سورية

«الجبهة الديمقراطية» رأت أن مؤتمر سوتشي سيدفع جميع الأطراف نحو الحل السياسي … مرعي لـ«الوطن»: سيؤدي إلى سورية حديثة تحكم عبر حكومة وحدة وطنية تشاركية

| موفق محمد

اعتبرت «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة، أن مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقد في مدينة سوتشي الروسية، سوف يدفع جميع الأطراف نحو الحل السياسي الذي يضمن وحدة وسيادة سورية ونحو دولة مواطنة يتساوى بها الجميع والوصول إلى سورية حديثة تحكم عبر حكومة وحدة وطنية تشاركية.
ورأت أن تأكيد موسكو أن «لا مكان لمن يضع شروطاً مسبقة» في المؤتمر يحدد الحضور بالمعارضة الوطنية التي تعمل من أجل الوصول للحل السياسي، ولفتت إلى أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي الذي تشكل ميليشياته العمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» أصبح ذراع أميركية في سورية.
واختتمت يوم الجمعة الماضي الجولة الثامنة من محادثات أستانا، وأكد البيان الختامي الصادر عن الدول الضامنة، روسيا، إيران وتركيا عزمها على «التعاون بهدف عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في 29 و30 كانون الثاني 2018 بمشاركة كل شرائح المجتمع السوري.
وفي مقابلة مع «الوطن» أوضح أمين عام «الجبهة الديمقراطية السورية» التي تنشط في الداخل محمود مرعي، أنه «حتى الآن لم توجه الدعوات من الخارجية الروسية للمعارضة الداخلية وحسب معلوماتي أن الخارجية الروسية تدقق الأسماء مع الدول الراعية (لمسار أستانا) أي إيران وتركيا».
وسبق أن نشرت وزارة الخارجية الروسية في 31 تشرين الأول الماضي قائمة المدعوين الأولية وسحبتها في وقت لاحق.
وأعلن رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى محادثات أستانا الجمعة أن دمشق ستشارك بمؤتمر سوتشي، وقبل ذلك أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين ترحيب سورية بالمؤتمر وبما سيتمخض عنه من لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي وإجراء الانتخابات التشريعية بعدها بمشاركة الأمم المتحدة، مؤكداً موافقة دمشق على حضور هذا المؤتمر.
وقال مرعي: إن «الجبهة الديمقراطية السورية» ترى أن مسار سوتشي ممكن أن يكون بداية للحل السياسي لأن الدول الراعية لمسار أستانا هي الدول نفسها ومسار أستانا نتج عنه قضايا عملية مثل «مناطق خفض التصعيد» ومحاربة الإرهاب، وبالجولة الأخيرة تم بحث ملف المعتقلين والأسرى والمخطوفين».
واضاف: «لذلك نعتقد أن مسار سوتشي سوف ينتج عنه قضايا مهمة تتعلق بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وأن حضور عدد كبير من ممثلين الشعب السوري من المعارضة الوطنية والدولة السورية والنقابات وممثلين عن «مناطق خفض التصعيد» وبحدود 1500 مشارك سوف يعطي أهمية كبيره للقاء سوتشي».
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، السبت عن اعتقاده بأنه «سيتم (خلال المؤتمر) تشكيل لجنة دستورية تحصل على تفويض عام من الشعب، ولذلك سيكون هناك بين 1500 و1700 مشارك، وممثلي الشعب بأسره يعتبرون مصدراً للتشريع حول المسائل كافة، لما في ذلك بدء إصلاح دستوري وتحضير الدستور».
وذكر مرعي، أن مسار سوتشي سوف يبحث «قضايا تتعلق بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 ومنها تشكيل لجان لبحث تعديل الدستور والانتخابات وملف المعتقلين والأسرى والمخطوفين وإعادة الإعمار وملف المهجرين، ولذلك نرى أن مسار سوتشي يبدأ من سوتشي وسوف يصل إلى جنيف ثم إلى دمشق».
وكان رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانا ألكسندر لافرينتييف اعتبر أن المؤتمر «ينتظر كل من لديه نهج إيجابي»، وقال: «لو أوليتم اهتماماً للبيان المشترك لإيران، وروسيا، وتركيا، فإنه ينص على أن مؤتمر الحوار الوطني يرحب بكل ممثلي المعارضة السورية، الذين يؤيدون وحدة أراضي سورية، وسيادتها، ومحاربة تنظيم داعش، والطابع المدني للدولة، على الرغم من أنه يتم التشكيك في هذا البند».
وأضاف: «في حال كان لدى الناس تطلعات إيجابية فإننا مستعدون لاستقبالهم ومنحهم فرصة للقدوم، أما في حال أرادوا استخدام ساحة سوتشي من أجل رفع شعارات حول عدم مقبولية بقاء (الرئيس بشار) الأسد في السلطة، فأعتقد أنه لا مكان لهم هناك، لأنه سيكون من الواضح أن هؤلاء الناس يريدون استمرار النزاع المسلح».
وقال مرعي: «في سوتشي لا مكان لمن يضع شروطاً مسبقة، وهذا يحدد الحضور بالمعارضة الوطنية التي تعمل من أجل الوصول للحل السياسي وحقن الدماء والإفراج عن المعتقلين والأسرى والمخطوفين وكيفية مساعدة المواطن السوري بعكس المعارضة الخارجية التي تضع الشروط المسبقة وتنفذ الأجندات السعودية والأميركية وخاصة «منصة الرياض» التي عرقلت جولات جنيف من خلال التجميد والانسحابات من المفاوضات وأخيراً وضع شرط رحيل الرئيس الأسد وحكومته عند بدء المرحلة الانتقالية».
واستطاعت تركيا فرض فيتو خاص بها على مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» في سوتشي، ونقلت وكالة «نوفوستي» عن لافرينتييف قوله للصحفيين الجمعة: إن تركيا تعارض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديمقراطي لمؤتمر الحوار الوطني، والذي تعتبره فرعاً لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة إرهابية وتحاربه على أراضيها وفي الدول المجاورة منذ فترة طويلة».
وذكر مرعي: «نحن مع مشاركة الجميع بمؤتمر سوتشي من المعارضة والدولة السورية لكن حزب الاتحاد الديمقراطي أي قوات «قسد» أصبحت ذراع أميركية في سورية ونحن بالجبهة الديمقراطية السورية نرى أن حل المسألة الكردية في سورية يكون من خلال الدولة الوطنية السورية ومن خلال اللامركزية الإدارية الموسعة وليس من خلال الارتباط بأميركا وتنفيذ الأجندات الخارجية وأن طرح الفدرالية يعني تقسيم وتفتيت سورية وهذا الطرح مرفوض من المعارضة الوطنية ومن الدولة السورية».
وختم أمين عام «الجبهة الديمقراطية السورية» المقابلة بالقول: «أعتقد أن لقاء سوتشي سوف يدفع جميع الأطراف نحو الحل السياسي الذي يضمن وحدة وسيادة سورية ونحو سورية دولة مواطنة يتساوى بها جميع المواطنين بالحقوق والواجبات وسوف نصل إلى سورية الحديثة تحكم عبر حكومة وحدة وطنية تشاركية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن