ثقافة وفن

إطلاق العرض الخاص لفيلم «رجل وثلاثة أيام» … شاهين: قضية ترسم في الخفايا حقيقة مستقبل أمة .. سعيد: الجانب الإنساني أخذ التركيز الأساسي

| وائل العدس- تصوير- طارق السعدوني

أطلقت المؤسسة العامة للسينما العرض الرسمي الخاص للفيلم الروائي الطويل «رجل وثلاثة أيام» إخراج جود سعيد في صالة سينما سيتي بدمشق.
ويروي الفيلم في واقعة حقيقية مستقاة من الأزمة التي تمر بها سورية أضيف إليها جو من الواقعية السحرية، حكاية رجل يطلب منه نقل تابوت يضم جثمان شهيد لأهله ويمر بعدد من المفارقات قبل أن يتمكن من نقل التابوت إلى ذوي الشهيد.
هذا الشهيد مات مثل كثيرين حصدتهم الحرب التي مرت وجعلت من صباحهم سواداً، مات «بيرم» ليحط رحال جثته بين يدي ابن خاله المخرج والممثل الذي الذي هاجر من القرية منذ زمن بعيد ليعيش بفوضى العاصمة يستلم الجثة ويعيش معها رحلة نفسية قاسية.
ويؤدي أدوار البطولة محمد الأحمد وربا الحلبي ولمى الحكيم وسارة الطويل وولاء عزام ومصطفى المصطفى وكرم الشعراني وحسن دوبا وعلا سعيد، إضافة عبد المنعم عمايري وعبد اللطيف عبد الحميد ضيفي شرف.
وحضر حفل الافتتاح كل من أسعد فضة وعباس النوري وزوجته الكاتبة عنود خالد وصفاء سلطان وغسان مسعود وسيف الدين سبيعي وريم وسمر عبد العزيز وأحمد الأحمد ولجين إسماعيل ومحمود نصر إضافة إلى أسرة الفيلم.

وداع سينمائي

في كلمته التي ألقاها مدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين قال: إنه لشيء جميل أن يكون وداعنا لهذا العام وداعاً سينمائياً، نطوي به صفحة عام، ونفتح صفحة عام جديد مقبل علينا وأنظارنا تشخص نحوه وملؤها التفاؤل والأمل بغدٍ أفضل ونصرٍ قريب بإذن الله.
وأضاف: «رجل وثلاثة أيام» فيلم جديد يعالج آثار الحرب السورية من وجهة نظر مختلفة، لمخرج طالما كان له أسلوب خاص في الطرح والمعالجة.
وأردف شاهين: معرفتي به تمتد لنحو تسع سنواتٍ خلت، بدأناها بالعمل على فيلمه الأول، منذ ذلك الوقت تلفتني الطريقة التي يعمل بها، المفعمة بكمٍ كبير من الخصوصية التي غالباً ما تكون متعبة لكل من يعمل معه، لأنها تعتمد في حقيقتها على التحريض الإبداعي، لكنها كانت دائماً الدليل الأوضح على أن سعة الخيال لا تتوقف عند الكلمات المكتوبة على الورق ما دام هنالك قوةٌ إبداعية محرضةٌ تعمل بأقصى طاقتها، لترسم ملامح مشهدٍ سينمائيٍ مختلف، يكتبه مبدعٌ، استكان إلى واقعه الافتراضي واستنبط منه ملامح هويته السينمائية. هذه الهوية التي تتأصل فيه تأصل الجذور بالأرض وترسم ملامح ماضيه وحاضره ومستقبله وتعبر عن انتمائه، وتعطي للمبدع سمات خاصة تميزه وتخصه بها.
وأكد أن مخرجنا اليوم يتميز بأنه مخرج مشاغب ومشاكس لكن مع شغبه يتميز بقدرة عالية على الإبداع، يحرك فينا مشاعر مختلطة لا تعرف المنطق، تأخذك موهبته إلى عوالم غريبة ومميزة في جدلياته السينمائية، يلامس قلبك أحياناً ويختبئ خلف جدارٍ عالٍ أحياناً أخرى، نتحسس فيه قدرةً عالية على محاكاة عميقة للحدث وأسلوبية متجددة في طريقة استخدام الأدوات السردية السينمائية والأدبية. هذا هو باختصار الصديق والمخرج جود سعيد. الرجل الذي عودنا المفاجآت، ليقدم لنا هذه المرة تجربة سينمائية فريدة في طرحها، «رجل وثلاثة أيام» جدلية مستفزة ومعقدة، مضحكة ومبكية، معيشةٌ بقوة وعن قرب من الكثير منا، تضعنا أمام حقيقة في مجتمع يعيش بعض أفراده الموت كلَّ يوم، ويعيش البعض الآخر بفضل الموت المتربص بأفراد ذلك البعض الأول، والمفارقة أن الإثنين يتقاسمان المكان والزمان، والجغرافيا بكل تفاصيلها. فعندما يصبح الموت صديقاً ملازماً لنا وعندما يحيا الميت فينا ويموت الحي، كيف يمكن أن تكون ملامح وجودنا الإنساني؟ وما الثابت والمتحول فينا؟
وختم بالقول: يغوص جود سعيد في هذا المعطى الوجودي بطرح مميز وقدرة عالية على المحاكاة، فيبدع في الأسلوب وعمق الطرح وطريقة المعالجة البصرية والسردية والسمعية. و«رجل وثلاثة أيام» قضية ترسم في الخفايا حقيقة مستقبل أمة كامل، عانت الكثير بسبب انعدام واحدة من أهم مقومات المجتمع الحقيقي عند البعض، ألا وهي الأخلاق، التي بسببها ما زالت سوريتنا الحبيبة تعاني.

فيلم متميز
من جانبه، أكد مخرج العمل أهمية ذلك الفيلم الذي يتميز عن بقية أفلامه الخمسة السابقة، لأنه يسلط الضوء على حكاية حقيقية وحادثة صغيرة بنيت عليها قصة الفيلم بالكامل، لافتاً إلى أن الجانب الإنساني أخذ التركيز الأساسي في هذا العمل، ومشيراً سيبدأ العرض الرسمي للفيلم خلال شهر آذار المقبل.

آراء من الفيلم
وبيّن الممثل محمد الأحمد الذي يجسد دور البطولة من خلال شخصية «مجد» التي تشبه حرباً فوضوية مملوءة بالأمراض ومفرزات الحرب، مؤكداً أن هذه التجربة الثانية له مع المخرج وهي تجربة مختلفة تماماً عن «مطر حمص»، وأنه بصدد التحضير لتجربة سينمائية ثالثة له مع المخرج جود سعيد بعنوان «درب السماء».
وكضيف شرف حل الممثل عبد المنعم عمايري بالفيلم تاركاً بصمة خاصة له، مؤكداً أن السينما عكس التلفزيون، حيث يكون المشهد مكثفاً بكثرة وليس عابراً، وأشار إلى مدى أهمية الشخص المتعامل معه حسب تعبيره «شخص تكون السينما بدمه»، على هذا الأساس لا مانع من القبول بتصوير ولو مقطعاً معه، مشيراً إلى أن السينما والمسرح شيئان مهمان في حياة الفنان.
ووصفت الممثلة لمى الحكيم تجربتها بالفيلم أنها تجربة مميزة ومرضية على كل الصعد، لما وجدت بها من تعب لكنها حققت النتائج المرضية، والسينما مهمة في حياتي لأنها تعتبر حالة توثيقية وفنية لجميع مجريات الحياة.
ويجسد الممثل كرم الشعراني شخصية «محمود» ابن الضيعة الذي يعيش بعادات وتقاليد هذه الضيعة، وهو الرفيق الثالث بين الأصدقاء، واصفاً هذه التجربة بالجديدة نسبةً لما قدمه من أدوار سابقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن