سورية

موسكو: واشنطن لا تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.. وأنقرة: لعب بالنار … دمشق: تشكيل ميليشيا شمالي شرقي البلاد تأجيج للتوترات في المنطقة

| وكالات

أدانت دمشق بشدة إعلان الولايات المتحدة الأميركية تشكيل ميليشيا مسلحة شمالي شرقي البلاد مؤكدة أن الخطوة تأتي في إطار سياسة واشنطن التدميرية في المنطقة لتفتيت دولها وتأجيج التوترات فيها وإعاقة أي حلول لأزماتها، مشيرة إلى أن كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات خائن للشعب والوطن، بالتوازي مع موقف روسي «قلق» من الخطط الأميركية اتهم الأخيرة بأنها لا تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
على حين رأت أنقرة أن الخطوة الأميركية «لعب بالنار»، دعا «اتحاد العشائر العربية والتركمانية في سورية» الأميركيين، للتراجع عن سعيهم إلى تأسيس «جيش» من «حزب الاتحاد الديمقراطي- بـي د».
وأعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أمس الأوّل عن تشكيل قوة تتكون من 30 ألف مقاتل على الحدود السورية والأكراد عمودها الفقري.
ورداً على الإعلان الأميركي أعرب مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين وفق وكالة «سانا» أمس: عن إدانة سورية الشديدة إعلان الولايات المتحدة الأميركية تشكيل ميليشيا مسلحة في شمالي شرقي سورية، معتبراً أن ذلك يمثل اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي.
وأضاف المصدر: إن ما أقدمت عليه الإدارة الأميركية يأتي في إطار سياستها التدميرية في المنطقة لتفتيت دولها وتأجيج التوترات فيها وإعاقة أي حلول لأزماتها ويوضح في الوقت نفسه عداءها المستحكم للأمة العربية خدمة للمشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة.
وتابع المصدر: إن الجمهورية العربية السورية تدعو المجتمع الدولي إلى إدانة الخطوة الأميركية والتحرك لوضع حد لنهج الغطرسة وعقلية الهيمنة التي تحكم سياسات الإدارة الأميركية والتي تنبئ بأسوأ العواقب على السلم والأمن الدولي برمته.
وأكد المصدر أن سورية تعتبر أن كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائن للشعب والوطن وستتعامل معه على هذا الأساس وأن هذه الميليشيات ستعرقل الحل السياسي للوضع في سورية لأنها تنحو باتجاه الحل العسكري.
وختم المصدر بالقول: تؤكد سورية أن شعبها وجيشها اللذين سطرا أروع ملاحم الصمود والانتصارات على الإرهاب التكفيري وأدوات المشروع الأميركي هما أكثر عزيمة وصلابة على إسقاط المؤامرة المتجددة وإنهاء أي شكل للوجود الأميركي في سورية وأدواته وعملائه وبسط السلطة الشرعية على كل أراضي الجمهورية العربية السورية والحفاظ على سيادتها ووحدتها أرضاً وشعباً.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في المؤتمر الصحفي حول نتائج العمل الدبلوماسي الروسي عام 2017، وفق «سانا»، أن الولايات المتحدة «لا تنوي الحفاظ» على وحدة الأراضي السورية، لافتاً إلى أنها أعلنت بالأمس أنها تعمل مع مجموعات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» على «تشكيل مناطق حدودية بين سورية والعراق وتركيا تسيطر عليها مجموعات تتبع لها»، وأشار إلى أن «هذا الموضوع خطر ويمكن أن يؤدي إلى تقسيم سورية وننتظر توضيحاً من واشنطن بهذا الشأن».
وأوضح لافروف رداً على سؤال، أنه «يجب الأخذ بالحسبان مصلحة الشعب السوري برمته بمن فيهم السوريون الأكراد وخصوصاً في مجال التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني»، داعياً إلى «وقف الأعمال العدوانية للنظام التركي بحق الأراضي السورية وخصوصاً في مدينة عفرين»، مشيراً إلى أن «المخططات الأحادية الجانب لا تساعد على استقرار الوضع في سورية».
من جهته، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي، باكير بوزداغ، أمس، بحسب «روسيا اليوم» أن الولايات المتحدة «تلعب بالنار» من خلال تشكيل قوة أمنية حدودية في سورية تضم قوات كردية.
في الغضون، دعا اتحاد العشائر العربية والتركمانية في سورية، الولايات المتحدة الأميركية، للتراجع عن سعيها إلى تأسيس «جيش» من إرهابيي تنظيم «حزب الاتحاد الديمقراطي- بـي د».
وبحسب البيان الذي نشرته العشائر أمس، وفق وكالة الأناضول التركية للأنباء، وجه الاتحاد إدانة، للمساعي الأميركية، في «إضفاء الشرعية على تنظيم بـي د» الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية، وجاء فيه: «نطالب الولايات المتحدة الأميركية بالتراجع، بأسرع وقت، عن خطئها».
وأشار البيان إلى أن «دعم واشنطن لتنظيم إرهابي من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، لا ينسجم مع الديمقراطية».
واتهم البيان واشنطن بتأسيس «إسرائيل ثانية» في سورية، وشدّدوا على رفضهم لما تقدم عليه أميركا بتأسيس جيش من مسلحي «ب ي د».
وفي تعليق من متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الأحد، على عزم «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن إنشاء قوة أمنية حدودية من «ب ي د»، قال: إن بلاده «تحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده».
وحسب «الأناضول»، فإن وزارة الدفاع «البنتاغون» ووكالة المخابرات المركزية «سي أي إيه» الأميركتين، وقيادة منظمة «حزب العمال الكردستاتي- بي كا كا» التي تصنفها أنقرة على أنها منظمة إرهابية، كانوا قد استكملوا في وقت سابق، عملية تدريب 400 عنصر إرهابي، في معسكر «صباح الخير» جنوبي محافظة الحسكة «شرق»، وفي محيط سد تشرين شرقي محافظة حلب «شمال».
وشملت التدريبات، معلومات نظرية وتقنية قدمتها الـ«سي أي إيه»، وعمليات إنزال جوي من «البنتاغون»، إلى جانب تدريبات على حمل أسلحة قدمتها قيادات من «بي كا كا»، جاءت من جبال قنديل شمالي العراق.
وبينت أن منظمة «بي كا كا» تطلق اسم «جيش الشمال» على تنظيم يسميه «البنتاغون» والـ«سي أي إيه»، «حراس الحدود».
ومن المتوقع أن ينتشر ما يسمى «جيش الشمال» في مناطق عين العرب، وتل أبيض، ورأس العين، والمالكية شمالي سورية، على الحدود مع تركيا.
وأعلن «التحالف الدولي» المزعوم، الأحد، أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرقي سورية، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن