سورية

«سورية أولاً»: ما يجري في إيران لن يؤثر على دورها في «سوتشي»

| سامر ضاحي

اعتبر حزب «سورية أولاً»، أن أحداث الشغب في إيران جزء من حرب واسعة تشن على أطراف المحور الذي حارب الإرهاب فعلياً، مقللاً من إمكانية تأثيرها بشكل كبير على دور طهران في مساري أستانا وسوتشي لأن الخيارات الإستراتيجية لإيران محسومة في الملف السوري.
وحزب «سورية اولاً» هو حزب مشهر وقيد التأسيس في الداخل وينتشر أعضاؤه في نحو 10 محافظات، بحسب ما بين رئيس الهيئة التأسيسية للحزب سلمان شبيب.
وقال شبيب لـ«الوطن»: إن نجاح مؤتمر الحوار في سوتشي لا يرتبط برغبة الأطراف السورية بالحوار ولا بتوافر الإرادة لديها لإنجاحه، وإنما بتوافر رغبة صادقة وجدية لإنجاحه لمروحة واسعة من الدول المؤثرة في الأزمة السورية.
واعتبر، أن روسيا تعمل على هذا الأمر بجدية لإزالة كل العقبات والتحفظات من طريقه ونجحت إلى حد ما في طمأنة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بأن سوتشي لن يكون بديلاً من جنيف، وأشار إلى أن المسؤولين الروس أكدوا رغبتهم بأن يكون سوتشي تحت رعاية أممية ونجحوا في إزالة بعض الهواجس الإيرانية.
ولفت شبيب إلى أن السعودية وتركيا وأميركا هي «جبهة تعطيل ثلاثية» لحوار سوتشي رغم كل ما بذلته روسيا لإشراكهم في جهود الحل.
وقال: تبقى جبهة التعطيل الثلاثية أميركا وتركيا والسعودية باعتبار الموقف الأوروبي صدى للموقف الأميركي ومن الصعب ضمان موقف هذا الثلاثي رغم محاولات الاستيعاب الروسية إذ أعطيت السعودية أكثر من شهادة حسن سلوك من المسؤولين الروس وتم إشراك تركيا وإيران بتوجيه الدعوة لسوتشي كدول ضامنة وقبلت روسيا استبعاد الأطراف الكردية التي تضع عليها تركيا «فيتو» وتحاول تليين الموقف الأميركي من خلال التفاهمات المتعددة ووضع سوتشي تحت رعاية أممية، لكن الواضح أن هناك مخاطر جدية تواجهه خاصة بعد التصعيد الأميركي والتوتر الذي يسيطر على العلاقة الروسية الأميركية وبعد المواقف التركية الأخيرة التي تشي بتغير في التموضع التركي.
وأعرب شبيب عن اعتقاده، أن سوتشي بصيغته المعلنة وبالعدد الكبير للحضور سيعقد لمرة واحدة وهذا العدد هو لإعطاء شرعية شعبية تمثيلية لما سينتخب فيه من لجان وخاصة اللجنة الدستورية والهيئة القيادية للحوار وربما لجنة ثالثة للانتخابات، وربما غيرها.
وإن كان هناك علاقة بين توقيت اندلاع أحداث الشغب في إيران والانفراجة التي تشهدها الأزمة السورية، قال شبيب: لا يمكن عزل ما يجري في إيران عن مجمل التطورات المتسارعة والملتهبة في المنطقة إذ لا يمكن تصور أن تتراجع أميركا عن مخططها الإستراتيجي لإعادة رسم خرائط المنطقة وأن تسلم بفشل أدواتها الإرهابية في إسقاط الدولة السورية وهذه الاضطرابات المدعومة أميركيا وسعوديا وإسرائيليا بشكل واضح وصريح هي جزء من حرب واسعة تشن على كل أطراف المحور الذي حارب الإرهاب فعليا، وتوقع أن تزداد هذه الحرب ضراوة وخاصة على إيران التي يبدو أنها أصبحت في عين العاصفة وأنها أحد الأهداف الرئيسية لمجيء ترامب رئيسا لأميركا.
واعتبر أن تأثير الأحداث في إيران على فعالية الدور الإيراني وانعكاس ذلك على مسارات التسوية السورية مرتبط إلى حد كبير بمدى تطورها والاتجاهات التي ستأخذها، وأضاف: لا أعتقد أن ما يحدث في إيران يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مساري أستانا وسوتشي لأن الخيارات الإستراتيجية لإيران محسومة في ملفات المنطقة وخاصة الملف السوري وهو بيد المرجعية العليا التي تدرك جيداً أن المحور كله هو مستهدف وإظهار أي وهن أمام الضغوط سينعكس على إيران بشكل كبير.
وبين، أنه ورغم قوة النظام الإيراني ورسوخه إلا أن ما جرى حتى الآن شكل هزة كبيرة وخطرة وأن إيران ليست فقط من الدول الضامنة لمساري أستانا وسوتشي بل هي داعم رئيسي لسورية في كل المجالات وشريك أساسي في محاربة الإرهاب.
وأمل في أن تستطيع إيران تجاوز هذه الظروف بتلبية المطالب المحقة للشعب الإيراني وضرب أيدي القوى المتآمرة التي تريد ضرب الاستقرار في إيران وإضعاف الدور الإيراني في دعم قوى المقاومة ومحاربة الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن