رياضة

وماذا بعد؟

| غانم محمد

فلسطين في المركز 75 عالمياً ومنتخبنا الذي كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات كأس العالم في المركز 76 عالمياً.
منتخب فلسطين الأولمبي عبر الدور الأول من كأس آسيا في الصين ومنتخبنا عاد مساء الجمعة إلى دمشق.
كلّ منتخباتنا الكروية خارج الحسابات مع نهاية 2017 والأيام الأولى من 2018، كلّ هذه القسوة والقائمون على كرة القدم السورية وعلى الرياضة السورية يستغربون لماذا لا نصفّق لهم، بل يعتبرون إشاراتنا إلى تقصيرهم إجراماً بحقّهم وبحقّ تاريخهم الغنيّ!
ربما لا نجيد قراءة التاريخ، لكن وفي وقت سابق خسرت كثيراً من أصدقائي لأني صارحتهم بمضمون هذا التاريخ والذي يشبه إلى حدّ كبير تاريخ (أبو نايف) في مسلسل الخربة حيث الشاهد الوحيد على ذلك التاريخ غير موجود لذلك يسرح (أبو نايف) ويمرح!
لم نحرز كأس آسيا لا مرّة، ولم نبلغ نهائيات كأس العالم ولا مرّة، حتى بطولة العرب لم نحصل عليها أي مرة منذ تتويجنا بذهبية الدورة العربية 1957 فأي تاريخ كروي نعتزّ به؟
في أستراليا احتفلوا بوصولهم لنهائيات كأس العالم 2018 بكثير من الخجل لأنهم اضطروا الذهاب إلى ملحق آسيوي ومن بعده ملحق عالمي أما نحن فمازالت الاحتفالات بالخسارة قائمة!
أي حضور لكرتنا الوطنية كانت في الصين مع المنتخب الأولمبي، لا فرق بين منتخبنا الأولمبي وأي منتخب سوري آخر (الرجال، الشباب، الناشئين)، إلى الأوجاع ذاتها والأفق ذاته باستثناء بعض الخبرة الإضافية التي ميّزت حضور المنتخب الأول وقد قلناها بكل صراحة إنه لولا وجود القسم الأكبر من لاعبي المنتخب الأول في أندية الاحتراف لما بلغنا الملحق الآسيوي.
إذاً لا مشكلة في تشخيص الوجع الكروي، بل بإمكان أي طبيب انضمّ للتوّ لمتابعة كرة القدم أن يشخّص الوجع وأن يضع وصفة العلاج المطلوبة لكن المشكلة هي في القرار الكروي: هل يريدون أن يصلحوا حال كرتنا أم إن من مصلحتهم أن تبقى على ما فيه من تخلّف؟
ربما.. ربما لو تطورت كرتنا وبقيت تحت الضوء لانفضح تخلفهم وانكشّف عبثهم السابق بها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن