سورية

وسط تحضيرات لاستئناف التبادل التجاري عبر البوكمال – القائم.. وبهدف تعزيز التعاون الأمني الحدودي … وزير الداخلية في العراق ويلتقي العبادي والأعرجي

| الوطن – وكالات

وسط مؤشرات على قرب استئناف حركة التبادل التجاري بين البلدين عبر معبر البوكمال – القائم ولتعزيز التعاون الأمني الحدودي بينهما، وصل وزير الداخلية اللواء محمد الشعار إلى العراق، أمس، في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين العراقيين.
وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، وصل وزير الداخلية على رأس وفد من كبار المسؤولين في الوزارة أمس إلى العراق وكان في استقباله نظيره العراقي قاسم الأعرجي.
ونقلت تقارير صحفية عن مسؤول في وزارة الداخلية العراقية: أن «الشعار وصل إلى بغداد على رأس وفد ضم ضباط أمن ومسؤولين حكوميين، والتقى بوزير الداخلية قاسم الأعرجي»، مبيناً أن «الجانبين عقدا اجتماعاً مشتركاً».
وأكد المصدر، أن «الشعار سيلتقي عدداً من المسؤولين العراقيين، ومنهم رئيس الحكومة حيدر العبادي، لبحث عدّة ملفات»، مبيناً أن «الزيارة تهدف إلى بحث ملف الحدود بشكل خاص، فضلا عن ملف تبادل المعتقلين»، مضيفاً إن «الجانبين سيبحثان إمكانية التعاون المشترك للطرفين في تنفيذ عمليات متزامنة على الشريط الحدودي بين البلدين».
تأتي الزيارة في وقت اتفق فيها العراق مع إيران على تعزيز التعاون الأمني الحدودي بينهما.
وقالت قيادة قوات الحدود العراقية، في بيان صحفي، إنها «عقدت اجتماعاً مع قيادة حرس الحدود الإيرانية، بحثت خلاله تعزيز التعاون لضبط الحدود المشتركة»، مبينة أن «الاجتماع يأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة سابقا بين الجانبين لضبط الحدود».
وأضافت: إن «الطرفين اتفقا على زيادة حجم التعاون المشترك بينهما، والذي يسهم في تعزيز الأمن المستديم على الحدود المشتركة».
وجاءت هذه اللقاءات في أعقاب اجتماع التحالف الرباعي العراقي، الإيراني، السوري، الروسي، والذي عقد قبل يومين في بغداد، وبحث خلاله تعزيز التعاون الأمني المشترك.
كما يأتي ذلك، أيضا، في وقت أعلن فيه التحالف الدولي المزعوم ضدّ تنظيم داعش الإرهابي، الذي تقوده واشنطن، خفض عدد قواته في العراق خلال العام الجاري.
وتحدث مسؤولون عراقيون عن بدء خفض أعداد القوات الأميركية في العراق، بعد أن تم إعلان النصر النهائي على تنظيم داعش.
من جهة ثانية، تأتي زيارة وزير الداخلية، بعد أن تمكنت قوات الجيش العربي السوري والقوى الحليفة من طرد تنظيم داعش من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.
واستطاع الجيش العربي السوري والقوى الحليفة في تشرين الثاني الماضي طرد تنظيم داعش من آخر معاقله في مدينة البوكمال على الحدود مع العراق، بدعم جوي كبير من الطيران الروسي، بعد أن كان الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي تمكنا من استعادة السيطرة على مدينتي القائم وراوة.
ومنذ ذلك الوقت يقوم البلدان بتحضيرات لإعادة فتح معبر البوكمال – القائم لاستئناف عملية التبادل التجاري بينهما.
وتوقع الآمر العام للجمارك العميد سعيد الصبيح، الشهر الماضي في تصريح لـ«الوطن»، أن تسجل حركة التبادل للبضائع عبر أمانة البوكمال رقماً متقدماً لرغبة الجانبين السوري والعراقي في تطوير التبادل الاقتصادي بينهما، مؤكداً أن البضائع السورية تلقى رواجاً واسعاً في الأسواق العراقية.
وقال صبيح حينها: عملنا منذ الأيام الأولى لعمليات استعادة السيطرة على هذه المناطق على ترميم وجهوزية مقراتها وتهيئة الظروف المناسبة لعودة العمل الجمركي، موضحاً أنه تم العمل على تهيئة الطرقات وهي بحالة جيدة وتسمح بعبور الشاحنات ونقل البضائع وأن الظرف العام في الجانب السوري مهيأ لعودة التبادل التجاري مع العراق.
ووصل حجم التبادل التجاري بين سورية والعراق قبل اندلاع الأزمة في سورية قبل نحو سبع سنوات إلى نحو ثلاث مليارات ونصف مليار دولار أميركي في معظمها لصالح سورية.
ويتوقع مراقبون أن تكون السوق العراقية أكبر الأسواق المستهلكة للمنتجات السورية والداعمة للاقتصاد السوري.
واستجابة لمطالب غرفة صناعة حلب أوقفت الحكومة السورية استيراد كافة أقمشة الستائر والمفروشات، باعتبار أن الإنتاج الوطني يكفي الأسواق ويصدر لمختلف دول العالم.
واعتبر رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي في صفحته على موقع التوصل الاجتماعي «فيسبوك» أن القرار الحكومي هو بمثابة نصر كبير لكل مصنعي أقمشة الستائر والمفروشات في سورية.
ودعا الشهابي من غادر البلاد من مصنعي أقمشة الستائر والمفروشات للعودة السريعة إلى الوطن لإصلاح منشآتهم واستئناف العمل بها. ويرى مراقبون، أن السوق العراقية ستكون أكبر مستهلك للأقمشة والألبسة السورية بعد استئناف عملية التبادل التجاري بينهما.
وتلقف الصناعيون الحلبيون مباشرة التحضيرات الجارية لإعادة فتح معبر البوكمال-القائم لاستئناف عملية التبادل التجاري بين سورية والعراق، حيث أعلن الشهابي أن معرض خان الحرير الذي استضافته مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي مؤخراً سينقل إلى بغداد، وكتب في صفحته على «فيسبوك»: خان الحرير.. من دمشق إلى بغداد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن