رياضة

بانوراما كرة القدم 2017 حول العالم.. ميسي ورونالدو يواصلان كتابة التاريخ وخماسية للريال … إيطاليا تفقد مقعدها المونديالي والمانشافت بطل القارات … العرب يستعيدون الهيمنة إفريقياً ومقعد مونديالي وحيد آسيوياً

| خالد عرنوس

كما في نهاية كل عام نقوم بجردة سريعة لأهم أحداث كرة القدم في العالم وشهد عام 2017 الذي ودعناه رسمياً قبل ساعات عدداً من البطولات الموسمية العادية وأيضاً بعض بطولات الفيفا ولا شك أن كأس القارات التي استضافتها روسيا جذبت الأنظار إلا أن التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2018 كانت الحدث الأبرز ولاسيما أن نصف الدنيا كان يتابع منتخباته فخرج قسم منهم فرحاً بالوصول إلى العرس العالمي وآخر حزن وإذا كان الجمهور السوري على سبيل المثال نال قسماً من الغم بسبب خسارة فرصة تاريخية في الخطوة قبل الأخيرة فإن غياب الطليان أصاب شريحة أوسع على اعتبار أن عشاق الآتزوري لا يقتصرون على الشعب الإيطالي.
أرقام تاريخية وبطولات مثيرة وحكايات مفرحة وحزينة هي الحصيلة التي خرجنا بها من عام أصبح في عداد الماضي نرصد أهمها (باختصار) في السطور التالية.

بطل بكل المقاييس
بغياب بطل النسخة الأخيرة وزعيم البطولة السيليساو البرازيلي أقيمت منافسات النسخة العاشرة من كأس القارات على الأراضي الروسية بمثابة بروفة للمونديال القادم وكانت معظم التوقعات تشير إلى بطل جديد أو تتويج التريكولور الوحيد بين المشاركين الذي سبق له التتويج باللقب، لكنه بقي خياراً ثانياً في ظل حضور اللاروخا التشيلياني بطل أميركا الجنوبية والسيلسيكيون البرتغالي بطل أوروبا والمانشافت الألماني بطل العالم وفي النهاية استطاع الأخير تحت قيادة مدربه الخبير يواكيم لوف الظفر بالكأس على الرغم من مشاركته بفريق من الصف الثاني.
بطل العالم بدأ البطولة بالفوز على أستراليا 3/2 ثم تعادل مع تشيلي بهدف لمثله وأنهى الدور الأول متصدراً بالفوز على الكاميرون 3/1 وفي نصف النهائي تخطى المكسيك 4/1 وفي النهائي تغلب على اللاروخا بهدف يتيم، ولم يكتف المانشافت بالكأس فتوج لاعبه يوليان دراكسلر أفضل لاعب وتنافس زملاؤه تيمو فيرنر وليون غورتزكا ولارس ستيندل على الحذاء الذهبي برصيد 3 أهداف لكل منهم إلا أن الجائزة كانت من نصيب فيرنر بفضل تمريرتين حاسمتين.

الآتزوري والمونديال
هي قصة لم تحدث سوى مرة واحدة فالآتزوري الإيطالي بطل كأس العالم أربع مرات ووصيف حامل اللقب مرتين لم يغب عن العرس العالمي سوى مرتين، الأولى برغبة مسؤولي الكالشيو عندما لم يشاركوا في النسخة الأولى والثانية عندما سقطوا بتصفيات 1958 وبعد 60 عاماً من ذلك الحدث الجلل بتاريخ إيطاليا الكروي تكرر هذا الأمر ففشل الأزرق ببلوغ النهائيات العالمية بعدما احتلاله المركز الثاني في المجموعة الأوروبية السابعة وراء اللاروخا الإسباني الذي فاز عليه 3/صفر بعد تعادلهما ذهاباً 1/1 ليذهب الآتزوري إلى الملحق وهناك واجه البلاغولت السويدي الذي فاز ذهاباً في استوكهولم بهدف ليعود ويتعادل سلباً بالطريقة الإيطالية في ميلانو ما كان كافياً لبلوغ المونديال ومنع الآتزوري من المشاركة للمرة الثالثة فقط بتاريخه ويحرم العالم من مشاهدة أحد أركان المونديال الأساسيين ليغيب الطليان عن بطولة كبيرة للمرة الأولى منذ يورو 1984.

الطواحين لن تدور
ولن يكون الآتزوري وحده الذي سيفتقده المونديال فهناك البرتقالي الهولندي بعد إخفاق ثالث العالم في النسخة الأخيرة في الوصول إلى أكثر من المركز الثالث في المجموعة الأولى بعد الديك الفرنسي الذي حجز البطاقة الأولى إلى موسكو والسويدي الذي سجل مفاجأة التصفيات الأكبر فيما بعد، ويأتي غياب منتخب الطواحين للمرة الرابعة منذ سجل إنجازه الأكبر ببلوغ النهائي مرتين متتاليتين (1974 و1978) وبعد عامين على إخفاقه بالوصول إلى نهائيات اليورو ليسجل التاريخ نهاية سوداء لجيل كامل من النجوم المميزين.
ومقابل غياب الطليان والهولنديين سيكون منتخبا آيسلندا وبنما ضيفي المونديال الجديدين حيث نجح فريق الجزيرة الأوروبية الشمالية بمواصلة تألقه في تصفيات ثم نهائيات يورو 2016 محققاً مفاجأة كبيرة بتصدره المجموعة التاسعة على حساب كل من كرواتيا وأوكرانيا وتركيا، أما المنتخب البنمي فنجح بالحلول ثالثاً في الدور النهائي للكونكاكاف ويحسب له أنه أحد الذي أبعدوا الولايات المتحدة عن البطولة للمرة الأولى منذ 1990.

عودة عربية
وليس بعيداً عن التصفيات العالمية فقد كان عاماً عربياً بامتياز حيث سيشهد المونديال الروسي حضوراً غير مسبوق لأبناء لغة الضاد بوجود كل من السعودية ومصر والمغرب وتونس وكلهم ممن سبق لهم المشاركة بكأس العالم، وإذا كان الأخضر السعودي الناجح الوحيد من القارة الآسيوية بحلوله وصيفاً لليابان في المجموعة الثانية في الدور الحاسم مستفيداً من فارق الأهداف التي ميزته عن الأسترالي عقب فوزه على الساموراي الأزرق في المباراة الأخيرة بهدف فإن التصفيات الإفريقية شهدت تألقاً كبيراً وخاصة من قبل أسود الأطلس الذين انتزعوا بطاقة التأهل من عرين منافسيهم المباشرين أفيال ساحل العاج ليتصدروا المرحلة النهائية دون خسارة حالهم حال نسور قرطاج التوانسة الذي تفوقوا على منتخبي الكونغو الديمقراطية وغينيا.
أما المنتخب المصري فقد تأهل عن جدارة واستحقاق مستفيداً من تفوقه على الكونغو وغانا وأوغندا بفضل جيل متألق من المحترفين الذي سطعوا مع أنديتهم وعلى رأسهم محمد صلاح وكان أبناء النيل استهلوا العام بعودتهم إلى كأس إفريقية وفيها استطاعوا بلوغ المباراة النهائية ليخسروها أمام الكاميرون.

الإنكليز.. أخيراً
شهد العام المنصرم بطولتي الفيفا للفئات العمرية (الشباب والناشئين) والغريب والجديد فيهما تألق أم اللعبة (إنكلترا) فوصل أشبالها في البطولتين إلى اللقب الأول، ففي مونديال 20 سنة بكوريا الجنوبية سجل نصف النهائي مفاجآت كبيرة بحضور كل من إيطاليا وفنزويلا للمرة الأولى ومعهما إنكلترا والأورغواي اللتان لم يسبق لهما التتويج بأي بطولة على مستوى الصغار واستطاع منتخبا انكلترا وفنزويلا بلوغ النهائي للمرة الأولى وفيها تفوق الإنكليز وفازوا 1/صفر واكتفى الطليان بالمركز الثالث بفوزهم على الأورغواي بركلات الترجيح 4/1 بعد التعادل السلبي.
وفي مونديال الناشئين (17 سنة) الذي أقيمت نسخته الـ17 في الهند أكمل الإنكليز تألقهم فتأهلوا للنهائي عقب تخطي أبناء السامبا البرازيليين في نصف النهائي (3/1) قبل أن يفوزوا على الإسبان في النهائي 5/2 وحل البرازيليون ثالثاً بالفوز على مالي 2/صفر.

خماسية ملكية
للمرة الأولى حاز ريال مدريد خمسة ألقاب من ستة متاحة فعقب تتويجه باللقب 33 على مستوى الدوري الإسباني أصبح أول فريق يحتفظ بكأس دوري أبطال أوروبا منذ تعديل نظامها مطلع التسعينيات ونال كأس السوبر الأوروبية بتغلبه الجدير على مانشستر يونايتد الإنكليزي 2/1، ليعود بعدها ويحصد كأس السوبر المحلية بشكل أكثر جدارة بفوزه على غريمه الأبدي برشلونة (ذهاباً وإياباً) وأخيراً استطاع الاحتفاظ بلقب مونديال الأندية في الإمارات عقب فوزه على الجزيرة الإماراتي 2/1 ثم غريميو البرازيلي 1/صفر في النهائي.

متفرقات
وعلى صعيد البطولات القارية استطاع مان يونايتد بدور التتويج باللقب الأوروبي الناقص في سجله بفوزه بكأس اليوروباليغ عقب تغلبه في النهائي على أياكس الهولندي 3/صفر.
وفي آسيا أخفق الهلال السعودي باستعادة لقب دوري أبطال آسيا للعرب بخسارته أمام أوراوا ريد الياباني 1/صفر عقب تعادلهما 1/1 في الرياض، وعلى العكس في إفريقية كان نصف النهائي عربياً خالصاً وفي النهائي اجتمع الأهلي المصري مع الوداد المغربي ونجح الأخير بخطف اللقب.
وبما أننا نتحدث عن الأندية فقد نجح بطل ألمانيا وزعيمها بايرن ميونيخ بالحفاظ على لقبه للمرة الخامسة على التوالي بالدوري المحلي وهو حدث غير مسبوق وهو ما فعله اليوفي في إيطاليا بتتويجه للمرة السادسة على التوالي، أما في إنكلترا فقد توج تشيلسي بالبريميرليغ بفضل خاص للمدرب الإيطالي كونتي في موسمه الأول خارج بلاده، وفي إسبانيا استعاد الريال لقب الليغا بعد غياب أربعة مواسم بفضل سياسة زيدان المدرب الفرنسي، وفي فرنسا اقتنص موناكو اللقب من باريس سان جيرمان الذي سيطر على مقدرات الليغ آن لأربعة مواسم متتالية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن