ثقافة وفن

في ذكرى الميلاد

| د. اسكندر لوقا

من المؤكد أن تثير هذه المناسبة، مناسبة ميلاد السيد المسيح، العديد من الذكريات التي تحتضنها الذاكرة البشرية، وفي مقدمها عذابات شعبنا في فلسطين المحتلة، منذ قيام الكيان المدان بتهمة العنصرية في عام 1975 كما نعلم، على أرضية تأييد منظمة اليونيسكو القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار الصهيونية لوناً من ألوان العنصرية وحتى الساعة.
وفي سياق الذكريات، لا ينسى شعبنا العربي أن قضيته التي تعاني تبعات التآمر عليها منذ ما قبل العام 1948، منذ أيام بلفور وما بعده، لا ينسى أن له حقا في عودة أبنائه إلى أرضه المغتصبة، كما باقي الأراضي العربية المغتصبة ظلما واحتيالا، ومنها أرضنا السليبة في لواء الإسكندرونة على سبيل المثال لا الحصر.
إن الميلاد الذي نحيي ذكراه السنوية اليوم، يتخطى الاحتفالات التي ترافق الحدث إلى ما وراء الحدث، وإن يكن ذلك من أجل إشاعة الفرح في نفوس أطفالنا وشبيبتنا تذكيرا بحدث ولادة المخلص الذي عانى جبروت أعدائه الكثير إلى يوم الصلب مقابل ثلاثين قطعة من فضة جناها يهوذا الاسخريوطي من أعداء السيد المسيح ثم انتحر شنقا على غصن شجرة ندما لما اقترفته يداه..
في ذكرى ميلاد السيد المسيح، لا يمكن للمرء إلا أن يعود إلى الوراء، إلى يوم رحيله مع والديه إلى أرض مصر، هربا من تتبع العسس لهم إرضاء لرغبة الحاكم هيرودوس ملك اليهود الذي أمر بقتل الأطفال حديثي الولادة، فكانت رحلة العائلة بعيداً عن مكان ولادته، حتى عاد إلى بلدته بلدة الناصرة في فلسطين بعد مرور عامين على ابتعاده عنها.
إنها حكاية معاناة تذكرنا بمعاناة أهلنا في فلسطين المحتلة في هذه الأيام، كما معاناة أبناء شعبنا على امتداد جغرافية وطننا الحبيب حيث الدواعش وباقي فصائل الإجرام يؤدون الدور الذي أداه يهود زمن السيد المسيح إطاعة لمشغليهم مقابل الترغيب بالمال أو بغسل الدماغ لجهة الذهاب إلى الجنة كما هو الادعاء.
في ثنايا حدث ميلاد السيد المسيح العديد من العبر، في مقدمها الإيمان بأن الظلم لا يدوم، وأن المعتدي لا بد أن يدفع الثمن غاليا عندما تحين ساعة يقظة الضمير أو المحاسبة جزاء ما اقترفته يداه بحق أهل بيته.
وكل عام وأبناء شعبنا مدنيين عسكريين بألف خير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن