سورية

إحباط تسلل لـــ«النصرة» في الرستن.. ومصالحة تتحضر في جباتا الخشب … مدحلة الجيش تسير بخطا متسارعة في إدلب

| حمص- نبال إبراهيم – حماه- محمد خبازي – الوطن- وكالات

تابع الجيش العربي السوري تقدمه السريع والكاسح في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقضم المزيد من القرى من قبضة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، لتصل إلى 87 قرية منذ بدء هجومه في تشرين الأول الماضي، في وقت أردى فيه العديد من المسلحين باستهدافات جوية في ريف حماة، وأحبط تسللاً للتنظيم في محافظة حمص.
وفي التفاصيل، سيطرت أمس وحدات من الجيش والقوات الرديفة على قرى حوا وتل عمارة ومنطقة رسم سعيد في ريف إدلب الجنوبي الشرقي المحاذي لحدود محافظة حماة الإدارية، وذلك بمؤازرة الطيران الحربي وفي اشتباكات ضارية مع «النصرة» وميليشياتها التي تكبدت خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وكانت الوحدات المشتركة ذاتها سيطرت أول من أمس على قرى الشيخ بركة وأم مويلات واللويبدة الشرقية والناصرية بريف إدلب الجنوبي.
وأقرَّت تنسيقيات المسلحين على صفحاتها بهزيمة المجموعات الإرهابية مرغمة، وقالت: إن الجيش العربي السوري سيطر على قرى حوا وتل عمارة والشيخ بركة وأم مويلات واللويبدة الشرقية والناصرية جنوبي إدلب. من جانبه أكد «الإعلام الحربي المركزي»، أن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على قريتي أم الهلاهيل وسرجة شرقية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد مواجهات مع جبهة النصرة والميلشيات المرتبطة بها.
في الأثناء، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن قوات الجيش واصلت عمليتها العسكرية مع حلفائها أمس، لتوسع سيطرتها بشكل أكبر داخل محافظة إدلب وتحقق مزيداً من التقدم داخلها، حيث نفذت خلال ساعات الليلة الفائتة (أول من أمس)، هجوماً مباغتاً بغطاء من القصف المدفعي والصاروخي المكثف، وتمكنت من فرض سيطرتها على قريتين جديدتين هما اللويبدة الشرقية والناصرية وعلى جبل الكافي الموجود قربها، ليرتفع إلى 87 عدد ما سيطرت عليه قوات الجيش منذ بدء هجومها في الـ22 من تشرين الأول من العام الفائت 2017.
وبالترافق مع هذا التقدم السريع للجيش، ذكرت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية»، أن سرعة التقدم البري لقوات الجيش في مدينة إدلب تخضع لسيطرة «النصرة» تثبت مجدداً هشاشة التنظيم المتشدد، مؤكدة أن قوات الجيش، تمكنت من بسط سيطرتها على 14 قرية على الأقل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية (أول من أمس) بدعم جوي من القوات الجوية الفضائية الروسية.
ولفتت القناة إلى أن «جبهة النصرة» تتحمل الخسائر في ظل الغارات الجوية الروسية في مدينة إدلب، مؤكدة أنها لن تتوقف حتى القضاء على الإرهاب في سورية.
وانبرت «الأمم المتحدة» للدفاع عن النصرة فطالب نائب المتحدث باسم أمينها العام فرحان حق، خلال تصريح صحفي بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك، بالالتزام بحماية المدنيين والبنية التحتية وفق القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وذلك على خلفية زعمه أنهم «تلقوا تقارير عن مقتل عدد من المدنيين نتيجة غارات لطائرات حربية (لم يحدد هويتها)، في إشارة إلى الطيران الحربي السوري والروسي، الأمر الذي نفته دمشق وموسكو مراراً بعدم استهداف طائراتها للمدنيين.
أما في ريف حماة، فقد استهدف الجيش بغارات طيرانه الحربي وصليات من نيران مدفعيته تجمعات لـ«النصرة» في بلدة الرهجان بريف حماة الشرقي وتحركات لميليشياتها في اللطامنة ومحيطها وكفر زيتا بريف حماة الشمالي الغربي، ما أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي.
وإلى حمص، ذكر مصدر عسكري لـــ«الوطن»، أن الميليشيات المسلحة المنتشرة في الريف الشمالي للمحافظة جددت خرقها لاتفاق منطقة «تخفيض التصعيد» بعد استهدافها برمايات رشاشة وقناصة وقذائف صاروخية نقاط ومواقع الجيش على اتجاه المحورين الجنوبي والغربي لبلدة تلبيسة وعلى اتجاه المحور الشمالي لمدينة الرستن، ما استدعى من قوات الجيش الرد على مصادر إطلاق النيران والاشتباك مع مسلحي تلك الميليشيات وإيقاع إصابات مباشرة في صفوفهم.
وبيّن المصدر أن الجيش استهدف بالأسلحة النارية المناسبة نقاطاً ومواقع للمسلحين في قرية المكرمية وبلدة كفرلاها بريفي حمص الشمالي والشمالي الغربي وأوقع أعداداً من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.
إلى ذلك، أحبطت قوة من الجيش محاولة تسلل لمجموعة إرهابية تابعة لـــ«النصرة» من محور سيطرتها جنوب شرق مكتبة العماد في مدينة الرستن باتجاه نقاط الجيش الواقعة بمحيط المدينة بعد اشتباكات عنيفة، أدت لمقتل وإصابة معظم أفراد المجموعة وإجبار الباقين على الفرار.
أما في ريف حمص الشرقي، فقد اشتبكت وحدة من الجيش مع تنظيم داعش الإرهابي على اتجاه المعيزيلة الواقعة على مقربة من الحدود الإدارية المشتركة مع محافظة دير الزور وسط قصف جوي ومدفعي استهدف مواقع ونقاط التنظيم على طول خط الاشتباك، كما طال القصف تحركات لمسلحين من داعش على اتجاه الطريق المؤدية إلى المحطة الثانية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من مسلحي التنظيم وتدمير كميات من عتادهم الحربي و وسائطهم النارية.
وإلى شرق البلاد، استشهد 3 أطفال في بلدة البصيرة الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، والتي سيطرت عليها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» قبل أسابيع، وفقاً لمواقع معارضة، كما أصيب آخرون بجراح جراء انفجار الألغام ذاتها، ليرتفع إلى 5 بينهم 3 أطفال عدد المواطنين الذين استشهدوا في ريف دير الزور الشرقي.
إلى جنوب البلاد تحدثت مصادر أهلية لـ«الوطن» عن خطوات حثيثة لإنجاز اتفاق مصالحة في جباتا الخشب بريف القنيطرة بعد دخول وفد روسي إلى البلدة خلال الأيام الماضية.
وفي وقت لاحق سمع أصوات مضادات طيران روسية انطلقت من قاعة حميميم الجوية ، بعدما أكد نشطاء أن صفارات الإنذار انطلقت في القاعدة قبل ذلك بفترة وجيزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن