سورية

باريس ستعمل معها على إعداد «خريطة طريق» للحل في سورية! … أنقرة تواصل تهديدها بتوسيع عدوانها إلى منبج واستهداف الأميركيين

| وكالات

هددت أنقرة بتوسيع عدوانها على منطقة عفرين ليشمل مدينة منبج وحتى إلى شرق الفرات، وحذرت الجنود الأميركيين من إمكانية استهدافهم إذا قاتلوا بزي مسلحي الميليشيات الكردية، في حين ناشدت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية أميركا والدول الأوروبية التدخل لوقف العدوان على عفرين.
وأعلنت باريس أنها ستعمل مع أنقرة في الأسابيع المقبلة على إعداد ما سمتها «خريطة طريق دبلوماسية» من أجل وضع حد للحرب الدائرة في سورية.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بكري بوزداغ لشبكة تلفزيون «سي إن إن-ترك»، أمس، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: إنه «إذا لم ينسحبوا (ميليشيا وحدات حماية الشعب- ي ب ك) الكردية من منبج فسنذهب إلى منبج، فسنتحرك شرق الفرات».
وأكد بوزداغ أن تركيا لا تريد مواجهة مع القوات الأميركية، إلا أنه أشار إلى أن الجنود الأميركيين يواجهون خطر أن يعلقوا في القتال إذا ارتدوا بزات ميليشيا «ي ب ك».
وبدت هذه إشارة إلى صور انتشرت في الماضي وأظهرت جنوداً أميركيين في شمال سورية يضعون شارات ميليشيا «ي ب ـك».
ومنذ 20 كانون الثاني الماضي تشن تركيا عدواناً سافراً على مدينة عفرين بحجة محاربة «وحدات حماية الشعب- ي ب ك» الكردية التي تسيطر على عفرين ومنبج وعلى شريط طويل من الأراضي شرق الفرات وصولاً إلى الحدود العراقية.
وتعتبر أنقرة ميليشا «ي ب ك» امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني- بي كا كا» المصنف لديها منظمة إرهابية، في حين تعد الميليشيا حليفاً رئيسياً لواشنطن.
وقال بوزداغ: «لا نريد أي مواجهة مع الولايات المتحدة في منبج ولا في شرق الفرات ولا في أي مكان آخر».
وتدارك بقوله: «لكن الولايات المتحدة يجب أن تتفهم حساسيات تركيا، إذا ارتدى جنود أميركيون بزات الإرهابيين «ي ب ـك» أو كانوا بينهم في حال وقوع هجوم ضد الجيش، فلن تكون هناك أي فرصة للتمييز بينهم وبين المسلحين الأكراد».
وتابع: «إذا وقفوا ضدنا بمثل هذه البزات فسنعتبرهم إرهابيين».
من جانبها، نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء، عن بوزداغ ادعاءه، أن «الجيش التركي مجبر على دخول منبج «إن لم يخرج منها الإرهابيون» وذلك من أجل ما زعم أنه لبقاء دولته ووحدة ترابها وأمن حدودها، ومنع إنشاء دولة إرهابية.
وأصر بوزداغ على مواصلة عدوان بلاده على الأراضي السورية قائلاً: «هذا الكفاح ذو نفس طويل، وسوف يتواصل»!!.
وجاءت تصريحات بوزداغ بعد مقتل سبعة جنود أتراك السبت بينهم خمسة في هجوم استهدف دبابة، واعتبر الأكثر دموية بالنسبة للجيش التركي منذ انطلاق العملية.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، دعت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في عفرين في بيان لها، روسيا إلى وقف ما سمته «دعمها للعدوان الذي تشنه تركيا منذ أسبوعين ضد عفرين»، وفقاً لـ«أ ف ب»، وناشدت «التحالف الدولي» والولايات المتحدة والمؤسسات الحقوقية والمدنية والإنسانية ومجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، التدخل الفوري لإيقاف العدوان التركي على عفرين».
ومنذ بدء العدوان على عفرين، حمّلت الميليشيات الكردية روسيا المسؤولية، زاعمة أنه ما كان ليحدث لولا «الضوء الأخضر» منها.
في غضون ذلك، أعلن الإليزيه أمس، بحسب «أ ف ب»، أن فرنسا ستعمل مع تركيا في الأسابيع المقبلة على إعداد ما سمتها «خريطة طريق دبلوماسية» من أجل وضع حد للحرب المستمرة في سورية منذ نحو سبع سنوات.
يأتي هذا الإعلان بعد محادثة هاتفية أجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان السبت، تباحثا خلالها في العملية العسكرية التي تشنها تركيا على عفرين.
وكان ماكرون أثار غضب أنقرة الأسبوع الماضي عندما قال في مقابلة صحفية: «إن بلاده سيكون لديها مشكلة حقيقية في حال تبين أن الحملة العسكرية عملية اجتياح».
وسبق لـ«الأناضول» أن قالت السبت إن أردوغان سعى إلى طمأنة ماكرون خلال المحادثة الهاتفية إلى أن «أنقرة ليس لديها أطماع في أراضي سورية».
وتابع الإليزيه: إن «ماكرون وأردوغان اتفقا على العمل من أجل إعداد خريطة طريق دبلوماسية حول سورية في الأسابيع المقبلة»، مضيفاً: «بناء عليه، فإن المحادثات بين فرنسا وتركيا وكلاهما تأملان بحل سياسي بإشراف الأمم المتحدة ستتكثف في الأيام المقبلة».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن