ثقافة وفن

فنانة لبنانية انطلقت من دمشق…سالي بسمة لـ«الوطن»: الدراما السورية مدرسة قائمة بحد ذاتها

 وائل العدس : 

من مدينة صور في جنوب لبنان إلى العاصمة دمشق، قطعت سالي بسمة طريقها لتخطو خطوتها الأولى نحو تحقيق الحلم الدرامي.
الفنانة اللبنانية الشابة شاركت في أهم الأعمال السورية هذا العام، ووقفت أمام عدسات المخرجين باسل الخطيب، ونجدت أنزور، وناجي طعمي، وحاتم علي، وطارق سواح في مسلسلات «حرائر»، و«امرأة من رماد»، و«حارة المشرقة»، و«العراب نادي الشرق»، و«الخطايا»، إضافة إلى المسلسل اللبناني «درب الياسمين».
بدأت الإخراج في سن مبكرة عندما كانت تتابع دراستها الجامعية، وتعتبر انطلاقتها الحقيقية في مجال الإخراج حينما تعاونت مع وزارة الدفاع اللبنانية، وصورت أكثر من أغنية وطنية تخص المؤسسة العسكرية في لبنان. الوطن أجرت دردشة مع «بنت الجنوب» في السطور التالية:

• خطوتك الأولى في الفن كانت في الإخراج، لماذا تحولت إلى التمثيل؟
تخرجت في الجامعة الأميركية (قسم الإخراج الإذاعي والتلفزيوني)، كما تخرجت في الجامعة اللبنانية -كلية الفنون (قسم سينما وتمثيل).
فضّلت أن أقص شريط مشواري بالإخراج لأستشف رؤية المخرج للممثل ولأنتقل إلى الخطوة الثانية وهي التمثيل الذي يشكل عندي شغفاً وليس دراسة فقط.
بكل الأحوال لم أتحول من مجال إلى آخر، مازلت مخرجة وسأنجز عدة مشاريع، كما سأكمل مشواري في التمثيل إن شاء الله.

• هل التمثيل سيسرقك من الإخراج، وكيف توفقين بين المهنتين؟
صحيح أنهما مهنتان مختلفتان لكنهما تندرجان تحت عنوان عريض هو «الفن»، وأنا على طريق احتراف إحداهما، وأبدو قادرة على التنسيق بينهما، ولن تسرقني واحدة من الأخرى، ومازلت بحاجة إلى تعلم المزيد في المهنتين.

• ما السر في انطلاقتك السريعة كمّاً بخمسة أعمال دفعة واحدة خلال عام واحد؟
ليست انطلاقة سريعة بقدر ما هي إصرار على إثبات الوجود، فالحمد لله شاركت بخمسة أعمال في دمشق، وواحد في بيروت، وعملت مع أهم المخرجين السوريين، وهي مسؤولية كبيرة ألقيت على عاتقي، وأعتقد أنني كنتُ على قدر المسؤولية والثقة، وهي أولى خطواتي أنجزتها بنجاح، والسر وراء ذلك إصراري وحبي للمهنة للوصول إلى هدفي المنشود بدخول قلوب الناس.

• لماذا انطلقت من الدراما السورية وليس اللبنانية؟
الدراما السورية مدرسة قائمة بحد ذاتها في الوطن العربي، وربما العالم، وتغري أي ممثل عربي، ولأني أطمح للنجاح فضلت أن أكوّن نفسي في دراما قوية لأنطلق منها، مع عدم نكران إنتاج أعمال لبنانية جيدة.

• كيف تصفين شعورك بالوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى، وكيف تعاملتِ مع الموقف؟
كانت تجربة صعبة وخاصة أنني وقفت فيها إلى جانب نجوم كبار، ولا أنكر أن رهبة الكاميرا أثرت عليّ قليلاً، وهو أمر طبيعي ومتوقع، لكنني بعد ذلك كسرت حاجز الخوف.

• مع أي من المخرجين شعرت بالراحة أكثر؟
لكل مخرج أسلوبه وطريقته في العمل، وكل من وقفت أمام كاميراتهم كانوا في قمة الرقي، وتعاملوا معي تماماً مثل أي نجم موجود في التصوير، هذا الشيء ساعدني كثيراً.
كنت مرتاحة كلياً مع كل المخرجين، وكان لي الشرف أن يكونوا أساتذتي في بداية مشواري.

• كيف تصفين النجوم الذين عملت معهم في الدراما السورية؟
فوجئت بهم ولم أتوقع أنهم بهذا التواضع، تماماً كما أراهم في المسلسلات، وطبيعيون جداً، مثل سلاف فواخرجي، ومصطفى الخاني، ومحمد خير الجراح، ولينا حوارنة وغيرهم (مع حفظ الألقاب)، وكانوا متجاوبين وداعمين لي، وأشكرهم عبر صحيفتكم.

• المسلسلات العربية المشتركة، هل تفيد الدراما اللبنانية وتضر بالسورية برأيك؟
هذا النوع من الأعمال بات حديث الساعة في الإعلام والوسط الفني، وبرأيي الشخصي أنها لا تفيد الدراما اللبنانية بل تفيد الممثل اللبناني، وبكل تأكيد لا تضر الدراما السورية لأنها متمكنة رغم الحروب.
الدراما المشتركة لا تؤثر في الفنانين السوريين لأنهم لا يقارنون أصلاً، لكن ربما تزيد في رصيدهم عربياً.
• كانت لك مشاركة سينمائية في سورية، حدثينا عنها.
أنجزت فيلماً بعنوان «غرفة 101» من تأليفي وإخراجي، ويحكي عن نفسي وما مررت به من قصص أثناء وبعد سفري من لبنان إلى دمشق، وهو من تمثيل كرستين شحود، وفادي الشاعر، وجمال الظاهر.
رسالتي من الفيلم أن القدر مكتوب وأن عمرنا لن ينقص أو يزيد يوماً واحداً، إضافة إلى أن الشعب السوري صامد يكمل حياته رغم الصعوبات والحرب.

• جئت إلى دمشق في زمن حرب، كيف تنظرين لها؟
بعكس ما روجت له بعض القنوات العربية، فإن دمشق تعيش حياة طبيعية وهادئة مع بعض الاستثناءات القليلة، ورغم كل التحذيرات فإنني آثرت القدوم إلى سورية لأنني أعتبرها بلدي الثاني.
باعتباري ابنة الجنوب، فقد عشت حرباً ضروساً منذ صغري، وانتصرنا بفضل المقاومة اللبنانية، وأؤكد أن سورية ستنتصر بفضل جيشها المغوار، وخاصة أنها تمتلك رئيساً استثنائياً (حماه الله).
وبكل الأحوال أنا كمواطنة لبنانية أعتبر لبنان وسورية بلداً واحداً وشعباً واحداً، ولا فرق بيننا، وسينتصران معاً في حربهما على الإرهاب عاجلاً أم آجلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن