رياضة

تصاعد حدة الوتيرة في نادي الاتحاد … استقالات ثلاثية الأبعاد والبحري بمهمة انتحارية

| حلب – فارس نجيب آغا

تتسارع حدة الوتيرة في نادي الاتحاد مع ارتفاع معدل غليانها للقمة عبر مؤشرها الحراري الذي أفرز معطيات جديدة مفاجئة غير متوقعة، حيث زادت الأمور تعقيداً وإرباكاً ولعل موجة السحاب الداكنة التي خيمت على الأجواء مرفقة برياح عاتية شديدة التوتر داخل النادي بدأت بالانحسار مع تقديم المدرب الجديد ماهر البحري الذي فاجأ الكل وبالأخص أبناء النواعير بعد اعتذاره عن مهمته معهم ومن ثم يكون مقصده نادي الاتحاد، ويبدو أن لقاء يوم الجمعة القادم بين النواعير والاتحاد سيغلب عليه طابع التحدي ولن يكون البحري في مأمن من ردة فعل متوقعة بعد هجوم مباغت شنته جماهير النواعير عليه عبر مواقع التواصل إثر خذلانهم على حد قولهم وتركهم بمنتصف الطريق بحجة السفر إلى الأردن.

الأحداث جرت بشكل متسارع من دون أي عمليات تجميل مسبقة مع ردة فعل عنيفة أيضاً من جماهير الاتحاد التي لم تتقبل الفكرة بشكلها ومضمونها معتبرة أنه حدث تاريخي أن يشرف مدرب على الفريق من خارج النادي باستثناء المدربين المحترفين الذين كان لهم حضور مؤثر أيام العز.
تبدل قواعد التشابك داخل القلعة الحمراء لم ينحصر بكرة القدم وجماهيرها بل تخطى لأبعد من ذلك ووصل لمجلس الإدارة مع ثلاثة استقالات فجرت البركان الراكد وهو بالأساس مشبع بالغليان مع ترقب انفجاره ورمي حممه في أي لحظة نتيجة التراكمات بين أعضاء المجلس وتمرير الكثير من الروايات تحت بند تبويس الشوارب واستقالة كانت سريعة لمسؤول مكتب التنظيم الأستاذ عدنان كيالي لعدم قناعته بما يدور بفلك الإدارة من خلال شعوره وملامسته لبعض القضايا المتشعبة التي لم يفهم رأسها من أخمص قدميها حيث يلفها الكثير من الغموض مع عقود أبرمت ومجلس الإدارة غارق في نومه من دون إطلاع مجمل الأعضاء عليها. إذاً نحن اليوم أمام واقع لا يمكن إغفاله أو تخطيه بسهولة جراء الحرب الباردة التي تدور رحاها في القلعة الاتحادية من الداخل والخارج والفاتورة ستدفع عند (كاشير) النادي بكل تأكيد.

استقالات وتكتم
في التفاصيل المتلاحقة التي جاءت متسارعة تقدم ثلاثة أعضاء باستقالاتهم دفعة واحدة بعد جلسة حوار فيما بينهم على خلفية بعض الخلافات التي تخص أمور النادي وتم التوصل ضمن قناعتهم لخط استقالاتهم وتركها على طاولة رئيس النادي غير الموجود في حينها وسلمت لأمين السر ومعها بدأت رحلة الاتصالات بغية ثنيهم عن قرارهم مع تكتم شديد وترك الاستقالات من دون إرسالها للجنة التنفيذية خلف الأبواب الموصدة على أمل إيجاد حل وهو ما حدث عبر اتصالات وتدخلات مع اجتماع استثنائي عاجل وتهيئة غرفة عمليات بجميع الأدوات الطبية لاستئصال الحالة التي تسببت باستقالات كل من: المستشار أمر الله فنصه، والمهندس محمود عنبر، والأستاذ علي برغل، حيث فض المجلس بسحب استقالاتهم وترطيب الخواطر إثر وعود بالوصول لحلول ناجعة لبعض القضايا التي تخص مستلزمات فرق الفئات بكرة السلة وعقود رجال كرة اليد.

مؤتمر هزيل
الاجتماع الذي حدد موعده عند الرابعة والنصف من بعد ظهر الإثنين سبقه مؤتمر صحفي جرى من دون علم رئيس النادي ومجلس الإدارة ترسيخاً لحالة الفوضى الجارية بالنادي، حيث قمنا بالتواصل مع بعض الأعضاء الذين أكدوا عدم علمهم بهذا الأمر، الشيء الذي يؤكد حالة الإرباك وعدم وجود آلية عمل صحيحة هو دعوة صحفيين يمثلان صحيفة واحدة فقط وترك الأغلبية من دون توجيه الدعوة لهم وكان لـ«الوطن» نصيب من عدم الدعوة مع تغييب بقية إعلاميي المحافظة عن الحدث فربما الإدارة تقدم الدعوة لمن ينتمي لحلفها ولا تتقبل حضور من لا يروق لها ويتغنى بها على (الفاضي والمليان) وجل ما جاء في المؤتمر وعود بتقديم الأفضل للفريق وضرورة رص الصفوف والوقوف خلف النادي رغم كل الدعم الذي قدمته الجماهير منذ بداية الموسم وحتى الآن مع بعض إبر البنج المعتادة كما درجت العادة في مؤتمر فارغ الشكل والمضمون هدفه تخفيف الضغط الحاصل من الجماهير التي لم تعتد الاستعانة بمدرب من خارج أسوار النادي وهي واقعة عزفت عليها كثيراً لعدم قناعتها بما يحدث من تكتيكات متعاقبة لم تلق أي نجاح منذ الموسم الماضي وحتى الآن في قرارات غير مدروسة تميل للارتجالية والمزاجية المفرطة التي لم تخدم النادي في شيء بل تكبده عشرات الملايين من دون فائدة مرجوة.

لجنة تدقيق
ما يدور بكواليس النادي لم يعط أي دفع للجنة التنفيذية للاطلاع على الوضع الداخلي الذي يحتاج لبقعة ضوء مع لجنة تدقيق تواصل عملها حول العقود المبرمة لفريق كرة القدم والسلة التي تمت المطالبة بها من الجهاز المركزي للرقابة المالية بكتاب تحت رقم 150 مهمتها جرد عقود اللاعبين المحترفين وتقديم تقرير مفصل بعد شكوى وصلت لهم عن عائدات بالملايين أبرمت معهم، فكيف يمكن إيجاد مخرج وهل الشكوى صحيحة أم إنها مجرد افتراء فقط.
دعونا لا نستبق الأحداث وسنترك ذلك للمختصين الذين يعلمون ما يجب فعله لكن المؤشرات تبدو للوهلة الأولى غير مثالية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن