سورية

أنقرة دعت لاجتماع ثلاثي بعد «سوتشي».. والدوحة: سيقوض الحل … تقدم الجيش في إدلب يخيف نظامي تركيا وقطر

| وكالات

أثار تقدم الجيش العربي السوري في إدلب هلع النظامين التركي والقطري خوفاً على أدواتهما المتمثلة بـ«جبهة النصرة» الإرهابية وبعض الميليشيات المسلحة المتحالفة معها، فاستنجد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإيران وروسيا للضغط باتجاه وقف زحف الجيش، ودعاهم إلى لقاء ثلاثي بعد مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في منتجع سوتشي الروسي أواخر الشهر الحالي، على حين زعم النظام القطري أن انتصارات الجيش في إدلب تقوض الحل السياسي
وفي حديث نقلته وكالة «الأناضول» التركية، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ وزارته استدعت (أول من) أمس سفيري روسيا وإيران لدى أنقرة، للتعبير عن انزعاجها جراء عمليات الجيش في إدلب، داعياً إيران وروسيا إلى تحمل مسؤولياتهما، إزاء هجمات الجيش في المحافظة المشمولة باتفاق مناطق «خفض التصعيد».
وقال: «لا يمكننا غض الطرف، لقد بذلنا الكثير من الجهود ولا يمكننا إفساد كل شيء»، قبل أن يرفع نبرة حديثه ويضيف بحسب ما نقلت وكالة «فرانس برس»: إن أردوغان يمكن أن يتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين «إذا لزم الأمر» لكي يحثه على التدخل لدى دمشق، إلا أن موقع قناة «روسيا اليوم» نقل عن السكرتير الصحفي للرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، نفيه مثل هذا التوجه قبل مؤتمر سوتشي، إلا أنه نوه بأن مثل هذه الاتصالات يمكن تنظيمها بسرعة إذا دعت الحاجة».
واعتبر جاويش أوغلو، أن الأوضاع على الساحة السورية «معقدة، مشيراً إلى إمكانية حصول بعض الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن ما يحصل في الفترة الأخيرة من اعتداءات على مناطق خفض التصعيد، تجاوز حد الانتهاكات المتوقعة».
وأردف قائلاً: «هناك العديد من المناطق المحاصرة في سورية، وقد تم فتح معابر من تلك المناطق نحو محافظة إدلب، من أجل انتقال المدنيين، لكن بعض المجموعات الإرهابية دخلت إدلب من خلال تلك المعابر» متناسياً أن دخول قوات بلاده لتثبيت نقاط المراقبة التي حددها اتفاق إدلب كان بمساعدة ورعاية وحماية جبهة النصرة. وأكّد جاويش أوغلو، أنّ قوات بلاده المسلحة تواصل إنشاء نقاط مراقبة وقف إطلاق النار داخل حدود محافظة إدلب (النقطة الرابعة)، زاعماً أنّ 95 بالمائة من الانتهاكات تأتي من الجيش السوري، وزعم أن انتهاكات الجيش لخفض التصعيد، ما كانت «لولا الدعم الإيراني والروسي».
ولم يكن الموقف التركي، أشد حرصاً على «النصرة» من الموقف القطري، فقد اعتبر وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تغريدة على حسابه في «توتير»، أن «مشاهد القصف في إدلب تتكرر، وتتكرر الحجج ذاتها، لإفشال وتقويض أي حل سياسي للأزمة في سورية، وقتل المدنيين والمعارضين تحت ذريعة مواجهة المجموعات الإرهابية»، متناسياً وجود «النصرة» على جبهات المعارك التي يخوضها الجيش والتي اعترفت فيها «النصرة» بنفسها.
سياسياً، أكد جاويش أوغلو أنّ أنقرة ستتشاور مع موسكو وطهران بشأن الجهات التي ستشارك في مؤتمر سوتشي، مبينا أنه لن يشارك أحد في المؤتمر من دون إجماع الدول الثلاث على قبول مشاركته، وجدد موقف بلاده الرافض لحضور حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مشيراً إلى أن بلاده تواصل لقاءاتها مع المعارضة السورية، مشدداً في هذا السياق على أهمية توسيع نطاق المعارضة والتمييز بين المعارضة الحقيقية والمزيفة في أول انتقاد تركي للمعارضة التي توحدت في مؤتمر الرياض 2.
وأعلن جاويش أوغلو أنّ أنقرة ستستضيف اجتماع وزراء خارجية الدول ذات الرؤى المشتركة حول القضية السورية، وذلك عقب انعقاد مؤتمر سوتشي للحوار السوري المزمع عقده في أواخر الشهر الجاري، على حين أكد بيسكوف أن العمل على إعداد وتدقيق قائمة المشاركين في مؤتمر سوتشي، يجري على قدم وساق على مستوى الخبراء، واعتبر أن الأمر يتطلب درجة عالية من التنسيق بين الدول الضامنة الثلاث.
ولم يفت الوزير التركي انتقاد أميركا في ظل توتر العلاقات بينهما، فاعتبر أنّ مسألة دعم واشنطن لتنظيم «وحدات حماية الشعب» الكردية، وقضية تسليم زعيم منظمة غولن «الإرهابية» إلى السلطات التركية، هما من أبرز القضايا التي تعكر صفو علاقات البلدين، مشدداً على أن «العلاقات بين الجانبين ستزداد سوءًا في حال لم تقم الولايات المتحدة بإصلاح الأخطاء التي ترتكبها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن