سورية

كشفت أن بعض التيارات المعارضة ستشارك رغم تهديدات بالتصفية … موسكو: عدم مشاركة البعض في «سوتشي» لن يقوّض أهميته

| وكالات

أكدت موسكو أن عدم مشاركة البعض في مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية «لن تقوّض أهميته»، معتبرة أن امتناع «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة عن المشاركة فيه، مؤشر على مدى تغلغل القوى الإرهابية المتطرفة وحتمية وجوب القضاء عليها، ولافتة إلى أن بعض التيارات المعارضة ستشارك رغم تلقيها تهديدات بالتصفية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، أمس، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «إن عدم مشاركة البعض في مؤتمر الحوار الوطني السوري بسوتشي لن تقوض أهميته»، مؤكداً أنه سيصبح خطوة هامة على طريق التسوية السورية.
وأضاف بيسكوف: إن «حقيقة أن بعض ممثلي العملية التي تجري الآن في سورية لم يشاركوا، لا يمكن أن يحبطوا هذا المؤتمر، وقلنا، لا يمكن أن تقوض كثيراً أهمية هذا المؤتمر»، مشدداً على أن «الجميع يدركون عدم حدوث تقدم فوري في التسوية السياسية من مؤتمر الحوار الوطني السوري بسوتشي فنحن بحاجة لعمل مضن».
وكانت ما تسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» المدعومة من الرياض أعلنت السبت رفضها المشاركة في مؤتمر سوتشي ما يدل على رفض هذه الهيئة ومشغليها في الرياض أي حل سياسي للأزمة في سورية، فيما اعتبر مصدر عسكري دبلوماسي روسي أن رفض «الهيئة» المشاركة في المؤتمر يدل على «زيف وبطلان تسميتها ويقلل من شأنها».
وبدأت أمس الأعمال التحضيرية لمؤتمر الحوار السوري في «سوتشي» الذي سيشارك فيه ممثلون عن مختلف القوى السياسية وفئات المجتمع السوري.
من جانبها، قالت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية أمس: إن «امتناع هيئة التفاوض المعارضة والعديد من القوى العسكرية والسياسية من المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي يعد خطوة هامة في إجراء عملية السلام، يعد مؤشراً واقعياً على مدى تغلغل القوى الإرهابية المتطرفة وحتمية وجوب القضاء عليها وهو ما يؤكد وجهة نظر موسكو في المحافل الدولية».
في الأثناء، كشف مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، أن ممثلي بعض القوى المعارضة السورية توجهوا إلى سوتشي لحضور مؤتمر الحوار الوطني، بحسب «روسيا اليوم».
وقال بورودافكين: «أقلعت من مطار جنيف صباح اليوم (أمس) طائرة خاصة متوجهة إلى سوتشي، وعلى متنها ممثلو المعارضة السورية المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني السوري يومي 29 و30 كانون الثاني».
وأوضح أن على متن الطائرة 71 من المشاركين في المؤتمر، وهم يمثلون مختلف فصائل المعارضة السورية، وخاصة حركة المجتمع التعددي وتيار «قمح» وتيار الغد السوري والتكتل الوطني الديمقراطي.
وأشار إلى أنه «على الرغم من الضغط النفسي الضخم، الذي تعرض له السوريون من قبل أولئك الذين يسعون لمواصلة الاقتتال في سورية ومنع المعارضة من المشاركة في مؤتمر سوتشي، تحلى (ممثلو المعارضة) بالشجاعة وتوجهوا إلى سوتشي لتقرير مصير بلادهم، وأطلقت تجاههم تهديدات سافرة بالتصفية».
وأشاد بورودافكين بمشاركة المعارضين السوريين في المؤتمر، معتبراً ذلك «دليلاً على أنه سيجتمع خلال المؤتمر محبو الوطن السوريون الحقيقيون، المستعدون لإيجاد لغة مشتركة فيما بينهم»، كما أعرب عن الامتنان لسلطات سويسرا على المساعدة في تنظيم الرحلة وحل بعض المسائل اللوجستية والأمنية.
وقبل ذلك، ذكرت مواقع معارضة، أن «تيار الغد» المعارض حضّ في بيان له أعضاءه على حضور مؤتمر سوتشي كـ«ضمان لتمثيل سياسي معبر عن الشعب السوري».
إلى ذلك، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرينتيف في تصريحات له أمس، نقلتها وكالة «سانا» للأنباء، أن الوثائق النهائية لمؤتمر سوتشي سوف تقدم إلى الأمم المتحدة.
وأشار لافرينتيف إلى أن إحدى المسائل الأساسية في المؤتمر هي البحث عن سبل التسوية المستقبلية للأزمة، مبيناً أنه ستمنح الفرصة للوفود المشاركة في المؤتمر لتقديم مواقفها ورؤيتها حول كيفية حل الأزمة في سورية، لافتا إلى أن السوريين الأكراد سيشاركون في المؤتمر، حيث تم توجيه دعوات لهم على أساس فردي.
وبين أنه سيقترح في رسالة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية تقديم المساعدة في إعادة إعمار سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن