سورية

ارتفاع وتيرة الكباش السياسي بين روسيا وأميركا بشأن «الكيميائي»

| وكالات

ارتفعت وتيرة المعارك السياسية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن الدولي، ووقودها مشروعات قرارات للطرفين بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سورية، وسط تأكيدات من موسكو بأن المزاعم التي تتحدث عن احتمال استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق الشرقية تحمل طابعاً مصطنعاً.
وأكمل الاتحاد الروسي، المشاورات حول مشروع قرار يتعلق في إنشاء آلية تحقيق أممية جديدة في حالات استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وأصبحت وثيقة القرار جاهزة للتصويت. ووفقاً للبعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة، فإن المواعيد النهائية الممكنة لتقديم المشروع للتصويت غير معروفة بعد، مشيرة إلى أن البعثة كانت قد عممت المشروع على مجلس الأمن في كانون الثاني الماضي.
وقالت البعثة الروسية وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: إنها قدمت الجمعة، إلى المجلس، صيغة المشروع النهائية التي سيتم التصويت عليها.
ويطلب مشروع القرار المقترح من الجانب الروسي، «إنشاء آلية تحقيق مستقلة للأمم المتحدة «UNIMI» لمدة عام واحد بهدف «تأمين طريقة تحقيق نزيهة ومستقلة ومهنية».
ووفقا للوثيقة، سيتعين على الخبراء استخلاص استنتاجاتهم على أساس حقائق «موثوقة ومتحقق منها ومؤكدة»، وينبغي جمع الأدلة مباشرة من أماكن الحوادث.
وسيطلب من جميع أطراف النزاع في سورية التعاون التام مع الآلية المستقلة. إضافة إلى أن «النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة، ستدرس بدقة من مجلس الأمن الدولي».
وسيتعين على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تقديم تفاصيل عن شكل عمل الآلية الجديدة بالتنسيق مع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وفق وكالة «سانا» للأنباء، أن المزاعم التي تتحدث عن احتمال استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق الشرقية تحمل طابعاً «مصطنعاً»، وقالت: «من الناحية السياسية تطورت المواجهة حول الوضع الإنساني الصعب فضلاً عن الاتهامات المستمرة التي لا أساس لها لدمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية حيث تأكد ولا سيما في الاتهام الاخير أنه مفبرك نظراً لأنه لم يتم تقديم أي دليل مقنع على الإطلاق على استخدام الأسلحة الكيميائية من دمشق».
من جانبه، قال مركز المصالحة الروسي، وفق وكالة «سبوتنيك»: إن الإرهابيين يستعدون لاعتداءات في الغوطة الشرقية بمواد سامة.
وفي الإطار ذاته، نقلت تقارير صحفية عن ما سمتها «مصادر غربية وثيقة الاطلاع على ما يجري في كواليس مجلس الأمن»، أن «الولايات المتحدة عازمة على محاسبة» الحكومة السورية وتنظيم داعش الإرهابي، وذلك «بعدما ثبت تورط الطرفين في استخدام الأسلحة الكيمائية في سورية، وفقاً للتقارير التي أعدتها آلية التحقيق المشتركة «جيم» بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً.
وقال «مصدر غربي» بحسب «التقارير: إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب «لا تزال تعمل للوصول إلى هذا الهدف عبر مشروعي قرارين»، جرى توزيع أحدهما قبل يومين ويهدف إلى إنشاء «آلية الأمم المتحدة المستقلة للتحقيق» «UNIMI» من أجل مواصلة العمل على تحديد الضالعين في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، على حين لا يزال العمل جارياً في الوقت ذاته على قرار آخر بموجب الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية من أجل «الاقتصاص ممن ثبت تورطهم» في أعمال كهذه وفقاً لتقارير «جيم».
وذكر المصدر، أن روسيا ستحاول «عرقلة المساعي الأميركية هذه، على غرار ما فعلته طوال السنوات السابقة». بيد أنها لاحظت أن «صبر واشنطن لم ينفد بعد من إمكان إحداث اختراق دبلوماسي يلجم التدهور الخطر على الأرض» مع دخول الحرب في سورية سنتها الثامنة من دون أفق جدي لحل سياسي.
ورأى دبلوماسي، وفق التقارير، أن «الأمور تتجه إلى مزيد من استخدام روسيا حق النقض «الفيتو»؛ ما يعطي انطباعاً بانغلاق أفق المساعي الدبلوماسية»، ولم تستبعد حصول ذلك الأسبوع المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن