيعي سيأخذ دائماً هذا المنحى وبهذا الدعم العالمي بمعنى أن العالم يرى فائدة بصراع بهذه الضخامة من حيث إنه يعزز ويؤمن استمرار الحروب واستمرار السيطرة على ثروات المنطقة ويؤمن رسم خرائط اقتصادية جديدة للعالم وبمستويات مصلحية عالية، من هذا المنحى يصبح الصراع المفتوح أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية ومن ناحية استغلال المنطقة فمخاوف السعودية المؤطرة بإطار يعزز هذا الصراع يجعل من الصعوبة بمكان الوصول إلى حل سياسي». ورأت كريدي أن وجود أي فصيل معارض في جنيف ليس معبراً عن الداخل السوري واعتبرت أن هذه الفصائل تمثل فقط «الأجندة التي شرحتها».
وأضافت: «أما الحديث عن حوار سوري سوري فإنه يتطلب وجود فصائل معارضة بمطالب محلية، وليست شكلاً محلية إنما مرتبطة بمصالح دولية»، وتابعت: «الآن عندما يتم الحديث عن دستور وفق مصالح دولية بمعنى أنك تريد أن تعزز شكلاً من أشكال العلاقات السياسية المختلفة داخل سورية فهذه ليست أجندة سورية وإنما هذه أجندة تتعلق بنهب قدرات سورية بمعنى من هي الأطراف المسيطرة في الشمال؟ النفط سيكون بعهدة من؟ ومن سنتعامل معه؟».
وشبهت كريدي ما يحصل في شمالي سورية بما يحصل على باقي الأراضي السورية وهو ضمن البازار السياسي والعسكري على سورية ومشروع اقتسام المصالح والتناحر الدولي.
واعتبرت أن «قسد» لن تعبر عن الأكراد يوماً، إنما هي «حالة سياسية وعسكرية تصادر قرار الإخوة الأكراد في شمالي سورية»، وناشدت «القوى الفاعلة بين إخوتنا وأهلنا الأكراد أن يكون هناك اجتماع وطني وبحث وطني من أجل أداء وطني داخلي محلي لأن هذا الأداء الذي تحول إلى رسائل للخارج فهو بازار دولي كبير لا أتمنى أن يذهب ضحيته أحد من سورية ولا أتمنى أن يتحول أحد من القوى الموجودة في سورية أو التي تضم في صفوفها مواطنين سوريين إلى ورقة بازار دولي لأن أي ورقة مهما كانت قوية هي ورقة للاستهلاك في نهاية اللعبة».
وأعربت عن تطلعها إلى «شكل من أشكال المسؤولية وإيجاد التواصل وعلاقات حوارية حقيقية بين قوى وطنية متكاتفة تؤمن بالحفاظ على الوطن السوري سواء كانت في بيت أهلنا الأكراد أم في باقي القوى وعليها أن تجتمع لمصالح وطنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن