سورية

فورد ينضم لحملة تلميع «الأحرار» ويدعو واشنطن إلى التحدث معها..!

انضم السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد، الداعي الأكبر لإقامة تحالف أميركي مع الإخوان المسلمين والتنظيمات الإسلامية في المنطقة، والأب الروحي لما يسمى «الثورة السورية»، إلى حملة تلميع حركة «أحرار الشام الإسلامية»، عاملاً على التمييز بينها وبين «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية.
وفي انتكاسة لجهود تعويمها من الدوحة وأنقرة، أعلنت «الأحرار» تعزيتها أول من أمس بزعيم حركة «طالبان» الأفغانية الملا عمر، الحليف التاريخي لتنظيم «القاعدة»، وبذلك كشفت الحركة عن وجهها الحقيقي.
ويبدو أن فورد لم يكن قد أطلع على بيان التعزية، عندما نشر مقالاً مشتركاً مع الخبير في الشرق الأوسط علي إلياس، في معهد «الشرق الأوسط» الأميركي، وصف «أحرار الشام» بأنها «أهم مجموعة تحارب النظام السوري الآن».
وجاء في المقال: «على نقيض التقارير الغربية، التي تقول: إن جبهة النصرة هي التي قادت المعركة للسيطرة على إدلب في آذار الماضي، فقد كان لأحرار الشام مقاتلون أكثر في المعركة»، واصفاً الحركة بأنها «قوة أساسية في المعركة»، مبدياً ما يشبه الأسف لأن «وسائل الإعلام الغربية ركزت على أنها (أحرار الشام) متشددة أو جهادية، بسبب أنها تدعو علناً إلى إقامة دولة إسلامية في سورية (!)».
واعتبر الكاتبان، أن «الأحرار» «ليست شريكاً صغيراً للنصرة»، وأشارا إلى وجود «اختلافات سياسية وأيديولوجية بينهما»، لافتين إلى أن الحركة والجبهة «اختلفتا في بعض الأحيان بشأن كيفية حكم المناطق تحت سيطرتهما»، ورأيا أن الطريقة التي تحكم بها «أحرار الشام» المناطق التي تسيطر عليها تعكس «تسامحها مع المواطنين ودرجة أكبر من التعاون معهم».
ووصف فورد وإلياس، مقاربة إدارة الرئيس باراك أوباما بعدم التعامل مع «أحرار الشام» بأنها «تساعد في تقسيم البلد»، وأن ما يحصل حالياً «لن يساعد في التوصل إلى حكومة سورية موحدة».
وإذ أقرا بوجود العديد من الخلافات بين الولايات المتحدة و«الأحرار»، مثل احترام حقوق الإنسان ومعاهدة جنيف، تساءلاً: «على الرغم من هذا.. هل يجب على الولايات المتحدة فتح قنوات حوار؟»، قبل أن يجيبا قائلين: إن «التحدث بالتأكيد لا يعني تقديم مساعدات عسكرية أو تسليح.. إن رفضنا التحدث إلى مجموعات مثل أحرار الشام، يقلص أكثر قدرة أميركا على التأثير في سورية».
ولـ«أحرار الشام» جذور قاعدية أكيدة، ولاسيما أن أحد مؤسسيه هو أبو خالد السوري رفيق درب جهاد لزعيمي تنظيم «القاعدة» الحالي أيمن الظواهري والسابق أسامة بن لادن. كما أن الحركة متحالفة مع «جبهة النصرة» فرع القاعدة في سورية ضمن لواء «جيش الفتح».
إلا أن قادة «الأحرار» زعموا أنهم أجروا مراجعة فكرية نقلتهم من التطرف إلى رحاب الاعتدال. وأطلقت القوى الإقليمية حملة لتلميع الحركة مؤخراً بعد فشلها في تعويم «جبهة النصرة»، من جراء المواقف التي أعلنها زعيمها أبو محمد الجولاني خلال مقابلته مع قناة «الجزيرة» القطرية.
ومثلت مقالة نشرها مسؤول العلاقات العامة في «الأحرار» لبيب نحاس في صحيفتي «واشنطن بوست» الأميركية و«ديلي تلغراف» البريطانية قبل نحو أسبوعين، ذروة حملة التلميع هذه. وفي مقالته، دعا نحاس الإدارة الأميركية إلى التمييز بين إسلاميين معتدلين وإسلاميين متطرفين، والابتعاد عن المعارضة العلمانية، عارضاً عليها أن تقاتل «أحرار الشام» تنظيم داعش، وأكد عدم اعتراض الحركة على الديمقراطية لكنه أعرب عن تمسكها بهويتها الإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن