رياضة

جولة الوداع قبل انقضاء العام وسفر الأولمبي … الكبار لتعزيز مواقعهم والمتصدر في مهمة صعبة

| ناصر النجار

تختتم مباريات عام 2017 من الدوري الممتاز عند الأسبوع الحادي عشر فتقام خمس مباريات غداً وواحدة السبت، وسبق أن أقيمت مباراة مبكرة بين المحافظة والجهاد انتهت إلى التعادل 2/2، والختام المؤقت هذا يأتي بسبب سفر منتخبنا الأولمبي إلى الصين للمشاركة بالنهائيات الآسيوية.
وستحرص الفرق المشاركة على وداع طيب لعام يرحل عنا بعد أيام لتثبت مواقعها في الأمام بعيداً عن الخوف والحذر والترقب، وهذا ينطبق أولاً على كبار الدوري الذين سيجتهدون لتحقيق الفوز لتبقى الصورة على ما هي من دون تعديل يضر بالمنافسة، ويسعى المطاردون للهدف ذاته، فالفارق البسيط يمكن تعويضه، أما اتساع الفارق فقد لا يكون له حل سريع وقريب وهذا نجده تحديداً في لقاء الطليعة والاتحاد بنقاطه المضاعفة وفي لقاء الحرفيين مع النواعير، فأصحاب الأرض يطمحون بغزو مواقع الكبار ليكونوا أحد أركانه، ولا نستبعد المفاجآت هنا، فالطليعة قادر على إيقاف الاتحاد، وتشرين قادر على فرملة الجيش، والمجد لن يألو جهداً لإيقاف طموح الوحدة، والحرفيون طريقه معبد للفوز على النواعير والشرطة يمكنه إزعاج الوثبة، وإذا تحقق كل ذلك، فالكلام سيحلو عن صراع كبير على الصدارة وخريطة جديدة للدوري لن تعرف أولها من آخرها.
المواقف المظلمة هي مواقف الأندية المتأخرة التي لم يعد الوقت يسعفها وتتمنى أن تجد بصيص أمل لتجاوز ما هي فيه، والكلام يخص الشرطة وتشرين وهما ليسا بين المتقدمين ولا بين المتأخرين وخسارتهما ستضعهما مع المهددين، والكلام نفسه ينطبق على المجد وحطين والكرامة والنواعير، وهؤلاء عازمون على الوداع المفرح بنقاط إيجابية تقيهم شر المراكز المتأخرة ولو إلى حين.
المحافظة والجهاد ودعا الدوري مبكرين بالمباراة المبكرة، المحافظة بموقع لا يحسد عليه وله 11 نقطة ومباراتاه الأخيرتان ثقيلتان أمام الوحدة والاتحاد، والجهاد مازال أسفل القائمة بخمس نقاط وسيلعب مع الطليعة والمجد وفيهما كلام.

قمة المباريات
من الطبيعي أن تكون مباراة تشرين السادس (15 نقطة) مع الجيش المتصدر (20 نقطة) قمة المباريات لأسباب عديدة، فالمباريات التي جمعتهما مؤخراً كانت قمة وفاصلة، والفارق يمكن اختصاره إلى نقطتين حال فوز تشرين عائداً لساحة المنافسة، ولا نغفل أن أنس مخلوف مدرب تشرين كان مدرباً للجيش لعدة سنوات وهو ملمّ بالفكر والثقافة اللذين يقوم عليهما فريق الجيش، وهذا عامل جيد يمكن استثماره لمصلحة تشرين، لذلك فإن العوامل تصب لمصلحة تشرين الذي يجد في المباراة الأمل للخروج من دوامة الخسائر المتتالية، إضافة إلى ما سبق نذكر بعامل الأرض وضغط الجمهور ومؤازرته لفريقه، لذلك نعتقد أن المباراة ستسير لمصلحة البحارة الذين يأملون الوصول بالمباراة إلى شط الأمان.
الجيش ليس سهل الهضم، وهو قوي ومتين أينما لعب، وعنده الحلول المناسبة لكل المباريات، وهو اختصاصي بصيد الكبار كما فعل مع الوحدة والاتحاد بحلب ويعد العدة لمباراة كبيرة يأمل أن يكون صيدها وفيراً، وهو لن يألو جهداً ليخرج فائزاً والتعادل قد يفقده الصدارة.
مبارياتهما السابقة حملت الكثير من الحساسية والخشونة والعصبية والتي لم تنته إلا بالبطاقات الصفراء والحمراء والعقوبات، ونأمل أن تخرج مباراة الجمعة عن هذه الصبغة، في الموسم الماضي فاز الجيش 2/1 وسجل هدف الفوز رضوان قلعجي د92 بعد أن سجل مؤيد الخولي وأحمد بيريش وإياباً تعادلا سلباً.

متاعب الجيران
الوحدة الوصيف (19) نقطة تنتظره مباراة صعبة مع المجد العاشر (12) نقطة، وصعوبة المباراة تكمن بالجيرة التي توقع الفريقين بحيرة، وهي طبيعة مباريات الجيران التي تلغي الفوارق وترى الأمور فيها تسير على غير هدى أو قانون.. المجد يلعب بشكل جيد ويؤدي مبارياته بمستوى معقول ومقبول لكن تنقصه اللمسة الأخيرة التي أفقدته الكثير من النقاط، وما يحتاجه أمام الوحدة التوفيق والحظ، وهذا ما لم يجده في مباراة الجيش فخسر بصعوبة، لا شك أنها مباراة صعبة جاءت بعد مباراة صعبة، وخسارة أخرى للفريق قد لا يطيقها لأنها ستحرجه وستضعه بغير ما يأمل ترتيباً، لذلك سيقدم كل ما يستطيع للحصول ولو على نقطة مفيدة أفضل من خسارة مرّة.
الوحدة يدرك صعوبة المباراة وأهميتها وعقدة جاره، وتوقيتها غير المناسب يجعله يزج بكل أوراقه ليرتقي للصدارة إن تعرقل منافساه، وهي أمنية سيلعب عليها، وسلاحه مؤازرة جمهوره الذي لن يغيب هذه المرة لكون المباراة على أرض المجد بملعب تشرين.. ذهاباً فاز الوحدة بهدفي أسامة أومري ورجا رافع وتعادلا إياباً بهدف لمحمد غباش مقابل هدف أحمد قضماني.

إعصار لا يهدأ
الطليعة الرابع (17) نقطة يستقبل الاتحاد الثالث (19 نقطة) في مباراة النقاط المضاعفة، وغزوة الاتحاد لحماة محفوفة بالمخاطر وخصوصاً أن إعصار العاصي بحركة دؤوبة مستمرة لاقتلاع النقاط من خصومه حتى وصل إلى حافة الكبار، وها هو اليوم يراوده حلم كبير بالفوز ليستمر بصعوده وصولاً إلى مركز لم يصله منذ سنوات، وهذا حق مشروع قادر على تحقيقه إن عرف التعامل مع ناد بحجم الاتحاد وحجم نجومه، المباراة ستكون جماهيرية كبيرة بتشجيعها ومؤازرة جمهور الفريقين وستمنحهما الحافز الإيجابي لعطاء أفضل.. الأهم الذي نود إضافته أن الخطأ أمام الاتحاد مرفوض فأي خطأ سيستثمره ليسجل ويتباهى بما سجل، وقوة الاتحاد تكمن بتوازن خطوطه، وضعفه واضح في الجهة الأمامية، وشهيته التهديفية ما زالت ضعيفة، وحسم المباراة بحاجة إلى استثمار أفضل للفرص، والاتحاد رغم صعوبة المباراة إلا أنه يبحث بجدية عن الفوز فيها، فقد تكون سبباً بصدارته.. في الموسم الماضي فاز الاتحاد بهدفي نصوح نكدلي ذهاباً وتعادلا في حماة بهدفي خالد دينار مقابل هدفي إبراهيم الزين وعبد اللطيف سلقيني إياباً وجميع المسجلين غائبون.

هدير لا يتوقف
الحرفيون الخامس (17 نقطة) يستقبل النواعير قبل الأخير بـ10 نقاط، والآمال تراود المضيف بفوز صاعق سيكون كارثة على الكبار ومصيبة على الضيف لأنه سيبقيه متأخراً.. انتصارات أصحاب الأرض تأتي من باب التحدي والعزيمة والإصرار التي يتمتع بها لاعبوه لإثبات وجودهم بين الكبار وهو ما تحقق حتى الآن، والاستمرار يعني البقاء على الشاكلة ذاتها قبل دخول الغرور نفوس لاعبيه فيضيع ما جنوه بطرفة عين، فالمنافسة ساخنة والفوارق بسيطة.
النواعير ظهر بحالة جيدة، ونال حصته من الانتصارات مؤخراً ليكسب الأمل بالخروج من المراكز الأخيرة، وهو مدعو لاختراق الحصانة الدفاعية لمستضيفه والتسجيل والعودة بنقاط المباراة حتى يفرح جماهيره التي تنتظر خبراً ساراً.. الحرفيون قادم نحو فوز آخر، والنواعير يريد إيقافه وما بين طموح الفريقين فإن التعادل قد يكون سيد الأحكام.

حفظ ماء الوجه
الشرطة السابع (15 نقطة) يستضيف الوثبة الثاني عشر بـ10 نقاط، الفريقان جريحان من خسارتي الأسبوع الماضي، فالشرطة خسر بالثلاثة أمام الوحدة بعد أن قدم أسوأ ما يمكن تقديمه، والوثبة خسر أمام الجهاد الأخير بهدف، ولم تكن هذه الخسارة بالحسبان.. فرد الاعتبار هو هاجس الفريقين لتغيير الصورة المهزوزة التي ظهرا عليها، ولتعويض الإخفاقات الأخيرة، وخصوصاً الوثبة الذي لم يذق الفوز منذ الأسبوع الرابع.
أفضلية الشرطة نسبية، ومع ذلك فالمباراة محفوفة بالمخاطر إن لم يكن دفاع الشرطة بيومه، والوثبة قادر على تعويض ما فات إن استغل ضعف دفاع الشرطة وهفواته، وإن حرص على فوز يحفظ له ماء وجهه أمام جمهوره.. في الموسم الماضي فاز الشرطة ذهاباً بهدفي أحمد الأسعد وفاز الوثبة إياباً بهدف عبد الرزاق البستاني.

رد الاعتبار
الكرامة الثامن يستضيف حطين التاسع وكلاهما (12 نقطة) بمباراة لا تقبل الحلول الوسط في إطار سباق الفريقين نحو الخروج من المناطق الخطرة.. الكرامة بوضع حرج أمام جماهيره وهو يتلقى الخسارة تلو الأخرى أمامها، كما أنه بموقف صعب أمام حطين ليرد اعتباره من خسارتيه الموسم الماضي ذهاباً بهدف أحمد كلزي وإياباً بهدفي معتز كيلوني وأحمد حاج محمد مقابل هدف عبيدة السقي، لذلك ستكون المباراة للكرامة مصيرية قبل إعادة ترتيب أوراقه في فترة استراحة الدوري.. الحوت انتفض وبدأ يحصد الانتصارات والنقاط، ومع ذلك فما زال موقعه لا يتناسب مع حجمه وسيسعى جهده لإكمال مسيرته الناجحة.
سعي الفريقين للفوز سيكون واضحاً وسنشهد مباراة هجومية، والفوز حليف الفريقين كأمر متوقع، وقد يكون التعادل حلاً يرضي الضيوف ولا يرضي المضيف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن