سورية

انقسام في «معارضة الداخل» بشأنه.. و«العليا للمفاوضات» لم تتخذ قراراً نهائياً بالمشاركة.. و«بناء الدولة» يتحفظ على المؤتمر … توقعات بأن تشكل شخصيات الداخل أكثر من 50 بالمئة في «سوتشي»

| موفق محمد

وسط توقعات بأن يشكل المدعوون من الداخل السوري من الحكومة والمنظمات الأهلية والشعبية وأحزاب المعارضة نسبة أكثر من 50 في المئة من المدعوين إلى مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في مدينة سوتشي، انقسمت تيارات المعارضة الناشطة في الداخل بشأن الرؤية التي ستقدمها إلى المؤتمر.
وبينما، أعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة أنها لم تتخذ قراراً نهائياً بالمشاركة في المؤتمر، أبدى «تيار بناء الدولة السورية» في الخارج تحفظه عليه.
وتوقعت مصادر مطلعة على أجواء التحضيرات لعقد المؤتمر لـ«الوطن»، أن يصل عدد المدعوين من جانب الحكومة والمنظمات الأهلية والشعبية إلى أكثر من 450 شخصية، بينهم 75 عضواً في مجلس الشعب.
كما توقعت المصادر، أن يصل عدد الشخصيات التي ستوجه لها الدعوة من الأحزاب المعارضة الناشطة في الداخل ونشطاء المجتمع المدني إلى 250 شخصية.
وعشية التحضيرات لـ«سوتشي» المزمع عقده في الثلاثين من الشهر الجاري عقدت مجموعة من الأحزاب المرخصة المعارضة في الداخل وقوى وشخصيات وطنية وبعض منظمات المجتمع المدني لقاء السبت بدمشق تم خلاله بحث التحضيرات الجارية لـ«سوتشي» للخروج بورقة مشتركة.
وعلمت «الوطن»، أنه شارك في الاجتماع، الكتلة الوطنية الديمقراطية، حزب التضامن الوطني الديمقراطي، حزب الإنقاذ الوطني، حزب الشعب، الحزب السوري القومي الاجتماعي- المعارض، التيار الوطني، المؤسسة الحضارية السورية، الحركة الوطنية الكردية للتغير السلمي، وأحزاب مرخصة أخرى. وتوافق المشاركون على «الدعم الكامل لانعقاد مؤتمر سوتشي كخطوة أولى إلى انعقاد مؤتمر حوار وطني شامل على الأراضي السورية، والعمل على إصدار ورقة عمل تتضمن وثيقة تفاهم توضح أولويات السوريين في أي مؤتمر حوار وطني قادم، واعتبار مسار سوتشي مساراً «داعماً» للمسارات الأخرى، ودعم جميع مكونات المجتمع السوري والتي تؤمن بوحدة سورية أرضاً وشعباً» وإشراكهم في العملية السياسية، واعتبار الوثيقة الصادرة عن هذه القوى هي بيان مفتوح لانضمام جميع القوى الوطنية في داخل سورية أساساً ومن يشبهها في الخارج، واعتمدت هذه القوى بأن كل ما يطرح حول الدستور هو حق يتمتع به السوريون وأي إجراء بما يخص الدستور هو حق للسوريين ويجب أن يكون على الأرض السورية، وتشكيل لجنة تنظيمية مصغرة ومؤقتة بغاية المتابعة لتحقيق أهداف هذا اللقاء باستكمال دعوة كل الأطراف، ووضع جدول عمل لكل لقاء قادم والأمور الأخرى الضرورية».
جاء اجتماع تلك القوى، بعد توارد أنباء عن أنه يتم التحضير لعقد مؤتمر معارضة الداخل وعلى رأسها «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة (لم تشارك في الاجتماع الآنف الذكر) ما بين ٢٥ أو ٢٦ الشهر الجاري وذلك تهيئة لمؤتمر سوتشي.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أمين عام «الجبهة الديمقراطية السورية» محمود مرعي إن «الجبهة» حاولت أن تعمل على توحيد رؤية المعارضة الداخلية من خلال الاتفاق على ورقة موحدة تقدم في سوتشي، وتوصلنا إلى ورقة موحدة مع عدة قوى سياسية من المعارضة الداخلية وقوى من المجتمع المدني، لكن توجد قوى سياسية لها رأي أن تقدم عدة أوراق في سوتشي. وأوضح، أنه شاركت في تلك الاجتماعات «الجبهة الديمقراطية، تيار الطريق السلمي، هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي، حزب سورية أولاً، المنبر الديمقراطي، حزب الشباب، قوى من المجتمع المدني ، وشخصيات وطنية». وأوضح مرعي أن تلك «القوى التي لم تتفق معنا لها رؤية خاصة بها وهي أحزاب مرخصة وغير مرخصة».
ومما ورد من أنباء حول الاجتماع الأخير، أن الجميع اتفق على التحضير لعقد مؤتمر لقوى معارضة الداخل للتهيئة لمؤتمر سوتشي، وأنه تم تشكيل اللجنة التنظيمية واللجنة السياسية واللجنة الإعلامية وتكليف مرعي وليان مسعد بالتواصل لدعوة القوه السياسية.
ونفى مرعي أن يكون تم تشكل لجان أو أي صيغة تنظيمية، وأوضح أنه «قبل سوتشي لا يوجد رغبة لعقد مؤتمر للمعارضة الداخلية وقوى المجتمع المدني»، وأضاف: «لم تنضج الأمور وتحتاج إلى مزيد من التحضير والإعداد ولا اعتقد أننا قادرون على إنجاز ذلك قبل مؤتمر سوتشي».
في الأثناء، قال «تيار بناء الدولة السورية» في الخارج في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه إننا في تيار بناء الدولة السورية نبدي تحفظاً صريحاً على هذا المؤتمر (سوتشي)، بناء على ما رشح منه إلى حد الآن عن جدول أعماله أو عن طبيعة المشاركين فيه، ونتمنى على الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، أن يُظهروا حرصاً أكبر ليكون هذا المؤتمر ذا طابع سوري من ناحية الإعداد له، وكذلك أن يقتصر على التنظيمات السياسية، المعارضة والموالية، لكونها، رغم ضعفها وهشاشتها، أكثر قدرة عن التعبير عن المجتمع السوري، لا أن يكون المؤتمر مجرد «لمّة بشر»، إذ مهما بلغ عدد مشاركيه لن يكونوا سوى مجموعة «صغيرة جداً» من العموم السوري، وهذا لا يجعلهم يحلّون محل نخبة البلاد السياسية».
على خط مواز، ذكر رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة نصر الحريري، أنه لم يتسلم حتى الآن دعوة للمشاركة في مؤتمر سوتشي، مشيراً إلى أن الهيئة حتى الآن لم تتخذ قراراً نهائياً بالمشاركة، حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية. وفي السياق، اجتمع وفد من «الهيئة العليا» مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مقر الوزارة لبحث المستجدات في الملف السوري، بحسب وكالة «واس» السعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن