سورية

روسيا أكدت أن القرار 2401 لا يشمل «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» … دمشق: العمليات العسكرية ضد الإرهاب ستستمر على كامل الأراضي السورية

| وكالات

أكدت دمشق، أمس، أن العمليات العسكرية ستستمر في محاربة الإرهابيين على كامل الأراضي السورية، بما في ذلك الغوطة الشرقية، في وقت أكدت فيه موسكو أن نص قرار مجلس الأمن الدولي 2401، لا يشمل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وشركاءه ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» وميليشيا «جيش الإسلام».
وقال مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، حسام الدين آلا في حديث نقلته وكالة «سبوتنيك»: «أوضحنا أن هذا القرار يشمل كامل الأراضي السورية، بما في ذلك عفرين وتلك الأراضي التي تنشط فيها الولايات المتحدة، والجانب الثاني يتمثل في أن القرار يستثني النشاط ضد داعش والنصرة الإرهابيين، من القيود المفروضة، ما يعني أن العمليات ضد جماعاتهم ليست ممنوعة».
وتبنى مجلس الأمن الدولي مساء السبت مشروع قرار ينص على وقف إطلاق النار في سورية لمدة 30 يوماً، ويستثني تنظيم داعش، والقاعدة وجبهة النصرة، وجميع الأفراد والجماعات والمشاريع والكيانات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة أو تنظيم داعش، والجماعات الإرهابية الأخرى، كما صنفها مجلس الأمن.
وبحث الرئيس فلاديمير بوتين أمس مع أعضاء مجلس الأمن الروسي تطورات الأوضاع في سورية إلى جانب مسائل داخلية ذات أهمية، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريح صحفي أن الاجتماع تطرق إلى مناقشة الأوضاع في الغوطة الشرقية، حيث أعرب المشاركون عن «القلق الكبير على خلفية استمرار تصرفات الإرهابيين الاستفزازية» في المنطقة.
وأضاف: إنه تم التأكيد على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 المتخذ مؤخراً.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، أن: «الوضع يثير قلقاً كبيراً، تعلمون أن الإرهابيين في الغوطة الشرقية لا يسلمون الأسلحة ويحتجزون السكان كرهائن، وهو ما يجعل الوضع متوترا للغاية».
بدوره، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البرتغالي اوغستو سانتوس سيلفا في موسكو: إن «نظام وقف العمليات القتالية لا يخص بأي شكل من الأشكال تلك العمليات التي تقوم بها الحكومة السورية بدعم روسيا ضد كافة التنظيمات الإرهابية، أي «داعش» و«جبهة النصرة» ومن يتعاونون معهما».
وأضاف: «هناك أيضاً عدد من الجماعات، سواء في الغوطة الشرقية أو في إدلب، التي يقدمها شركاؤها ورعاتها الغربيون كأنها معتدلة، وبينها أحرار الشام وجيش الإسلام، تتعاون مع «جبهة النصرة المدرجة على قائمة مجلس الأمن الدولي للتنظيمات الإرهابية».
وأضاف: «وهذا يجعل شركاء جبهة النصرة غير مشمولين بنظام وقف إطلاق النار، وهي تعتبر أهدافا شرعية لعمليات القوات المسلحة السورية وكل من يدعمون الجيش السوري».
وأعرب لافروف عن ثقته بأن هناك فرصة لنجاح القرار حول وقف إطلاق النار في سورية، وقال رداً على سؤال بهذا الخصوص: «نعم، مبدئياً مثل هذه الفرصة موجودة».
وأوضح أن ذلك سيكون ممكنا في حال «التزمت كافة الأطراف السورية على الأرض وكل من يدعمونها، بمن فيهم من الخارج، وكل من يشرفون عليها، بمطالب مجلس الأمن الدولي بشأن الاتفاق على معايير محددة لوقف العمليات القتالية، وضمان هدنة مدتها 30 يوماً على الأقل، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لسكان المناطق السورية التي تحتاج إليها».
من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحفيين أمس، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، ضرورة قيام جميع من أبدى قلقاً حول الوضع في سورية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالكامل، مشدداً على أن التقارير حول تهديدات أميركية باحتمال استخدام القوة ضد سورية مقلقة للغاية وتتناقض بشكل كامل مع مضمون قرار مجلس الأمن رقم 2401.
وقال ريابكوف: «إن ما يهم بالدرجة الأولى في القرار 2401 أنه يدعو جميع الأطراف السورية للانخراط في بحث مكثف عن الحلول والتوصل إلى القرارات الضرورية، ونحن نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأنه وعلى خلفية تصاعد اللهجة ضد سورية وكذلك روسيا في واشنطن عدنا لنسمع التهديدات باستخدام القوة بشكل غير شرعي وغير قانوني، أنهم يبحثون عن ذريعة للقيام بذلك».
وأضاف: إن «هذا الأمر يتناقض تماما مع قرار مجلس الأمن المذكور ونحن نقول: إن على جميع أولئك الذين أظهروا قلقاً متزايداً بشأن الوضع الإنساني في سورية أن يمتثلوا وينفذوا قرارات مجلس الأمن الدولي بالكامل ومن دون أي استثناءات لأنفسهم».
بدورها ردت السفارة الروسية في واشنطن على حسابها على موقع «فيسبوك» الإلكتروني على نعي الخارجية الأميركية لمسار تسوية الأزمة السورية في اجتماعات أستانا وإعلانها «فشله»، واعتبرته مغرضاً ومتناقضاً ويقدم رغبات واشنطن على أنها وقائع قائمة.
وتعليقاً على القرار 2401 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي، لوقف النار في سورية، والذي أشار فيه المجتمع الدولي إلى الجهود التي تبذلها روسيا وتركيا وإيران كضامنين لعملية أستانا، لفتت السفارة الانتباه إلى حقيقة أن الولايات المتحدة أيّدت هذا القرار، قبل أن ترتد لتصف مفاوضات أستانا بالفاشلة.
وقالت السفارة الروسية في واشنطن، في تعليقها إنه «وفي هذا الصدد، نلفت الانتباه إلى الموقف الأميركي المتناقض من قرار الأمم المتحدة، فالمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيثر ناويرت، عبّرت في مؤتمر صحفي يوم 22 فبراير عن «فشل عملية أستانا» على خلفية الوضع المتأزم في الغوطة الشرقية، فمثل هذه التصريحات المغرضة لا يمكن إلا أن تثير اللغط والحيرة، لأنه لا يمكن لأحد أن يفكر أبدا في إعلان «فشل جنيف»، على الرغم من أنه، انطلق منذ سنوات طويلة هناك، وللأسف، حتى الآن لم يتمكن من تحقيق أي خطوات هامة في التسوية السياسية بسورية».
وختمت السفارة تعليقها بالقول: «نحن لم نتساءل أبداً عن أهمية عملية جنيف، ونحن دائماً ملتزمون بالتعهدات الدولية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. كل ما تريده روسيا هو أن تحقق، جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي، الانتهاء المبكر من عملية مكافحة الإرهاب في سورية، والمساعدة في إحلال السلام الذي طال انتظاره في هذا البلد».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن