سورية

الاحتلال واصل توجيه أسهمه ضد إيران.. ولا عدوان على مطار خلخلة … ردع الجيش يلجم العدو الإسرائيلي وأدواته في جنوب البلاد

| الوطن – وكالات

شهدت منطقة «خفض التصعيد» في جنوب البلاد أمس هدوءاً، بعد يوم واحد من إسقاط الجيش العربي السوري لمقاتلة لكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول رفع نبرة صوته لتلافي الإحراج الذي أصيب به.
وتحدثت مصادر إعلامية معارضة أمس عن أن المناطق المشمولة باتفاق «خفض التصعيد» في جنوب البلاد والتي تشمل مناطق في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء عاد إليها الهدوء مجدداً دون تسجيل خروقات.
وبدأ تطبيق هذا الاتفاق الأميركي– الروسي– الأردني، في الـ9 من تموز، لكن الميليشيات المسلحة لم تلتزم به، الأمر الذي استدعى الرد على خروقات المسلحين من قبل الجيش العربي السوري.
كما قام كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يدعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة منذ الإعلان عن البدء بتنفيذ الاتفاق بالعديد من الاعتداءات على مواقع للجيش العربي السوري في المناطق المشمولة في الاتفاق.
يأتي الهدوء في منطقة «خفض التصعيد» بجنوب البلاد بعد يوم واحد على إسقاط الجيش العربي السوري على الأقل طائرة واحدة من طراز إف ١٦ وعدداً من الصواريخ، لكيان الاحتلال الإسرائيلي وذلك خلال تصدي دفاعاتنا الجوية للصواريخ والطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء السورية.
وبحسب محللين سياسيين فإنه ومع تصدي الدفاعات الجوية السورية للصواريخ والطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء السورية، بات من الواضح أن دمشق اتخذت قرارها بوضع حد للعربدة الإسرائيلية فوق أجوائها، وإنها وعلى الرغم من سنوات الحرب السبع، فقد تمكنت من ترميم دفاعاتها الجوية التي كانت أول سلاح استهدفته المجموعات الإرهابية باكراً في ٢٠١١ بناء على رغبة وطلب إسرائيلي.
وفي محاولة من البعض للتشويش على نصر الجيش روجت مواقع إلكترونية معارضة إشاعات حول استهداف مطار خلخلة في محافظة السويداء، الأمر الذي نفته مصادر أهلية ونشطاء.
وبعد حالة الصمت التي سيطرت على كيان الاحتلال عند إسقاط الطائرة وحالة الذهول التي أصيب بها، عاد مسؤولوه لرفع أصواتهم في محاولة للتغطية على خيبتهم وفشلهم.
ونقلت وكالة «فرانس برس» ثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الغارات الإسرائيلية السبت، مؤكداً أنها شكلت «ضربة قوية للقوات الإيرانية والسورية»، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لاستعادة الحالة المعنوية في «إسرائيل» وحكومتها بعد يوم كان وجه فيه نتنياهو وزراءه للصمت وعدم التحدث عن الاستهداف السوري لطائرته ولاسيما أن حديث نتنياهو كان في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته.
ولرفع المعنويات أكثر أضاف المسؤول الإسرائيلي: «أوضحنا للجميع أن قواعد الاشتباك الخاصة بنا لن تتغير بأي طريقة، سنواصل ضرب كل من يحاول ضربنا»، في وقت كانت وسائل إعلام العدو تتحدث بأن الطيار «حالياً في حالة متوسطة بعد خضوعه لعملية جراحية السبت، في حين سمح للآخر بالتوجه إلى منزله».
وعنونت صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها أمس بعبارة: «أول مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران»، على حين كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت «يوم قتال مع إيران».
ومع حديث نتنياهو كان التوجه الإسرائيلي منصباً على مزاعم أن إيران هي المتسبب فيما حصل، وقال وزير الاستخبارات إسرائيلي كاتز في حديث إذاعي: إن حكومته «لن تقبل بالوجود العسكري الإيراني في سورية».
من جهته وصف وزير التعليم نفتالي بينيت إيران بـ«الأخطبوط الذي يجب شن معارك دبلوماسية واقتصادية وعلى جبهة الاستخبارات ضده، والذهاب أبعد من ذلك إذا استدعى الأمر»، وأضاف: «بدلاً من القتال ضد أطراف الأخطبوط، يجب قطع رأسه».
لكن إذاعة جيش الاحتلال لم تستطع أن تخفي قيام الأخير بتعزيز وسائله الدفاعية المضادة للصواريخ في الشمال، على الحدود مع لبنان وسورية.
ولمحاولة فهم ما حصل أفادت مصادر إسرائيلية بأن سلاح الجو الإسرائيلي مستمر في التحقيق بالحوادث الأمنية وإسقاط مقاتلة «F-16» لاستخلاص العبر.
وكان لافتاً أول من أمس التوبيخ الذي تعرض له نتنياهو عندما اتهمته نائبة عربية بالكنيست الإسرائيلي، بتفجير الموقف مع السوريين والإيرانيين على الحدود الشمالية لكيانه».
ونقلت مواقع عربية عن عضو القائمة العربية المشتركة بالكنيست عايدة توما سليمان، قولها في بيان: إن «نتنياهو وحكومته غارقون حتى آذانهم في فضائح فساد، عشية نشر توصيات» الشرطة الإسرائيلية في تحقيقاتها في القضية المعروفة باسم «القضية 1000»، حيث من المفترض أن توجه النيابة العامة لائحة اتهام ضد نتنياهو بارتكابه جرائم فساد، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، معتبرة أن «نتنياهو قادر على إثارة حرب إقليمية تدفع فيها شعوب المنطقة ثمناً باهظاً فقط من أجل النجاة سياسياً».
من جانبها نقلت مواقع داعمة للمعارضة السورية عن رئيس قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، العقيد تومر بار، قوله في حديث إذاعي: «لقد انتهى التصعيد على الجبهة الشمالية، لكن الجيش يواصل متابعة ما يحدث في سورية»، موضحاً أنه «يبدو الآن أن الحدث صار وراءنا، لكننا نواصل المتابعة والتخطيط للعمليات القادمة».
وحاول المسؤول الإسرائيلي، التقليل من التأثير والدلالات لإسقاط المقاتلة قائلاً: إنه «في ظروف أحوال جوية مقيدة للحركة، وفي ساعات الليل، وسط إطلاق عشرات الصواريخ المضادة، لا تزال مسألة إتمام المهمة في العمق السوري تشكل نجاحاً».
أما جيش الاحتلال، فعاد إلى رواية الاتهام، مشيراً في بيان إلى أن الحرس الثوري الإيراني يتخذ قاعدة جوية له من مطار «T4» العسكري في ريف حمص الشرقي.
وفي وقت سابق دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف فوري للتصعيد في سورية بعد العدوان الإسرائيلي على مواقع في سورية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان: إن غوتيريس «يتابع عن كثب التصعيد العسكري المقلق في سورية والتوسع الخطير (للحرب) خارج حدودها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن