رياضة

العصا السحرية… بين الواقع والأحلام

| باسم بدران

أصدر المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام القرار رقم 5 بتاريخ 3/1/2018، المتضمن إعادة تشكيل إدارة مجلس الاتحاد العربي السوري لكرة السلة والذي جاء على خلفية الاستقالات المتلاحقة لأعضاء السابقين.
واللافت في النظر هو قبول استقالة ورفض الأخرى، يضاف إليه غياب العنصر الأنثوي عن التشكيلة الجديدة.
وبالنظر إلى أهمية هذا القرار وتوقيته نجد أننا ما زلنا نتصور أن مشكلتنا هي في الأشخاص والأسماء، ولكن جوهر المشكلة هي آلية التفكير والتعاطي في العمل المؤسساتي، والذي يقتضي في معظم الأحيان معطيات ومتطلبات مختلفة جذرياً عن معطيات المصالح الشخصية.
ولكي نضع الأمور في نصابها لابد من الإشارة إلى بعض الجوانب التي استنتجناها من الفترة الماضية.
البداية مع الرياضي ورجل الأعمال جلال نقرش رئيس الاتحاد الذي استطاع بحكمته الإدارية قيادة الدفة في المرحلة السابقة وسعى إلى تحقيق وجود سوري عالي المستوى مستثمرا معارفه الكبيرة، ومعظم الأخطاء التي حدثت كانت بسبب غيابه.
ثم النجم أنور عبد الحي الذي يمتلك من الكثير الجرأة والشجاعة، وهو قادر على تفعيلهما في تصحيح الأخطاء التي حدثت سابقا، ومطالب بالوقوف بصلابة لتحقيق مشروع بناء منتخبات الفئات العمرية السورية.
ود. دانيال ذو الكفل خبرة إدارية عالية، قدم الكثير في المرحلة الماضية واستطاع بحضوره الدائم في أصعب الظروف أن يكون الدافع الأساسي للمثابرة والسير قدما للكثير من كوادر كرة السلة. ويأخذ عليه رغبته في مركزية أمانة السر وربط جميع الخيوط معه، ما أدى إلى عدة أخطاء بسبب زيادة الأعباء عليه من جهة وتملص البعض الآخر من المسؤولية في الجهة المقابلة.
ويعد جمال الترك من الخبرات التحكيمية المميزة ويمتلك القدرة على المثابرة والعمل لفترات طويلة، ولكن بعده الجغرافي عن مراكز نشاطات كرة السلة كان سبب في عدم حضوره الدائم.
ويتميز وفيق سلوم بشخصيته الراقية والمحببة لدى الكثير من كوادر كرة السلة، يثابر بكل طاقته على متابعة المستجدات والتطورات العالمية، ودائم الحرص على نقل المعلومات وتبادل الخبرات.
وهو مطالب ببناء قواعد تحكيمية جديدة تكون قادرة على قيادة أصعب المباريات.
ويعتبر أشرف ايتوني من الخبرات الإدارية العالية المستوى وفي مختلف الألعاب، وكانت له بصمته في وصول منتخب الناشئين إلى كأس العالم عام 2008.
ومن المعروف الحضور الدائم لأيمن سليمان ضمن كوادر نادي الثورة وسعيه المستمر للحفاظ على قوة القواعد، وهو مطالب بالتخطيط لمشروع عصري للفئات العمرية السورية وآلية العمل فيها.
ويصنف الكابتن جاك باشاياني من اللاعبين القدامى ولكنه يمتلك من الشباب والحيوية الكثير لبناء كرة سلة عصرية تواكب التطور الحاصل في الدول المجاورة.
ومسك الختام مع اللاعب الخلوق محمد أبو سعدى بسمة كرة السلة الحلبية، موجود دائم بكوادر نادي الاتحاد، ويعمل بصمت بعيداً عن الأضواء وترك بصمة عندما كان إداري منتخب الرجال. ويأخذ عليه عدم حضوره الدائم لمختلف النشاطات التي لا يكون الاتحاد طرفاً فيها.
أعضاء الاتحاد الجدد لا يمتلكون عصا سحرية ستغير الواقع بين ليلة وضحاها، وسيواجهون الكثير من العقبات والصعوبات التي فرضها الواقع الحالي. ولكنهم يمتلكون أفكاراً جيدة تستطيع الطيران فوق جميع المعوقات وخصوصاً إذا تقاطعت تحت شعار كرة السلة السورية أولاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن