ثقافة وفن

مخاطر التنافس بين الزوجين

| هبة الله الغلاييني

هناك ممارسات وسلوكيات يومية تقومين بها أنت وشريكك تنعكس إيجابا وسلبا على حياتكما معا، فالشريك يجب أن يكون مصدر سعادة، ولا يمكن إنكار أهمية الحياة الزوجية لكما، فهي مصدر الشعور بالأمان والراحة النفسية، خاصة لو أحسنت اختيار الشريك، فالعلاقة بينكما تبنى على الثقة والتعاون والتعهد بالعطاء، وتشجيع كل طرف للآخر، وطرد مشاعر الحقد والغيرة.
ومما لا شك فيه أن العصر الحاضر يشهد عقبات يمر بها الزوجان في مختلف مجالات الحياة، وقد اتسعت الدائرة لتشمل الجانب المهني والمادي والثقافي والاجتماعي. فيجب التعاون والتواصل بصورة دائمة، والتجرد من مشاعر الفردية والأنانية، فمثل هذه المشاعر تحطم الحياة الزوجية.
كما أن التفاوت بين الزوجين من الناحية العلمية والعملية، يؤثر أيضاً في الحياة الزوجية.
فقد أفادت دراسة اجتماعية أن المنافسة بين الأزواج تعد السبب الرابع من أسباب الطلاق على مستوى العالم، لأنها تتحول إلى مصدر للكراهية بينهما، وخاصة إذا كانت ممزوجة بالكبرياء والعجرفة من أحد الطرفين تجاه الآخر.
يرى الباحثون أن هناك أشكالا كثيرة للمنافسة بين الزوجين من ضمنها المنافسة في العمل، والمحاربة من أجل وصول كل طرف إلى مركز أعلى من الطرف الآخر، والتفرد باتخاذ القرارات المتعلقة باختيار الأصدقاء، وتنظيم العلاقة بين عائلتي الزوج والزوجة من دون الالتفات إلى ما يرغب فيه الطرف الآخر، ما يولد شعورا بالمرارة والإحباط في الأسرة وتفشي الخلافات بين الزوجين.
وأرجع الباحثون أن السبب في المنافسة يعود للنسب الأسري، والتباهي بالانتماء إلى أسرة مرموقة غنية، أو أكثر ثقافة في المجتمع.
مخاطر التنافس بين الزوجين:
أكد الباحثون في مجال العلاقات الزوجية أن من المقومات الأساسية لنجاح العلاقة الزوجية، وجود حالة من التوافق والتكافؤ بين الطرفين على جميع المستويات، سواء أكانت الاجتماعية أم العلمية أم الثقافية، وزواج اثنين يعملان في المهنة نفسها، قد يكون نعمة وقد يكون نقمة، وهذا يتوقف على مدى تفاهم الطرفين، لكن عندما يصل الخلاف إلى شكل سلبي، سيكون لديكما مشكلة في تحقيق هذا الهدف، فالأسرة لا بد أن تكون على رأس أولوياتكما لتزول معها أي خلافات.
وتشير دراسة اجتماعية إلى أن المجتمع حولك قد يكون له دور أساسي في التشجيع على الأنانية والفردية والتنافس بينك وبين شريكك، فتتحول المنافسة الشريفة إلى منافسة مدمرة تطيح بالأسرة بشكل كامل، وهذا تنافس سلبي، ولا يتمثل في العمل فقط، بل في كل شيء حتى الأبناء والبيت، وتقع المشكلة الكبرى عندما يتنافس كل طرف على تربية الأطفال، وفرض رأيه وسيطرته عليهم، وهو ما يؤثر بشكل سلبي في تكوين شخصياتهم فيما بعد، حيث تصبح شخصية طفلك مهزوزة وغير مستقرة.
يمكن تفادي المنافسة بينك وبين شريكك بطرق بسيطة منها:
١- استيعاب تميز الطرف الآخر، واعتبار إنجازه إنجازا للعائلة بشكل عام.
٢- إعطاء الوقت الكافي للعلاقة مع شريكك حتى تنمو وتزدهر، حيث إن الألفة الحقيقية تنمو ببطء.
٣- كوني مرنة، وحاولي أن تحفزي شريكك على النجاح.
٤- تجنبي الحديث بكبرياء، وعجرفة، وذلك في وصف نجاحك وتميزك.
٥- افسحي المجال لشريكك لممارسة حقوقه الأبوية مع الأبناء، والاتفاق معا على تربيتهم وتعليمهم.
٦- تقبلي فكرة الاختلاف، فلا يوجد اثنان في العالم يتفقان في كل شيء.
٧- إظهار الفرح والسعادة لنجاح الطرف الآخر.
٨- كوني مستمعة جيدة لما يحدثك به شريكك. لأن ذلك يعكس اهتمامك به ويشعره بأهميته.
٩- عدم الدخول بمنافسة مع الشريك إذا كان من النوع الحساس، أو الذي يقلب الأمور رأسا على عقب.
١٠- عدم مقارنة شريكك بالآخرين من ناحية الشخصية والإنجازات.
١١- التواصل مع شريكك بشكل مستمر، نظرا إلى أن دفء اللمسة الإنسانية يساعد على التخلص من آثار المنافسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن